الأمم المتحدة تقترح العدول عن استفتاء كردستان ومفاوضات مع بغداد
نيويورك/سوا/ قدمت الأمم المتحدة مقترحا لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني يقضي بالعدول عن الاستفتاء المرتقب في 25 أيلول/سبتمبر، في مقابل المساعدة على التوصل إلى اتفاق شامل حول مستقبل العلاقات بين بغداد وأربيل في مدة أقصاها ثلاث سنوات.
لكن رئيس الإقليم الشمالي، أبقى موعد الاستفتاء حتى اللحظة، معتبرا أن المقترحات المقدمة حتى الساعة غير كافية.
وبحسب الوثيقة التي قدمها المبعوث الأممي إلى العراق يان كوبيس لبارزاني، وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها في أربيل، فإن المقترح يقضي بشروع الحكومة العراقية وحكومة الإقليم على الفور بـ"مفاوضات منظمة، حثيثة، ومكثفة من دون شروط مسبقة وبجدول أعمال مفتوح على سبل حل كل المشاكل، تتناول المبادئ والترتيبات التي ستحدد العلاقات المستقبلية والتعاون بين بغداد وأربيل".
وردا على سؤال لفرانس برس، أكد كوبيس أن "هناك عرضا، إذا وافق الأكراد على هذا البديل فسيتم إجراء مفاوضات"، مشيرا إلى أنه يتوقع ردا من بارزاني خلال "يومين أو ثلاثة".
ويتعين على الجانبين اختتام مفاوضاتهما خلال عامين إلى ثلاثة أعوام، ويمكنهما الطلب "من الأمم المتحدة، نيابة عن المجتمع الدولي، تقديم مساعيها الحميدة سواء في عملية التفاوض أو في وضع النتائج والخلاصات حيز التنفيذ".
في المقابل، "تقرر حكومة كردستان عدم إجراء استفتاء في 25 أيلول/سبتمبر".
وصادق برلمان كردستان العراق الجمعة، كما كان متوقعا، على إجراء الاستفتاء على استقلال الإقليم الشمالي في موعده المقرر.
وبعد نكسات عدة، وفيما تتهم كردستان بغداد بعدم الوفاء بوعودها، تعتزم الأمم المتحدة طمأنة أربيل من خلال الالتزام بلعب دور رئيسي.
وتحدد الوثيقة أن "يبقى مجلس الأمن متابعا لتنفيذ هذا الاتفاق من خلال تقارير منتظمة يقدمها الأمين العام للأمم المتحدة".
وأعاد الرئيس الكردستاني التأكيد، السبت، خلال تجمع جماهيري في دهوك، أن "لا إلغاء ولا تأجيل" للاستفتاء.
وأضاف "لم نتلق حتى الآن أي بديل حقيقي للاستفتاء". لكن بارزاني لم يقفل الباب أمام التفاوض منذ بدأ الجدل حيال عقد الاستفتاء. وقال في خطاب آخر في وقت سابق في الموصل "إذا كان هناك بديل أفضل، فأهلا وسهلا".
وتخضع كردستان لضغوط كثيفة للعدول عن هذا الاستفتاء الشعبي، الذي لن يؤدي من حيث المبدأ إلى إعلان الاستقلال، بل يشكل وسيلة للضغط على السلطة المركزية للحصول على تنازلات في الخلافات النفطية والمالية.
وأعلنت المملكة المتحدة في بيان، السبت، أنها لا تدعم الاستفتاء الذي "يهدد بانعدام الاستقرار في المنطقة، فيما يجب أن ينصب التركيز على هزيمة داعش".
والجمعة، اعتبر البيت الأبيض أن الاستفتاء سيكون "مستفرزا" و"مزعزعا للاستقرار". وأعادت واشنطن التأكيد على اعتقادها بأنه سيكون عقبة أمام محاربة تنظيم الدولة الإسلامية واستقرار المناطق التي عادت إلى سيادة السلطات العراقية.
وتعرب دول أخرى، مثل تركيا وإيران، عن قلقها إزاء فكرة أن تثير أربيل النزعات الانفصالية لدى الأقلية الكردية على أراضيها.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن إجراء الاستفتاء "أمر سيء جدا"، مشيرا إلى أن مجلس الأمن التركي سيجتمع في 22 أيلول/سبتمبر لتبني موقف رسمي.
من جهته، أشار المتخصص بالشأن العراقي في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية كريم باكزاد، إلى أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ، "سيكون لعدة أيام في كردستان لإقناع بارزاني بالتخلي عن الاستفتاء او تأجيله حتى موعد غير محدد".
وقال مصدر أمني إن سليماني موجود في السليمانية، ويتطلع إلى البقاء إلى ما بعد موعد الاستفتاء، لإظهار مدى أهمية عدم إجراء الاقتراع بالنسبة لإيران.
ولفت باكزاد إلى أن "الاستفتاء غير مقبول بالنسبة إلى إيران وتركيا، اللتين تملكان وسائل اقتصادية وسياسية وأمنية للضغط على كردستان".
وأضاف أن "بارزاني نفسه اعترف بأنه لو لم يأت الحرس الثوري الإيراني لنجدة كردستان في صيف العام 2014، لكان تنظيم الدولة الإسلامية على الأرجح سيطر على أربيل أمام تراجع البشمركة".