إدارة ترامب تقوض قانونا يتعلق بمصير 800 الف شاب مهاجر في اميركا
واشنطن / سوا / قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء 5 أيلول 2017 التخلص التدريجي من برنامج "الاجراء المؤجل للقادمين في مرحلة الطفولة- داكا" الذي يشمل أكثر من 800 ألف شاب معظمهم من أصول مكسيكية كانوا قد قدموا إلى الولايات المتحدة مع ذويهم وهم أطفال بشكل غير شرعي ، ولكنهم منحوا استثناء اطلق عليه اسم "الحالمين".
وبذلك يكون الرئيس الأميركي قد ناقض نفسه عندما أعطى انطباعا الجمعة الماضي بأن لديه "قلب كبير" وأن "هؤلاء الذين يخضعون لبرنامج داكا ليس لديهم ما يخشونه" كما أنه يوجه صفعة قاسية للقيادات البارزة في حزبه الجمهوري مثل السيناتور جون ماكين ورئيس مجلس النواب بول راين، وكذلك لـ "عمالقة الصناعة" مثل مارك زكربيرغ رئيس فيسبوك، وتيم آلن رئيس شركة آبل، وصندر بيشاي رئيس شركة غوغل، وجيف بيزوس رئيس شركة أمازون الذين أهابوا بالرئيس أن يبقي على القانون الذي أقره سلفه باراك أوباما وذلك بسبب أن لديهم آلاف العاملين من الذين يشملهم برنامج داكا".
ولوحظ أن قرار ترامب لم يتم إعلانه على لسان الرئيس نفسه، بل جاء على لسان النائب العام جيف سيسيونس الذي يحتفظ بأفكار يمينية متطرفة وكان أول من توعد بعدم إدخال المسلمين إلى الولايات المتحدة.
وبحسب السياسة الجديدة التي أعلنها سيسيونس فانه:
• لن تنظر الإدارة في الطلبات الجدیدة المؤرخة بعد 5 أيلول للحصول علی وضع قانوني.
• إذا لم يكن الشخص محميا بالفعل من قبل البرنامج، فسيتم إبعاده على الفور، علما أن الطلبات المقدمة قبل يوم الثلاثاء (5-9) هي في إطار الانتظار وسوف تستمر للبت بها.
• يمكن لأي شخص لديه تصريح داكا سينتهي حتى 5 آذار 2018، التقدم بطلب للحصول على تجديد لمدة عامين ويجب أن يقدم هذا الطلب قبل 5 تشرين الأول المقبل أي في فترة لا تتجاوز 29 يوم من الآن .
• سوف يمنح الذين يحملون تصاريح تنتهي صلاحيتها من الآن وحتى 5 آذار 2018، صلاحية تؤهلهم للحصول على وضع قانوني لمدة عامين إضافيين. أما بالنسبة للآخرين، فينتهي الوضع القانوني لهم في وقت مبكر من 6 آذار.
ويصر المسؤولون على أنه حتى لو فشل الكونغرس في سن حماية جديدة للذين يشملهم برنامج "داكا"، فانه لن يتم تجميعهم وترحيلهم من البلاد، لأن أولوية الترحيل ستكون للمهاجرين غير المسجلين الذين ارتكبوا جرائم.
وعقد جيف سيسيونس جلسة إحاطة اليوم في وزارة العدل لإعلان هذا التوجه بشأن برنامج "داكا" حدد فيه النقاط أعلاه بشأن القانون الذي يحمي ما يقرب من 800،000 شخص من الترحيل.
يشار إلى ان الرئيس ترامب كان قد ألمح قبل الإعلان الرسمي أنه سيترك الأمر في نهاية المطاف للكونغرس حول ما يجب عمله حول "الحالمين" .
ويسمح قانون "داكا" للأفراد الذين دخلوا الولايات المتحدة قبل عيد ميلادهم 16 التسجيل للبقاء في البلاد، شريطة أن تُدفع رسوم وتلبية متطلبات معينة تتعلق بتعليمهم وسجلاتهم الجنائية. أما الأشخاص المقبولون بموجب هذه السياسة فيمكنهم البقاء لفترات قابلة للتجديد ويحق لهم الحصول على تصاريح عمل.
وقال البيت الأبيض مرارا إن القرار "لا يتخذه ترامب بسهولة".
وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز يوم الجمعة "إن أولويات الرئيس حول الهجرة هي اقامة نظام يشجع الهجرة القانونية ويستفيد من اقتصادنا والعمال الأميركيي، وان الرئيس كان واضحا جدا انه يحب الناس ويريد التأكد من أن هذا القرار يتم بشكل صحيح" وأن الرئيس أعرب عن اعتقاده بان إنهاء هذه السياسة سيكون صعبا.
وقال ترامب من المكتب البيضاوي "نحن نحب الحالمين.. نحن نحب الجميع".
يشار إلى أن ترامب كان قد صرح لشبكة "اي بي سي نيوز" في شهر كانون الثاني 2016 (إثر انتخابه) أن الأشخاص الذين شملهم البرنامج "لا ينبغي ان يكونوا قلقين جدا" وإنه "سيعتني بالجميع" وأن لديه"لدي قلب كبير".
يشار إلى أن الرئيس باراك أوباما كان قد نفذ برنامج "داكا" في 15 حزيران 2012، وذلك باستخدام إجراء تنفيذي، والمقصود بذلك وضع حل مؤقت بينما يبت الكونغرس بحل دائم.
وقال أوباما عندئذ "الآن، دعونا نكون واضحين - هذا ليس عفوا، هذه ليست حصانة، هذا ليس طريقا للمواطنة، وإن ذلك ليس إصلاحاً دائماً ؛ هذا هو إجراء مؤقت يتيح لنا تركيز مواردنا بحكمة مع إعطاء درجة من الإغاثة والأمل لشباب موهوبين ومدنيين وطنيين".
وما برح الكونغرس يكافح لسنوات من اجل تمرير التشريعات التي من شأنها إصلاح نظام الهجرة في البلاد، وكانت أحدث محاولة تمت في عام 2013، بمشروع قانون الهجرة الذي صاغه ثمانية من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين والديمقراطيين الذي عرف باسم "عصابة الثمانية" نظرا لملايين المهاجرين غير الموثقين، حيث ان القانون المسمى "بالطريق نحو المواطنة" مر في مجلس الشيوخ ولكنه فشل في مجلس النواب.