العالول: تقارب حماس مع الإمارات يضعف دور تركيا كوسيط في المصالحة
رام الله / سوا / قال محمود العالول نائب رئيس حركة فتح،، إنه لا يتوقع أن يحدث «اختراق كبير» في ملف المصالحة مع حركة حماس ، خلال زيارة الرئيس محمود عباس إلى أنقرة، بسبب التقارب الأخير الذي حصل بين حماس ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وأضاف لصحيفة القدس العربي الصادرة الثلاثاء أن الرئيس سيبحث في أنقرة عدة ملفات سياسية مهمة. وأكد أن الوفد الأمريكي الذي زار المنطقة قبل أيام، طلب من الجانب الفلسطيني «الانتظار قليلا» لوضع إفكار السلام الجديدة.
وردا على سؤال عن سبب التحرك التركي الحالي، تجاه ملف المصالحة الفلسطينية ، قال إن حركته لم تطلب هذا التحرك، لافتا إلى أن فتح ترى أن مصر كونها المكلفة من جامعة الدول العربية برعاية المصالحة، والجهة الأكثر اطلاعا على الملف، هي الجهة الوحيدة المكلفة بإدارة هذا الملف، لكن نائب رئيس فتح لا يمانع أن تلعب تركيا دور الوسيط في ملف إنهاء الانقسام السياسي الفلسطيني، كأي طرف آخر يريد إنهاء المشكلة. وأشار إلى تدخلات سابقة من قبل قطر وتركيا وعدد من الأطراف الأخرى، جرت بهدف إتمام المصالحة الفلسطينية الداخلية.
وأوضح العالول أن زيارة الرئيس لتركيا تعد «زيارة عادية»، ولن تكون مخصصة فقط لبحث ملف المصالحة. وأضاف «بالتأكيد مع دولة مثل تركيا، لها علاقة بهذا الشأن، ستكون المصالحة أحد الموضوعات التي تطرح للبحث».
وفي رده على سؤال حول ما يتردد عن أن تركيا التي تحركت باتجاه الوساطة لإتمام المصالحة، ستكون ضامنا لقيام حماس بحل اللجنة الإدارية محل الخلاف الكبير في الساحة الفلسطينية، قال «حتى الآن لا يوجد أي شيء من هذا القبيل».
وشكك في قدرة تركيا في هذا الوقت بالذات على التأثير على حماس بسبب «التغييرات التي حدثت في قيادة حماس»، مشيرا إلى وجود «اتجاهات جديدة» داخل حماس. وأرجع سبب ذلك إلى ما سماه «دخول قوى إقليمية جديدة على خط العلاقة مع حماس».
وبشكل صريح قال العالول إن «التقارب بين حماس والإمارات، هو من يضعف قدرة تركيا على التأثير على حماس من أجل إنهاء الانقسام وإتمام عملية المصالحة».
وأخيرا لوحظ وجود تقارب بين حماس و محمد دحلان المفصول من حركة فتح، الذي يعد أحد المقربين جدا من نائب رئيس الإمارات، وتمثل ذلك في تفاهمات أبرمت بين الطرفين، من بينها قيام الإمارات بتمويل مشاريع في قطاع غزة .
وتحدث العالول عن الخطوات التي اتخذها الرئيس محمود عباس، من أجل التخفيف عن سكان قطاع غزة، عقب «الإجراءات الحاسمة» التي اتخذت أخيرا، وهدفها دفع حماس للقبول بمقترحات المصالحة، القائمة على حل اللجنة الإدارية وتمكين حكومة التوافق من العمل، وكذلك تحديد موعد للانتخابات.
وقال إن خطوات السماح لموظفي الصحة والتعليم بالعودة للعمل، تأتي في سياق خطوات «حسن النية».
وأشار إلى أنها تعتبر «خطوات أولية» في هذا الشأن.
وأكد أن فتح لديها قرار بأن لا تؤثر أي خطوات متخذة، على المواطن في غزة، لافتا إلى أن هناك «خطوات تخفيفية قادمة».
وعبر عن أمله في أن تبادر حماس إلى حل اللجنة الإدارية كـ «خطوة أولى» من أجل تجنب وتجاوز هذه الأزمة.
وفي الملف السياسي، أكد العالول أن الرئيس عباس خلال زيارته لتركيا، سينقاش العديد من الملفات الأخرى غير المصالحة، ومن بينها ملف التوجه للأمم المتحدة، وطلب الدعم التركي لذلك في المرحلة المقبلة. وأشار إلى أن الرئيس سيطلع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، على صورة الأوضاع التي يعيشها الشعب الفلسطيني، والمعيقات التي تضعها الحكومة الإسرائيلية، وكذلك الإدارة الأمريكية.
وأوضح كذلك أن الرئيس سيضع الرئيس التركي بصورة التوجهات السياسية التي سيقوم بها خلال المرحلة المقبلة، خاصة في الأمم المتحدة، خلال اجتماعات الجمعية العامة.
وقال إن الرئيس عباس، عند توجهه للأمم المتحدة الشهر المقبل، لحضور اجتماعات الجمعية العامة، سيطرح أسئلة كثيرة على هذه المنظمة، أهمها السؤال عن القرارات التي اتخذت من أجل القضية الفلسطينية، وكيفية تطبيقها، وسيسأل الأمم المتحدة عن «حماية الشعب الفلسطيني الذي ترتكب بحقه الجرائم من قبل الاحتلال». كذلك قال إن الرئيس سيسأل الأمم المتحدة عن الدولة الفلسطينية التي جرى الاعتراف بها، ولا يوجد لها حدود، إضافة إلى مجموعة من القضايا الأخرى.
وأشار كذلك إلى أن الجانب الفلسطيني سيجدد الطلب من الأمم المتحدة، توفير الحماية للشعب الفلسطيني، الواقع تحت الاحتلال الإسرائيلي.
وبخصوص زيارة الوفد الأمريكي الأخيرة للمنطقة، الي عدة عواصم عربية إضافة إلى رام الله وتل أبيب، لبحث عملية السلام، قال العالول إن الوفد لم يحمل بين يديه أي أفكار جديدة، وإنه فقط طلب «الانتظار». وأضاف أن الوفد وعد بـ»بلورة أفكار جديدة من أجل دفع عملية السلام».
وحول مدة الانتظار التي طلبها الوفد الأمريكي، من أجل بلورة أفكار السلام الجديدة، قال إنهم وعدوا بأن الأمر «لن يطول» وهناك من يتحدث عن فترة هدوء تصل الى أربعة أشهر.
وزار الوفد الأمريكي برئاسة مستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، وعضوية كل من نائبة مستشار الأمن القومي دينا بأول، وجيسون غرينبلات رئيس فريق المفاوضات الدولية، والقائم بأعمال القنصل الأمريكي، مدينة رام الله مساء الخميس الماضي، وعقدوا اجتماعا مع الرئيس عباس، وذلك بعد جولة شملت العديد من العواصم العربية وتل أبيب.
وتلقى الرئيس عباس عدة اتصالات من زعماء ومسؤولين عرب، التقوا بالوفد الأمريكي، كما أجرى اتصالا عقب انتهاء الزيارة بملك الأردن عبد الله الثاني، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أطلعهم خلالها على نتائج اللقاءات التي أجراها مع الوفد الأمريكي.
وكانت الرئاسة الفلسطينية قد وصفت الاجتماع بالوفد الأمريكي بأنه كان «بناء ومعمقا وإيجابيا»، وتناول جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك بشكل جدي.