صور| "سوق السبت برفح" يحمل أصالة الماضي

سوق السبت برفح

غزة /سوا/ فاتن محمد عيسى/ في شارع يصل طوله مئات الأمتار، وفي زمان لا يتغير، ينعقد سوق رفح الشعبي (السبت) الأكثر شهرة في قطاع غزة ، محافظاً على رونقهِ الخاص رغم تعاقب السنين وتغير الحكومات منذ الانتداب البريطاني مروراً بالإدارة المصرية والاحتلال الإسرائيلي ثم السلطة الفلسطينية.

مدينة رفح  من أكبر محافظات قطاع غزة، إلا أن الغَزيين لا يعرفون عنها إلا معبر رفح المُخصص للسفر، فهناك معالم كثيرة منها  سوق السبت التاريخي،  الذي يَ فتح أبوابه مرةً واحدةً كل أسبوع ولستِ ساعاتٍ فقط.

 

السوق يجذب عشرات الباعة والتجار سواء كانوا بائعين في أكشاك أو باعة متجولين  أو حتى المحال التجارية  المختلفة.

على بسطاتٍ بدائية يبدو عليها القدِم ؛ يجد المتسوق كل أشكال وأصناف البضائع ، بدءاً بالمواد الغذائية، مروراً بالملابس والأحذية، فضلاً عن مواد التنظيف والأدوات الكهربائية والمنزلية وغيرها .

في أروقة السوق الشعبي التاريخي، تختلط أصوات الباعة الباحثين عن رزقهم، بأصوات ازدحام المتسوقين، بينما يسير بائع النعناع بصندوقهِ الصغير تاركاً خلفه عبق جميل، وآخرى مُسنة تنادي لبيع منتجاتها اليدوية، وبين هاذين المشهدين يُنهك التعب المتسوقين، ممن جاؤوا لشراء السلع من كافة المناطق، وأُثقلت أيديهم بحملها.

 

سِحر الماضي وجمال الحاضر، هو ما يميز السوق المذكور الذي يعود بداياتهِ لحكم الانتداب البريطاني، حيث كان يمتد  آن ذاك ليصل الى الأراضي المصرية، وإليها يصل تجار مصريين، وأول مرة أُفتتح  فيها كان أوائل القرن الماضي .

بلغت مساحة السوق 20 دونم  ويبدأ من ميدان العودة شمالاً حتى بوابة صلاح الدين على الحدود المصرية، ومن حي البرازيل شرقاً، الى عيادة وكالة الغوث غرباً، دون أن يترك الباعة زقاق أو شارع  جانبي الا واستغلوه لعرض بضائعهم.

 

تاريخ سنين مَضت تشكل في بدايته في مدينة خان يونس ، وحين  تشكيل مجلس قروي لمدينة رفح عام 1952بدأ سوق السبت الشعبي في مدينة رفح، وكان مُخصصاً في بدايته لتبادل البضائع ما بين سيناء مصر وفلسطين.

بعد الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة عام 1967 أصبح السوق مخصصاً لتبادل البضائع بين محافظات القطاع مع تميزه بالبضائع المصرية التي كان يتم جلبها عبر المسافرين من خلال معبر رفح البري، والتي ما زال يبحث عنها الغزيون حتى يومنا هذا.

كبار السن, الشُبان والأطفال ، النساء والرجال،  الاغنياء منهم والفقراء، تبدأ حركتهم منذ بزوغ فجر كل يوم سبت، لتستمر حتى ساعات المساء، وبين الأزقة والشوارع ينقسم السوق الى عدة أفرع، منها "السوق الشعبي" الذي يجذب آلاف المتسوقين.

ويجذب السوق اهتمام جميع الاشخاص من كافة الطبقات الاجتماعية، كما ليست السيدات فقط هن من يجذبهم التسوق، فإن الرجال أيضاً أصبحوا مهتمين بزيارة السوق باستمرار مستمتعين بالتسوق والتعرف على ثقافة الاسواق الشعبية.

 

 

 

 

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد