عند الحديث عن العلاقات السياسية بين بلدين يجب ان لا نغفل ان ركيزة هذه العلاقة مبنية على المصالح المشتركة والتعاون المتبادل وهنا في الحالة المصرية الفلسطينية او قل المصرية الغزاوية يجب ان نفند برفق ما الذي تغير على صعيد العلاقة بين مصر وحركة حماس التي تحكم قطاع غزة .


كان من الواضح بعد الانقلاب العسكري في مصر لغة العداء من السلطات المصرية ووسائل الاعلام المحسوبة على السيسي تجاه غزة وبالتحديد حركة حماس وشيطنتها وتحميلها مسؤولية ما يحصل من تفجيرات وهذا كله زال شيئ فشيئ بعد عدة لقاءات احدثت تحريكا للمياه الراكدة في العلاقة الثنائية بين حماس ونظام السيسي.


لغة الحوار والتفاؤل ابداها الناطقون والعائدون من وفود حماس وان الامور تتجه نحو تطوير هذه العلاقة وترسيخها وحتى يومنا هذا بدى واضحا التغير الملحوظ من الهجوم الاعلامي المصري لغزة ولحماس لكن لا يعني انه لن يعود فهو يعمل وفق اجندات وخطط .


حماس اعطت مصر حجمها ودورها الاقليمي من خلال ملف المصالحة وملف الاسرى الجنود لديها فهي بذك تحقق مصلحة سياسية لها من هذه الدولة المحورية.


معبر رفح وكسر الحصار والتبادل التجاري كلها امور تطلبها غزة من مصر في حين ان الامور تسير ببطئ شديد واحيانا يشوبها بعض العوائق وما يدخل من مصر لغزة لا يلبي حاجات السكان الرئيسية التي يدخلها الاحتلال عبر معبر كرم ابو سالم .


مطالب غزة من مصر انسانية بحته فضلا عن قضية المختطفين الاربعة ان يعودوا لذويهم بسلام وما تستطيع ان تقدمه غزة لمصر هو حسن الجوار وحفظ امنها وحدودها وعدم التدخل بشؤونها الداخلية وهو اقصى شيئ.


ماذا تريد مصر من غزة ومن حماس تحديدا 


مخطئ من يعتقد ان مصر اليوم هي مصر الامس فاليوم مصر لا تملك قرارها وان كانت تملكه فهناك كثير من الدول يمكنها ان تؤثر عليه والواضح عالميا ان الغرب والانظمة العربية لا يرغبون ببقاء حماس المهدد الاستراتيجي لاسرائيل وبذلك واهم من اعتبر ن مصر معنية بوجود حماس في قطاع غزة ولكن في ذات الوقت اسرائيل ومصر والغرب مدركون حجم الخطر الشديد اذا تم ازاحة حماس من المشهد دون ايجاد بديل قوي يضبط ويحكم غزة لأن البديل هي الفوضى والدعشنة.


بالمقابل تبقى المراوحة بالمكان وبعض (التنفيسات) هنا وهناك لكن مع ادارة محكمة للحصار المفروض على القطاع .


مصر تريد من غزة وبالتحديد حركة حماس ان تتعاون امنيا ومخابراتيا معها في سيناء لمحاربة تنظيم الدولة وهو ما رفضته حماس لأنها ستدخل نسفها في معارك جانبية لا دخل لها بها وتنحرف بوصلتها الرئيسة الموجهة نحو القدس .


الثمن الوحيد الذي تطلبه مصر للافراج عن المخطوفين الاربعة هو ثمن امني باهض جدا لا تقوى حماس على تنفيذه على الرغم من ان الاخيرة وكما سمعت من قيادي بارز له باع في هذا الملف عرضت عروضا ابرزها عدم اثارة الامر اعلاميا حين الافراج عنه وعدم السماح بتصويرهم نهائيا وان يطوى الملف  لكن دون جدوى والاجابة لا نعرف عنهم شيئ  ولن تقوى حماس ايضا على تنفيذ المطالب الامنية التي طلبت منها لأن لعنة التاريخ ستطاردها وسينفض جمهورها عنها وتهوي فيما هوت به حركات سابقة .


إذا المشكلة الان في الاثمان والمشكلة في قناعة الاقليم ان حماس مستعدة لدفع تلك الاثمان تحت ضغط الحصار ومعاناة الناس ام انها ستبقى حماس هي ذاتها حماس وبالتالي ما نريده من مصر بسيط جدا بالمقارنة مع ما تريده مصر منا .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد