هل تثمر الجهود عن تشكيل حكومة وحدة وطنية؟
غزة / خاص سوا / سامح أحمد / تحاول أطراف محلية وإقليمية وعربية منذ وقت ليس ببعيد، بذل جهودًا كبيرة في محاولة منها لتقريب وجهات النظر بين حركتي ( فتح و حماس )، وصولاً الى تشكيل حكومة وحدة وطنية، تضم الفصائل وتكون مسئولة عن إنهاء كل الملفات العالقة.
ويرى مراقبون فلسطينيون أن المخرج الوحيد للأزمات التي تعصف بالملف الفلسطيني الداخلي، هو الدفع بتشكيل حكومة وحدة وطنية تعطى كامل الصلاحيات، وتعمل على "فكفكة" جميع الملفات العالقة وصولاً الى إنهاء الانقسام.
وبدأت جهات محلية وعربية وإقليمية "مؤخرًا" بالتحرك في اتجاه ملف المصالحة.
نائب رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق د. ناصر الدين الشاعر، أكد وجود تحركات إقليمية وعربية تجري حاليا من أجل إتمام المصالحة الفلسطينية بين حركتي حماس وفتح.
وقال الشاعر في حديث لوكالة (سوا) الإخبارية، السبت الماضي: " توجد تحركات قطرية وتركية واستعداد مصري وحراك في أكثر من منطقة من أجل ملف المصالحة".
وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالأمس خلال مؤتمر صحفي عقده مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عزمه على توحيد الوطن والشعب وإنهاء الانقسام.
وقال ان ذلك يتطلب إلغاء اللجنة الإدارية المشكلة من قبل حماس ، وتمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة مهامها في قطاع غزة، وتنظيم الانتخابات العامة بأسرع وقت ممكن.
وأبدى رئيس حركة (حماس) في قطاع غزة يحيى السنوار بالأمس استعداد حركته الى حل اللجنة الإدارية ، داعياً لتشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل الفصائل الفلسطينية كافة وتحمل كافة المسؤوليات وتأخذ كافة الصلاحيات في الضفة والقطاع.
من جهته يرى الكاتب والمحلل السياسي د. حسام الدجني ان التصريحات الايجابية تخلق مناخات طيبة من كلا الطرفين وتساهم بشكل أو بأخر في إحداث اختراق في ملف المصالحة.
وأضاف الدجني : "زيارة تركيا تعطي انطباعا، أن هناك شيء ما يلوح بالأفق حول المصالحة (..) الجميع بات يدرك أن المصالحة يجب أن تكون شاملة مع الكل الفلسطيني".
وأشار خلال حديثه لـ"سوا" إلى أن تركيا دولة إقليمية مهمة في المنطقة وعلاقاتها جيدة مع السلطة الفلسطينية وحركة حماس، معتبرًا أنها "تستطيع أن تلعب دور مهما، لكن ليس رئيسيا؛ كون ملف المصالحة مرتبط بالجامعة العربية والقاهرة".
بدوره، يعتقد الكاتب والمحلل السياسي د. ناجي شراب أنه "ليس من الصعب أن تثمر الجهود الإقليمية والعربية عن تشكيل حكومة وحدة وطنية، إلا أن الأهم هو الأسس والمقومات التي تقوم عليها عملية المصالحة".
ويرى شراب أن الاستجابة لملف موظفي (حماس) والذي يعد الأعقد والعمل على حله ، يعد من أهم المسائل لحركة حماس؛ للاستجابة للوحدة الوطنية.
وقال: "ظهر من ضمن البنود السبعة وتصريحات الرئيس عدم المعارضة بدمج موظفي حماس بالموظفين العاديين".
وأوضح أن الاستجابة "لا تعني أننا ذاهبون الى عملية مصالحة شاملة؛ لان ذلك يحتاج الى جهد ووقت وإعادة بناء المنظومة الثقافة والنظام السياسي الفلسطيني بكاملة على أسس ديمقراطية تعددية واضحة".
وأشار الى أن الجهود الإقليمية مرتبطة بالحراك السياسي الأمريكي ، أو ما يسمى صفقة القرن ، مشيرًا إلى وجود قناعة أمريكية بأن هذه الصفقة لا بد أن تشمل قطاع غزة.
وتابع شراب، "حماس لم تبق أمامها خيارات كثيرة، وهناك أزمات كبيرة تواجهها، والأفضل واقعيا هو الذهاب للمصالحة"، مبينًا أن "ذلك ظهر في تصريحات رئيس حماس يحيى السنوار بالأمس".