حذر من حرب دينية.. ملادينوف يدعو إلى إعادة الأوضاع التاريخية بالقدس

مجلس الأمن -ارشيف-

نيويورك/سوا/ دعا المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف ، إلى أن تعود الأوضاع في القدس إلى ما كانت عليه تاريخياً، مشيراً إلى أن "الأحداث في القدس قد تجري على مساحة 200 متر مربع بالمدينة القديمة، لكنها تؤثر على مئات الملايين من الناس حول العالم".

وقال ملادينوف في كلمته خلال جلسة مجلس الامن الدولي الخاصة حول مدينة القدس، اليوم الثلاثاء، : إنه يجب إطلاق عملية سياسية وفق قرارات الأمم المتحدة، وإن على إسرائيل احترام التزاماتها وتجنب العنف والتوتر.

وطالب المنسق الأممي الخاص من الدول الأعضاء في مجلس الامن الدولي، بالتدخل لوقف التصعيد والتعاطف مع أهل الضحايا، معبرًا عن تخوفه من تحول الصراع السياسي إلى ديني.

وقال إن نصف قرن من الاحتلال تسبب بأضرار على الفلسطينيين والإسرائيليين، مشيراً إلى أن "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا ينحصر بمسألة الأرض فحسب".

وأضاف ملادينوف أن تكثيف عمليات الاستيطان الإسرائيلية في الأراض المحتلة يقوض الاستقرار، معتبراً أنه "لن يمكن الحفاظ على المكاسب إذا استمرت الأزمة الحالية في القدس".

وتابع : "لابد من الحفاظ على الوضع القائم في القدس منذ عام 1967"، داعيا كل الأطراف أن تنتنع من أي إجراءات استفزازية وضبط النفس ووضع حد للأزمة خلال الأيام المقبلة.

وشدد مواصلة النقاش مع السلطات الدينية الإسلامية بالقدس والقيادة الفلسطينية؛ للحفاظ على الهدوء بالقدس الشرقية والقدس، مردفاً : "لا بد أن يتخذ قرار على أعلى المستويات الدينية والسياسية إذا ما أردنا وضع حد لهذا الحال".

وزاد ملادينوف قائلاً : "القدس لا تزال مسألة لمسائل الوضع النهائي، ويجب أن تخضع لمفاوضات من الطرفين".

وأشار إلى أنه على إسرائيل كسلطة قائمة بالاحتلال أن تحترم التزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، وأن تمارس ضبط النفس بالأقصى لمنع إزهاق مزيد من الأرواح وتصعيد بالوضع، داعيا القادة الفلسطينيين للامتناع عن أي بيانات أو تصريحات "استفزازية" قد تؤدي إلى تدهور الوضع.

واعتبر ملادينوف أن الأزمة بالقدس "حادت بنا عن المهمة الرئيسية بالعودة إلى عملية سياسية للتوصل إلى حل يلبي التطلعات الوطنية المشروعة للإسرائيليين والفلسطينيين"، مجددا تأكيده بأن الأنشطة الاستيطانية بالمناطق الفلسطينية المحتلة غير قانونية بموجب القانون الدولي، وهي تقوض فرص إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.

الوضع في قطاع غزة

وفي حديثه عن الوضع في قطاع غزة، قال ملادينوف : "أصبح مليونا شخص رهينة للمواجهة السياسية بين فتح و حماس ، والأثر الإنساني للتدابير العقابية التي اتخذت ضد غزة لها أثر مأساوي".

وأضاف : "يعاني الناس في غزة من انقطاع بالكهرباء قد يصل إلى 36 ساعة، وهذا يعني انقطاعا في مياه الشرب وصعوبة تشغيل المستشفيات بالإضافة إلى أزمة بيئية جارية حالياً".

وشدد على أنه "بغض النظر عن الاختلافات السياسية بين الفصائل الفلسطينية، لا يجب على شعب غزة أن يدفع ثمن هذه الخلافات"، مؤكداً أن الأمم المتحدة لن تتخلى عن غزة وشعبها، "ورغم الصعاب سنواصل جهود الوساطة لحل هذه المواجهة".

وشكر ملادينوف، جمهورية مصر؛ "لأنها قامت بتيسير زيادة إمداد الطاقة والوقود المصري، إلى جانب 900 ألف لتر وقود شهريا تقدمه الأمم المتحدة لتشغيل الخجمات الاساسية يمثل طوق نجاة أساسي مؤقت لشعب غزة" وفقا له.

وفي سياق متصل، شدد على ضرورة مواصلة عمل ألية اعادة الاعمار في غزة، مؤكدًا ضرورة أن يتخذ القادة الفلسطينيين قرارات صعبة لمصلحة شعبهم، وأن يعملوا لتجاوز الخلافات الأيدلوجية، "وإلا سيؤدي ذلك لانهيار غزة بالكامل".

وتابع ملادينوف : "يجب أن يسعى الطرفان إلى توحيد الفلسطينيين، ضمانا لهدف اقامة الدولة الفلسطينية أو سيفشل المشروع الوطني الفلسطيني، ويجب وأن يحلوا الأزمة وإلا سيزداد التشدد والتطرف لدى السكان".

وزاد قائلاً : "منذ السيطرة على غزة بالعنف، قامت حماس بتشديد سيطرتها على السلطة، ولم تجرِ أي انتخابات تشريعية أو رئاسية في فلسطين منذ 2006"، داعياً القيادة الفلسطينية للتطرق إلى العواقب التدميرية لهذه القسمة. 

كما دعاهم للتوصل إلى "اتفاق يسمح للسلطات المشروعة الفلسطينية للاطلاع على مسؤوليتها بغزة، كخطوة لتشكيل حكومة وحدة وطنية على اساس منصة منظمة التحرير الفلسطينية".

وشدد على ضرورة أن تحافظ حركة حماس على الهدوء "من خلال وقف التسليح ضد إسرائيل"، ومن خلال الحفاظ على الأمن على الحدود، مؤكدا في الوقت ذاته أنه على إسرائيل مضاعفة جهودها لرفع حالات الاغلاق وتيسير التنمية بغزة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد