شعث: إسرائيل تريد غزة ضعيفة منفصلة عن الضفة

الدكتور نبيل شعث

رام الله / سوا / أكد الدكتور نبيل شعث ، المستشار السياسي للرئيس، في حديث لصحيفة "الأيام"، أنه "دون ضغط أميركي حقيقي على إسرائيل لن يكون بالإمكان إحداث أي تقدم حقيقي لإنقاذ عملية السلام"، مشيراً إلى أنه مطلوب من الإدارة الأميركية أن تحدد الهدف والأدوات والمرجعيات من أجل تحقيق اتفاق.

وقال شعث: الهدف يجب أن يكون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية عام 1967، وقيام دولة فلسطينية مستقلة على هذه الحدود، عاصمتها القدس الشرقية، ما ي فتح الباب أمام مفاوضات حول كل قضايا الوضع النهائي، وفي مقدمتها موضوع اللاجئين، وإن تم هذا كله بنجاح فلا مانع لدينا من أن نذهب إلى سلام إقليمي، حسبما نصت عليه مبادرة السلام العربية وليس العكس.

وأضاف: فيما يتعلق بالوسائل والأدوات، يجب أولاً تحديد شكل المفاوضات: متى تكون متعددة؟ ومتى تكون ثنائية؟ ونحن نفضل أن تبدأ متعددة تشارك فيها القوى الكبرى في العالم، ومن ثم إذا لزم الأمر لمفاوضات بيننا وبين الإسرائيلي فسيكون بحضور طرف دولي، ويجب أن نبدأ التفاوض بترسيم الحدود النهائية على ضوء الهدف والمرجعيات.

وتابع: بالنسبة للمرجعيات، لا نريد أن نبدأ من الصفر، وإنما من الاتفاقيات التي تم توقيعها مع الإسرائيليين والمرجعية الدولية والقانون الدولي ومبادرة السلام العربية.

ولفت إلى أنه "إذا ما تم تحديد أهداف ووسائل ومرجعيات المفاوضات، فإن هذه العملية ستستغرق بعض الوقت، وبالتالي يجب وقف الاستيطان. إنه ليس شرطاً لمناقشة كل القضايا فنناقشها سوياً، وإلا فإنه فلن يكون لدينا ما نتفاوض عليه".

وأردف: "هناك وضوح كامل لدينا عما نريد ونقوله للجانب الأميركي بكل وضوح".

وأشار إلى أن الجانب الأميركي يتحدث عن حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ولكنه لا يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، ولا يعترف بحل الدولتين الذي تبنته الإدارات الأميركية السابقة.

وشدد د. شعث على الدور الدولي وقال: لم نتراجع أبداً عن شركائنا الآخرين في العملية السياسية، فالرئيس محمود عباس ، بعد لقاء الرئيس الأميركي ترامب في بيت لحم ، توجه إلى روسيا للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبعدها بثلاثة أسابيع التقى الرئيس الصيني في بكين، والذي أصدر، بعد اللقاء الذي استمر 3 ساعات ونصف الساعة، مشروعه رباعي النقاط، والذي أدخل الصين بوضوح في أي عملية سلام محتملة في الشرق الأوسط، وتوجه الرئيس كذلك إلى فرنسا والتقى الرئيس الفرنسي ماكرون، وبحث معه إحياء المبادرة الفرنسية.

وأضاف: "بالتالي نحن لم نقلع عن التفاوض المتعدد المبني على المرجعية الدولية والمحدد بهدف إقامة دولة فلسطينية، ولم يتأخر الرئيس عن القمة الإفريقية والقمة العربية من أجل العمل على هذا المشروع، وواكبنا هبة القدس الباسلة العظيمة الحكيمة الذكية التي حققت انتصاراً في جولة مهمة أعطتنا دفعة إلى الأمام".

وأعرب شعث عن أسفه؛ لأن "الوضع العربي ضعيف جداً".

وأشار إلى عاملين سلبيين يضران بالموقف الفلسطيني وهما: "عدم استجابة حركة حماس لنداء الأقصى وهو مهم لتحقيق المصالحة الوطنية، والثاني هو ضعف الموقف العربي".

وذكر شعث، في هذا الصدد، أن "الإسرائيليين يريدون غزة ضعيفة منفصلة عن الضفة الغربية، وأن تكون غزة منتهكة الحدود البرية والجوية والبحرية ولا يريدون لنا تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية".

وأضاف: "كان ينبغي على حماس حل اللجنة الإدارية التي تكرس الانفصال وأن تعود إلى حكومة التوافق التي وافقت عليها والبدء بخطوات لتكريس الوحدة والذهاب إلى انتخابات".

وتابع: "إذا كان الهدف هو إبقاء الانقسام، فإن هذا ما تريده إسرائيل، نقول لحماس: تعالوا إلى كلمة سواء".

ورداً على سؤال بشأن حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تقارب غير مسبوق مع العرب، قال: "بلا شك هناك تضخيم كبير في أقوال نتنياهو، وهو أصلاً غير معتاد على قول الصدق، وكل كلمة يقولها لها هدف سياسي، ولكن في نفس الوقت فإن هناك بعض العلاقات بين إسرائيل والعرب".

ومن جهة ثانية، لفت شعث إلى أنه "لم تعد أميركا الدولة الوحيدة التي تحكم العالم بأي شكل من الأشكال.

وقال: أميركا داخلياً وخارجياً تضررت في الفترة الماضية، وتناقصت قدرتها على حكم العالم، في حين أن دولاً أخرى في العالم نمت، فمثلاً خرجت روسيا من كارثة انهيار الاتحاد السوفياتي، واليوم هناك اتحاد روسي قوي وأصبح فيه رئيس قوي، والصين تطورت تطوراً اقتصادياً هائلاً وأصبحت ثاني قوة اقتصادية في العالم، وهناك بداية استعداد ورغبة صينية للعب دور عالمي ولا يمكن لأميركا أن تتخلى عن هذه القوى".

وأضاف: "بالتالي فإن روسيا والصين هما لاعبان رئيسان، وهناك أوروبا، ودون شك فإن الدول الكبرى، ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، نمت قوتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وبالتالي فإن العالم تحول إلى عالم متعدد الأقطاب بعد أن كان يحكمه قطب واحد منذ انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991".

وتابع: "هذا الأمر ليس مقبولاً من قبل اليمين الأميركي الذي يتصور أنه بالإمكان استعادة هيمنة أميركا على العالم".

واعتبر شعث أن ثلاثة تغييرات جذرية أصابت العالم، خلال المئة سنة الماضية، وهي: أولاً، انهيار الكولونيالية الأوروبية في الحرب العالمية الثانية، ثم ثانياً، نشوء قوتين حكمتا العالم وهما الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، ما خلق قوى عالمية، مثل دول عدم الانحياز، وسنة 1991 انهار الاتحاد السوفياتي وأصبح يحكم العالم قطب واحد، ومنذ عدة سنوات أصبح واضحاً أن القطب الواحد غير قادر على حكم العالم لوحده.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد