تحرك إقليمي عربي لإنهاء القطيعة الفتحاوية الحمساوية
غزة / خاص سوا / بات من الواضح أن هناك تنسيقاً إقليمياً عربياً، يراد من خلاله إنهاء حالة القطيعة بين حركتي ( فتح و حماس ) بعد أن وصلت ذروتها مؤخراً، عقب الاجراءات التي اتخذتها السلطة الفلسطينية ضد غزة، بعد تشكيل حماس لجنتها الإدارية لشئون القطاع.
التحرك الثلاثي الذي تقوده اسطنبول في الوقت الحالي ، جاء بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان للعاصمة الاردنية عمان، ولقاءه بالعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني.
وفي بيان صدر عن رئاسة الجمهورية التركية، أوضح أن اردوغان والعاهل الاردني تناولا الأوضاع الاقليمية وعلى رأسها الملف الفلسطيني.
ونقلت صحيفة الحياة اللندنية الصادرة أمس عن مصادر فلسطينية مطلعة قولها إن الرئيس أردوغان يعد لإطلاق مبادرة لإنهاء الانقسام الفلسطيني، مؤكدةً أنه وجه دعوة للرئيس محمود عباس لزيارة أنقرة في 28 الشهر الجاري للبحث في التفاصيل.
ووفقا للمصادر، فإن تركيا مرشحة للعب دور مهم في إنهاء الانقسام بسبب علاقتها الخاصة مع حركة (حماس)، مشيرة الى أن الرئيس عباس هو الذي أشار على الرئيس التركي التدخل لإنهاء الانقسام؛ نظراً الى تأثيره الكبير على (حماس).
ووصل الى أنقرة أمس ثلاثة من أعضاء اللجنة المركزية لحركة (فتح)، وهم عزام الأحمد و حسين الشيخ وروحي فتوح ؛ وذلك بهدف التحضير للقمة الفلسطينية التركية يوم الثامن والعشرين من أغسطس الجاري.
في هذا الإطار، قال عضو مركزية (فتح) جمال محيسن الاربعاء، إن الرئيس عباس سيذهب لتركيا وإلى أي مكان بهدف إنهاء الانقسام.
وأضاف محيسن لصوت فلسطين : "بعد عودة الرئيس والوفد المرافق له من تركيا، سيتم تقييم المرحلة، واتخاذ خطوات أكثر في اتجاه ما يتعلق بحماس".
وأشار إلى أن قطر وتركيا وجهات أخرى تدخلت في ملف المصالحة، "بعد الأوضاع التي شهدتها مصر في الفترة الماضية"، مشددًا على أن حركته "استجابت لكل المبادرات الهادفة لإنهاء الانقسام، مع تأكيدها دومًا على اتفاق القاهرة".
من جانبه قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صالح رأفت ان القمة الفلسطينية التركية ستناقش دور تركيا مع حركة حماس من اجل انهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية، موضحا ان مطالب القيادية الفلسطينية تتلخص في ان تقوم حركة حماس بحل اللجنة الدراية التي شكلتها في اذار الماضي.
وأكد رأفت لإذاعة علم المحلية على أن إلغاء كل الإجراءات التي اتخذت بشأن قطاع غزة من الحكومة الفلسطينية مرتبطا بحل حركة حماس للجنة الادارية وتمكين حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني بممارسة مهامها الأمنية والمدنية في القطاع أسوة بالضفة الغربية.
من جهتها، أفادت حركة "حماس" أنها لم تتلق حتى اللحظة أي دعوة رسمية أو مبادرة من تركيا، معتبرةً أن كل ما يُشاع يأتي في إطار المصادر والتسريبات الإعلامية.
وقال المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع لـ"سوا" إن حركته تتعامل بروح إيجابية مع اي جهود او مبادرات لإنهاء الانقسام.
وفي تعقيبه على التطورات سالفة الذكر، استبعد الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، نجاح محاولة الرئيس عباس الذهاب الى تركيا من أجل البحث عن دور للمصالحة والضغط على حركة حماس.
واعتبر عوكل خلال حديثه لـ"سوا" أن الذهاب الى تركيا وقطر بحثاً عن دور للمصالحة والضغط على حماس "هو شكل من اشكال المناكفة مع القاهرة وليس تسهيل للمصالحة".
وقال : "تحقيق المصالحة لا يساعد في اتمامه سوى مصر فهي صاحبة القدرة على انجاز هذا الملف"، مستذكرًا عدم وصول المبادرات التركية والقطرية السابقة "لأي نتائج".
وأعتقد أن "كل ما يحدث من محاولات في هذا الموضوع، يحسب على الصراعات الاقليمية بين قطر ومعها تركيا، ودول الخليج ومعها مصر".
ويرى عوكل أيضا أن "التوجه نحو تركيا، يأتي من أجل إفشال تفاهمات حماس والقاهرة"، مستبعدًا نجاح ذلك؛ "لأن حماس ذهبت بعمق في هذا الاتجاه، وتوافقت على مشاريع وخطوات إنسانية وسياسية مع مصر".