مجدلاني: ننتظر رد حركة حماس على مبادرة الرئيس أبو مازن
استانا / سوا / حذّر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، من تحويل الصراع السياسي إلى صراع ديني بسبب سياسات وانتهاكات الاحتلال لحرمة المقدسات المسيحية والإسلامية وخاصة المخططات التي تستهدف المساس بالمسجد الأقصى.
وقال مجدلاني في كلمته بالإنابة عن الرئيس محمود عباس وممثلا عن دولة فلسطين، في مؤتمر القمة الإسلامية الأول للعلوم والتكنولوجيا في كازاخستان، والتي ألقاها اليوم الاثنين، "إن فلسطين لا زالت تعيش تحت حراب الاحتلال الإسرائيلي وجرائم مستوطنيه البشعة، وانتهاك يومي لمقدساتنا المسيحية الإسلامية، ولم تكن القدس ومقدساتها في خطر كما هي اليوم، وما زالت معاناتها وأهلها ومقدساتها تتفاقم جراء السياسات التدميرية للحكومة الإسرائيلية المتعاقبة، فعلى مدى خمسة عقود لم تتوقف آلة التهويد والطمس للهوية العربية الإسلامية والمسيحية للمدينة المقدسة وفقاً لسياسة استيطانية ممنهجة ترمي إلى عزلها عن محيطها الفلسطيني، وتفريغها من سكانها الأصليين من الفلسطينيين".
وحمل الاحتلال مسؤولية العواقب المترتبة على كل ما تقوم به من تأجيج للمشاعر بمواصلة الاستيطان وباقتحاماتها اليومية المتكررة للمسجد الأقصى في ظل الصمت الدولي على مثل هذه الجرائم، مؤكدين على ضرورة حشد كل الدعم وتفعيل وتنفيذ القرارات الصادرة عن منظمة التعاون الإسلامي والتي تبنتها في اجتماعاتها السابقة بخصوص فلسطين والقدس وتعزيز صمود شعبنا فيها، معولين جداً في هذا الإطار على دور تركيا والرئيس طيب رجب أردوغان رئيس الدورة الحالية للمنظمة.
وأضاف مجدلاني "إننا تواقون للحرية والسلام، ونأمل أن تنتهي دوامة هذا الصراع وأن تنتهي هذه الحقبة السوداء من الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين منذ خمسين عاماً، ومن أجل ذلك فقد تجاوبنا منذ البداية مع كل الجهود الرامية لتحريك عملية السلام وفي مقدمتها الطلب الأمريكي، لكن الجانب الإسرائيلي ما زال يرفض الموافقة على حل الدولتين على حدود عام 1967 ووقف الاستيطان وقبول مبادرة السلام العربية للذهاب لمفاوضات جادة، لهذا نطالب الجانب الأمريكي بالتعاطي مع هذا الأمر بشكل جدي حتى لا تفقد العملية مصداقيتها وتصبح مثل سابقاتها، فلم يعد بالإمكان الاستمرار في ربع قرن جديد من عملية سياسية بلا أفق واضح ومحدد"، مؤكدا إن التوصل إلى حل عادل لقضية فلسطين من شأنه أن يسحب كل الذرائع من أيدي كل تيارات العنف والإرهاب والتطرف التي تضرب منطقتنا والعالم، وأن يحقق الاستقرار والوئام في منطقتنا ويصون الأمن والسلم العالميين.
وأوضح "نعمل دون كلل وبكل جهد مخلص لاستعادة الوحدة الوطنية، وإزالة أسباب الانقسام البغيض الذي نعيشه وتحقيق المصالحة الوطنية وما زلنا ننتظر رد حركة حماس على مبادرة الرئيس أبو مازن والتي تتمثل في حل اللجنة الإدارية التي أنشأتها حماس كحكومة بديلة في غزة ، وتمكين حكومة الوفاق الوطني من أداء مهامها في قطاع غزة وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية بأسرع وقت ممكن، مؤكدين لكم بأننا ماضون في جهودنا لتحقيق هذا الهدف السامي ولتخفيف معاناة أهلنا في غزة، وإعادة الإعمار هناك وشاكرين جميع الدول الشقيقة والصديقة التي تساهم معنا في هذه المهمة".
وقال "إن شعبنا الفلسطيني هو واحد من أكثر شعوب منطقة الشرق الأوسط تعليماً وتحصيلاً، فعلى الرغم من التهجير والاحتلال ومعوقاته، فإن لدينا عشرات الجامعات والمعاهد والكليات في مختلف التخصصات وبالذات التكنولوجية والتي أصبحت تخرج آلاف الطلبة، ولأن التكنولوجيا بمختلف أشكالها قد أصبحت عصب الحياة في عالمنا المعاصر، فلا مجال لنا للانكفاء على الذات والاستغناء عنها حتى في أبسط وأدق تفاصيل الحياة اليومية، ومن هنا كان اهتمامنا المبكر بكافة حقول المعرفة وبالإبداع والتميّز، وأقمنا كذلك العديد من المنشآت، ونعمل على بناء قاعدة هامة للتكنولوجيا كان آخرها وضع حجر الأساس للتكنوبارك "الحديقة التكنولوجية" في جامعة بيرزيت وبدعم من دولة الهند الصديقة، مؤكدين جاهزيتنا التامة لتوقيع أية اتفاقيات ثنائية لتعزيز مسيرتنا في هذا المجال وخدمة قضايانا.
وشدد مجدلاني على أن فلسطين تصارع على جبهات متعددة ومصيرية أهمها وأبرزها جميعاً "هو نضالنا من أجل الاستقلال الوطني والتحرر من نير الاحتلال الذي يعطل كل خططنا وجهودنا من أجل بناء دولة فلسطينية قادرة على النهوض باحتياجات مواطنيها ومواكبة تطور العصر، ولكننا واثقون بأن إجراءات الاحتلال وممارساته، وسياسات حكوماته المتعاقبة وإصرارها على تدمير كل مقومات البقاء والصمود لشعبنا لن تنجح، وسنواصل مسيرتنا بالمضي قدماً على دروب التطور والازدهار رغم كيد الاحتلال".