معاريف: تصدير الغاز الإسرائيلي عبر تركيا قد ينسف علاقات إسرائيل مع القاهرة والرياض

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

القدس / سوا/ حذر الباحث الإسرائيلي الدكتور "نتانئيل أفنيري" من انعكاسات تصدير إسرائيل الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر تركيا "ذات التوجه الإسلامي والطموحات الإشكالية في المنطقة"، فضلا عن إمكانية تأثير ذلك سلبا على علاقة تل أبيب بالقاهرة والرياض.

في مقال بموقع معاريف العبري تحت عنوان "أنبوب غاز لتركيا: هل تطلق إسرائيل النار على قدمها؟" رأى "أفنيري" زميل مركز الإعلام الدولي بجامعة بار إيلان، أن " إسرائيل على وشك منح قوة وأوراق ضغط لدولة لديها طموحات إقليمية إشكالية ونفوذ لدى عناصر متطرفة في إسرائيل".

وتسائل الكاتب :" أليس من الأفضل مد أنبوب عبر دول مثل كقبرص أو اليونان، تكون فرص إقامة علاقات مستقرة معها أكبر من تركيا؟".

إلى نص المقال..

في بداية يوليو اتفقت إسرائيل وتركيا على تسريع الاتصالات لبلورة اتفاق إطار لمد أنبوب غاز على أمل توقيعه خلال الأيام القادمة.

تهتم تركيا بالأنبوب للأسباب التالية تحديدا: ارتفاع الطلب الداخلي التركي على الغاز الطبيعي من 35 مليار متر مكعب في 2010 لتوقعات بـ 50 مليار متر مكعب في 2017، والتطلع لتقليل التعلق بروسيا التي تصدر نحو 60% من الغاز الطبيعي الذي تستهلكه البلاد، والطموح في ربط أرضها بشبكة من خطوط الغاز والنفط كمفترق طرق بين القارات تحصل بموجبها على الكثير من رسوم التشغيل ونفوذ إقليمي وعالمي.

لكن هل لإسرائيل مصلحة في المساهمة في خطة تعاظم القوة الجيوسياسية لتركيا وقوتها في مجال الطاقة؟ وماذا ستكون التبعات على علاقات إسرائيل مع الدول الأخرى في ضوء هذا الاتفاق الإستراتيجي؟.

ليس جديدا أن تركيا أردوغان تسير من صبغة علمانية إلى أخرى إسلامية وتزيد نفوذها في المنطقة من خلال دول معادية لإسرائيل ودعم التنظيمات الإسلامية ك حماس .

كذلك تقرب أنقرة منها رجال دين وقادة في القطاع العربي الإسرائيلي، بما في ذلك مسئولين كبار بالجناح الشمالي للحركة الإسلامية المحظورة. وتمول المرابطين والمرابطات في جبل الهيكل، وكانت من العناصر الرئيسية التي أشعلت قضية البوابات الإلكترونية بالمسجد الأقصى وتحاول إثارة حماسة العالم الإسلامي لهذه القضية.

لن يكبح أنبوب الغاز الحلم الإسلامي- العثماني- الاستعماري لأردوغان ولن يدفعه للاستدارة للخلف والتفكير في إسرائيل. لذلك من الأفضل أن نسأل هل إسرائيل على وشك منح قوة وأوراق ضغط لدولة لديها طموحات إقليمية إشكالية وتزيد من نفوذها لدى عناصر متطرفة في إسرائيل؟.

على خارطة التحالفات الإقليمية تتخندق تركيا إلى جانب قطر في مواجهة تحالف بقيادة سعودية- مصرية يسعى لخفض حدة انعدام الاستقرار في المنطقة وتمويل التنظيمات الإرهابية كحماس. وفي إطار هذا التخندق أرسلت تركيا قوات عسكرية لقطر.

ألن يزعزع اتفاق أنبوب الغاز العلاقات المصيرية مع السعودية ومصر ويقدم التشجيع بشكل غير مباشر للجانب غير الصحيح على الخارطة الجيوسياسية الإقليمية؟.

إنها تركيا نفسها التي تعارض استقلال الأكراد وتعمل ضدهم بعنف. وكشفت مؤخرا عن قواعد أمريكية تساعد "قوات سوريا الديمقراطية" بشمال سوريا بقيادة كردية وتعمل ضد داعش من جهة وجيش الأسد من الجهة الأخرى، كل هذا رغم أن الولايات المتحدة وتركيا أعضاء في الناتو. في ظل هذا التشابك الاقتصادي- الإستراتيجي ألا نعمل على تعقيد مصلحة مستقبلية لإقامة علاقات دبلوماسية مع الشعب الكردي الذي نرتبط معه بمنظومة علاقات خاصة؟.

إنها تركيا نفسها التي تعمل سرا ضد دول الاتحاد الأوروبي من خلال المهاجرين الأتراك، خاصة في ألمانيا. اتفاق خط الغاز سوف يمنحها قوة وأدوات ضغط كدولة تمر خلالها شبكة من خطوط الطاقة تجاه دول الاتحاد، التي تطمح هي الأخرى في تقليل تعلقها بالغاز الروسي.

أليس من الأفضل مد الأنبوب عبر قبرص واليونان؟ وهي الدول التي تفوق فرص العلاقات المستقرة معها تركيا، ويطمح الاتحاد الأوروبي في تنمية اقتصادها، وليس ثمة مخاوف من أن تستغل قوتها لترسيخ سياسة استعمارية إسلامية.

تسعى إسرائيل للحصول على توقيع تركيا على اتفاق إطار لاسيما لتحديد المخاطر الاقتصادية الكامنة في تدهور العلاقات بين الدولتين، وهي الإمكانية المعقولة تماما عندما يدور الحديث عن نظام أردوغان بأفعاله وطموحاته.

حتى إذا ما تضمنت الاتفاقية بنودا حاسمة ترسخ الفصل بين السياسة ونقل الغاز وعدم استغلال الخط كورقة ضغط سياسي على إسرائيل، فإن التاريخ يؤكد انتهاك اتفاقات خطوط الطاقة بالشرق الأوسط.

على الوزارات المعنية (في إسرائيل) تقديم إجابة للجمهور على السؤال- هل تركيا هي الشريك المناسب لتصدير احتياطي الغاز الإستراتيجي والاقتصادي الذي نملكه؟.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد