المونيتور: مصر تفرض على حماس قواعد لعب جديدة

تعاون أمني ودفع صفقة تبادل مقابل فتح المعبر

القاهرة/سوا/ قال الصحفي الإسرائيلي المتخصص في الشئون الفلسطينية "شلومي إلدار": إن قادة  حماس استُقبلوا نهاية الأسبوع الماضي كضيوف مرحب بهم في مصر التي تفرض على رئيس المكتب السياسي للحركة  إسماعيل هنية  قواعد لعب جديدة .

وخلص في مقال نشره موقع "المونيتور" الأمريكي بنسخته العبرية "يسرائيل بولس" إلى أن القواعد الجديدة للعب تتضمن تعاون أمني مع مصر ضد "العناصر الجهادية" بسيناء، ودفع صفقة أسرى بين حماس وإسرائيل، مقابل فتح  معبر رفح  وتوريد المواد الخام للقطاع.

إلى نص المقال..

وصل قادة حماس للقاهرة السبت 9 سبتمبر لعقد اجتماع لقيادة الحركة- للمرة الأولى منذ انتخاب إسماعيل هنية رئيسًا للمكتب السياسي ويحيى السنوار قائدًا للحركة في غزة .

وبخلاف هنية والسنوار، وصل القاهرة صالح العاروري الذي طرد من تركيا وقطر ويقيم الآن في لبنان، وروحي مشتهى الذي يتولى ملف الأسرى، وخليل الحية، نائب السنوار وموسى أبو مرزوق، الذي يعد الأقرب من بين كل قادة حماس للنظام في مصر.

من لم يحصل على تصريح مصري بعبور معبر رفح والمشاركة في الاجتماع هو فتحي حماد وزير الداخلية السابق بحكومة حماس.

وقال مصدر أمني فلسطيني بالسلطة الفلسطينية للمونيتور، إن المصريين يشتبهون في أن حماد تعاون في السابق مع عناصر جهادية بسيناء، ولذا يعتبر في القاهرة كشخص غير مرغوب فيه.

انعقدت قمة حماس بالقاهرة في ضوء تقارب بين حماس وإيران. في الشهر الماضي (2أغسطس)، أجرى وفد من حماس زيارة لطهران (بمن فيهم العاروري) للمشاركة في مراسم أداء الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني اليمين الدستورية، وأجرى سلسلة لقاءات مع مسئولين إيرانيين.

وأعلن ممثل الحركة في لبنان، على بركة، في 6 أغسطس، عن زيارة مرتقبة لهنية إلى طهران لأن إيران على حد قوله "تعتبر المقاومة الفلسطينية أمرًا مهمًا للغاية"، و"إيران هي الدولة الوحيدة التي تدعم حماس سواء اقتصاديا أو بالسلاح".

في نهاية اجتماعات القمة في مصر سافر هنية للقاء أمير قطر الشيخ تميم والرئيس التركي أردوغان، لكنه لن يزور طهران رغم رغبته في ذلك.

من الواضح لهنية ولقادة حماس أن موافقة مصر على سفرهم من غزة عبر معبر رفح لا تسمح لهم بالذهاب لطهران.

حتى اللحظة لم يعرب المصريون علانية عن تجدد صداقة حماس مع طهران، لكن هنية والسنوار وحتى "طفل حماس السيئ"، العاروري يدركون أنه لا يمكنهم الرقص على الحبلين.

"هذا كله في إطار اللعبة"، يقول المصدر الأمني الفلسطيني لـ المونيتور.، معتبرًا أنَّ إعلان استئناف العلاقات مع طهران واستئناف المساعدات الإيرانية لغزة أمر خالٍ من المضمون.

ويضيف "مصر تسيطر على المعابر والمفتاح في يد السيسي- عندما يريد ي فتح لك أنبوب الأكسجين، وعندما لا يريد يغلقه. وهم، هنية والسنوار وجميعهم يفهمون بالضبط قواعد اللعبة والسلوك".

مصدر أمني إسرائيلي يقول لـ المونيتور كلاما مشابها، "ليس لدى حماس اليوم أي حليف في العالم، الإيرانيون هم الوحيدون الذين ينظرون إليهم. تصريحات حماس هي محاولة للقول لمصر "تشبثوا بنا"، أي ساعدونا لكي نبقى، ونصمد، ونقلص عزلة حماس ونخفف حدة الوضع في غزة، لأنه إن لم يكن لدينا خيار فسوف نضطر للاستجابة لمغازلات إيران".

ونعود للمصدر الأمني الفلسطيني فيقول"ليس مؤكدًا مدى تفاعل المصريين مع ألعاب التحالف بين حماس وإيران"، مشيرًا إلى أن "المخابرات المصرية والرئيس السيسي "يتصرفون بحكمة كعادتهم"- ويسمحون لحماس بالاجتماع في القاهرة لتشريبها قواعد اللعبة التي تريد مصر أن تعمل حماس وفقا لها، وبذلك وبشكل غير مباشر يسيطرون أو أقلها يشرفون على الحركة".

ويرى (المصدر الفلسطيني) أن المصريين يسمحون لقادة حماس بالتحدث مع إيران كصديقة وحليفة، لكن من حيث الأفعال فتلك قصة أخرى، "إيران بعيدة والقاهرة جارة، هذه الحقيقة بالنسبة للقاهرة هي الخلاصة".

بحسب تقرير لصحيفة "الحياة" اللندنية، صرح القيادي بحماس موسى أبو مرزوق أن الحركة منحت مصر حصريًا التفاوض مع إسرائيل في صفقة الأسرى.

عاد أبو مرزوق وأكد على الشرط الذي وضعته حماس لبدء أية مفاوضات، والقاضي بأن على إسرائيل أولا إطلاق سراح 54 أسيرا من محرري صفقة شاليط (عام 2011) أعادت إسرائيل اعتقالهم في يونيو 2014.

تضغط مصر على حماس للتوصل إلى صفقة مع إسرائيل. لدى لقاء هنية برئيس المخابرات المصرية خالد فوزي، أبدى المصريون رغبة في التوافق على آلية مباحثات مع إسرائيل، تفضي إلى صفقة يتعين على حماس وكذلك إسرائيل خلالها التوصل إلى حل توافقي.

داخل حماس هناك تحفظات كثيرة على موقف السنوار المتعنت وغير القابل للتزعزع حيال قضية الأسرى. يتضح للكثيرين (وعلى ما يبدو أيضا للسنوار نفسه) أن تنفيذ صفقة مع إسرائيل بوساطة مصرية سيؤدي لتحسن جديد في علاقات حماس ومصر وبناء آلية موازية لرفع الحصار على القطاع.

"ليس لدى حماس خيار"، يقول المصدر الإسرائيلي لـ المونيتور، " إنهم محاصرون وسيتعين عليهم الاختيار بين الخيال الذي لن يتحقق أبدًا وبين صفقة ثمنها أقل بكثير من صفقة الأسرى التي يحلمون بها، لكنها ستقود لإنجازات أخرى بالنسبة لهم، كتخفيف الحصار على سبيل المثال".

وتابع "في كافة المباحثات التي جرت في الماضي، بما فيها اللقاءات التي أجراها محمد دحلان مع السنوار في يونيو 2017 بالقاهرة، ركزت المقترحات الإسرائيلية على تخفيف القيود المفروضة على غزة بشكل أكبر من الإفراج عن السجناء".

الآن تأتي اللحظة الفاصلة من وجهة نظر هنية، والسنوار وقادة آخرين بحماس، ذهبوا للقاهرة واستقبلوا كضيوف مرغوب فيهم. يتعين عليهم أن يقرروا هل يوافقون على الاقتراح المصري- تعاون أمني ضد عناصر جهادية بسيناء مقابل فتح معبر رفح وتوريد المواد الخام، وكذلك صفقة أسرى مع إسرائيل.

قبل كل شيء عليهم (في حماس) أن يفهموا أن القاهرة هي الزعيمة والحاكمة، بينما هم حركة تحت الحصار عليها التصرف وفقا لتوجهاتها.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد