هنية في القاهرة على طريق حسم الكثير من الملفات
غزة / خاص / سوا / سامح أحمد / لأول مرة منذ انتخابه رئيسا للمكتب السياسي لحركة " حماس " وصل إسماعيل هنية إلى القاهرة، أمس السبت، على رأس وفد رفيع المستوى من الحركة.
وبحسب بيان صادر عن حماس فإن الوفد سيبحث العديد من القضايا الثنائية مع مصر ، المتعلقة بالقضية الوطنية الفلسطينية والحصار والمصالحة الوطنية.
ويضم الوفد إضافة لهنية، رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار ونائبه خليل الحية وعضو المكتب السياسي للحركة روحي مشتهى، ومن الخارج القياديان موسى أبو مرزوق وصالح العاروري.
وأجمع محللون فلسطينيون خلال أحاديث منفصلة مع وكالة "سوا" الاخبارية على أهمية زيارة وفد حماس للقاهرة ، نظراً لانها تجمع قيادات الحركة بالداخل والخارج لأول مرة بعد إعلان وثيقة المبادئ والسياسات العامة للحركة.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله، أن دلالات هذه الزيارة توحى بان هناك شيء جدي بدأ يتحرك بين حركة حماس والقاهرة في العلاقة التي سادها التوتر بعد مغادرة الإخوان المسلمين الحكم.
وأضاف "ملفات كبيرة وكثيرة بحاجة إلى حسم وهذا الحسم استدعى حضور القيادة الفاعلة في حركة حماس وصاحبة القرار".
وأشار عطا الله إلى أن هناك ما تم الاتفاق عليه سيصبح محل إجماع داخل الحركة، بعد التفاهمات التي جرت خلال الأشهر السابقة مع مصر وشابها اختلاف في وجهات النظر داخل الحركة.
وأكد أسامة حمدان القيادي البارز بحماس على ان علاقات حركته بالقاهرة تقدمت كثيرا، وإن كانت لم تصل بعد إلى المستوى المطلوب.
وقال: "زيارة رئيس المكتب السياسي للحركة إلى مصر تمثل تطورا مهما في علاقاتنا مع القاهرة، لجهة تطوير علاقاتنا وتنفيذ ما تم التوافق عليه خلال الزيارات السابقة لقيادات الحركة إلى مصر"، على حد تعبيره.
بدوره قال المحلل السياسي هاني حبيب، إن الجانب الأول لهذه الزيارة أنها تجمع أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس بكافة فروع الحركة من الداخل والخارج في القاهرة وهو لم يتوفر منذ فترة طويلة.
ونوه إلى أن الأمر يتعلق بتأكيد التفاهمات المصرية مع حركة حماس على ضوء ما قيل مؤخرا عن تراجع القاهرة في إيفائها بالالتزامات المتعلقة في هذه التفاهمات خاصة معبر رفح البري.
وعن ملف المصالحة قال حبيب: "هو ملف رئيسي خاصة مع وجود التطورات الأخيرة بعد زيارة الرئيس محمود عباس لتركيا والحديث عن دور تركي وتراجع الدور القطري".
واعتقد حبيب ان هناك التزاماً مؤكداً من قبل حركة حماس بأن ملف المصالحة هو بيد جمهورية مصر لأسباب باتت معروفة ولا احد يستطيع السطو على هذا الدور".
وبين أن هذه المرة قد تتوفر ظروف أفضل مما سبق.
وعبر حبيب عن أمله بأن تكون الزيارة خطوة إلى الأمام باتجاه تحسين الأوضاع المعيشية واستئناف الدور المصري بشأن ملف المصالحة".
وسعت حركة حماس في الشهور القليلة الماضية إلى إصلاح العلاقات مع مصر التي تسيطر على المعبر الحدودي الوحيد لغزة إلى الخارج.
من جهته يرى الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، أن طبيعة الوفد وتخصصات اعضائه يعكس أهمية الزيارة التي تدلل على وحدة الحركة في الداخل والخارج حول دور مصر ومكانتها في الملف الفلسطيني بكل تفرعاته.
وأشار إلى أن الأهم في هذه الزيارة أنها هي زيارة رسمية للقاهرة وليست دولة ممر لعواصم أخرى.
ويعتقد الدجني أن هذه الزيارة من ناحية حماس بالغة الأهمية وتشكل انطلاق على العالم الخارجي بعد حالة الحصار وإغلاق المعبر وعدم خروج رئيس الحركة خلال الفترة السابقة .
ولم يستبعد الدجني قيام الوفد بجولة خارجية تشمل عدد من العواصم العربية والإسلامية، ضمن سياسة الانفتاح التي أعلنت عنها الحركة مؤخرا، رغم ورود بعض الأنباء بعدم نية الوفد مغادرة القاهرة.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة (حماس) موسى أبو مرزوق ان زيارة الوفد ستكون قاصرة على القاهرة، ولا يوجد أى ترتيبات لجولة خارجية لدول أخرى.