العلاقات بين حماس وايران تتجه نحو الدفء التدريجي
غزة /خاص سوا/سلطان ناصر/ يبدو أن العلاقة بين حركة " حماس " وإيران، تتجه نحو استعادة مكانتها التي كانت سائدة قبيل اندلاع ثورات الربيع العربي، بعد توتر بدأ منذ عام 2011 إثر موقف الحركة من الأزمة السورية.
ووصل يوم الجمعة الماضي، وفدًا قياديًا من المكتب السياسي لحركة "حماس" برئاسة عزت الرشق وعضوية صالح العاروري، وزاهر جبارين، وأسامة حمدان إلى طهران.
وحظي وفد "حماس" باستقبال حار من كبار المسئولين الإيرانيين الذين التقى بهم خلال الزيارة، قبل أن يلبي الدعوة الموجهة للحركة بحضور مراسم أداء اليمين الدستورية لرئيس الجمهورية الإيرانية المنتخب للدورة الثانية عشرة الرئيس حسن روحاني.
خبراء ومختصون سياسيون اعتبروا أن حفاوة الاستقبال التي حظي بها وفد "حماس" يؤكد فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الجانبين بعدما شابت علاقتهما مؤخراً بعض التوتر.
ويرى الخُبراء والمختصون في أحاديث منفصلة مع وكالة "سوا" الإخبارية أن "حماس وطهران، في هذا التوقيت لديهما الرغبة بتحسين علاقاتهما، بما يخدم مصالحهما المشتركة".
زيارة وفد حماس لطهران في هذا التوقيت، لم تُشكل مفاجأة بالنسبة للمُحلل السياسي هاني حبيب، خاصة أن ترتيبات سابقة جرت قبل الزيارة.
واعتبر حبيب أن تصريحات الطرفين تشير إلى قراءة جيدة في العلاقات فيما بينهما، سيما أنهما بحاجة إلى ترميم العلاقات بما يحقق مصالحتهما، خاصة بعدما راجعت حماس مختلف القضايا الناجمة عن الربيع العربي.
ورجح أن تكون العلاقات "الجيدة" بين حماس وحزب الله اللبناني، قد ساهمت بفتح تلك الصفحة الجديدة مع طهران.
وأشار إلى أن الأوضاع الإقليمية والعربية والتحسن في مسيرة النظام السوري والأزمة الخليجية وتداعياتها التي أشارت لوجود دور إيراني متطور بالمنطقة، إلى جانب ما تعانيه حماس من حصار بغزة، كلها عوامل عجلت فتح هذه الصفحة.
وأكد على أن تحسن علاقات حماس بطهران، سينعكس بالإيجاب على الحركة، في ظل الحصار السياسي المفروض عليها".
ويرى المختص السياسي والباحث بالشأن الإسرائيلي وديع أبو نصار، أن زيارة حماس لطهران كان مخطط لها ووفقاً لترتيبات جرى إعدادها خلال الأشهر، سيما بعدما التحول في مواقف الطرفين خلال الفترة الأخيرة.
وقال إن "حماس حاولت أن تخرج عما يسمي المحور التركي القطري، وكذلك الظهور وكأنها على مسافة واحدة من غالبية اللاعبين في الإقليم، بالمقابل إيران معنية بإعادة العلاقة مع حماس لأنها لاعب مهم بالساحة الفلسطينية".
وألمح إلى أن تنصيب الرئيس الايراني جرى استثماره كوسيلة لتغطي على الود بين الطرفين، مضيفاً : "إن الأمر لم يعد سراً، سيما وأن الجانبين عقدا عدة لقاءات، أغلبها في لبنان".
واختلف أبو وديع مع نظيره حبيب قائلاً : "لا اعتقد أن حماس ترغب بأن تدور مجدد في الفلك الإيراني ولا أن إيران قادرة في ظل الظروف القائمة ووجود مصر وإسرائيل كجيران لحماس، هما غير معنيين بأن يزيد التأثير الإيراني بغزة"، مستدركاً : "لكن نحن في النهاية سنكون أمام صعود في نوعية العلاقة بين طهران وحماس".
وأوضح أن توجه حماس نحو طهران قد يكون بهدف البحث لنفسها عن مقر جديد سواء في طهران أو لبنان أو سورية، مستبعداً بذات الوقت أن تستضيف لبنان عدد كبيراً من قيادة حماس، والأمر كذلك في سورياً.
واتفق الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، مع حبيب، بأن حجم الاستقبال واللقاءات التي عقدها وفد حماس بطهران، يؤكد أن صفحة الخلافات والقطيعة السابقة أغلقت، وأن الأخيرة ستقدم دعما سياسيا وماليا وعسكريا لحماس.
وأشار إلى أنه "في حال زار إسماعيل هنية ، طهران خلال جولته العربية الإسلامية بعد عيد الأضحى، فإن ذلك سيعزز العلاقات بشكل أكبر".
واعتبر الدجني أن "الزيارة، شكلت تحولا مهما في علاقات حماس الخارجية الأخيرة، قائلاً:" الزيارة نتاج لفشل السعودية في احتواء الإسلام الوسطي وقيادة عالم السنة، ولعدم تعاطيها أيضا مع الرسائل الايجابية التي أرسلتها حماس، ولمحاولات وضعها على قائمة الإرهاب".
وحمّلت الزيارة –بحسب الدجني- دلالة تؤكد أن حماس بعيدة عن الصراع الطائفي، وأنها تسعي لفتح علاقات مع الجميع ضمن استراتيجيتها وبما يخدم مصالحها وأهدافها.
ويرى أن حصار قطر والأزمة الخليجية، وتوجه قطر نحو المربع التركي والإيراني ساعد وسهل على حماس في الذهاب إلى طهران.
وخلال لقاءه رئيس البرلمان الإيراني، أكد عزت الرشق رئيس وفد حماس لطهران، أن حركته تسعى دومًا إلى التواصل مع جميع مكونات الأمة الإسلامية، من كل الطوائف والقوميات، مشيرًا إلى أنها تتحرك في علاقاتها الخارجية على أساس دعم القضية الفلسطينية ومواجهة الاحتلال، ومن هذا المنطق ترحب بدعم جميع أبناء الأمة الإسلامية.
فيما أكد رئيس البرلمان الإيراني أن أبواب إيران مفتوحة للمقاومة الفلسطينية وفصائلها جميعا وعلى رأسها حركة حماس. وقال إن حماس لها قبول واسع على مستوى الأمة الإسلامية، وبإمكانها أن تلعب أدوارًا إيجابية في توحيد المسلمين وتوحيد كلمتهم.