المتطرفون يواصلون اقتحام الاقصى والمرابطون يستميتون بالتصدي لهم

253-TRIAL- غزة / سوا/ عيسى محمد / يواصل المتطرفون والمستوطنون اليهود اقتحام باحات المسجد الاقصى المبارك منذ عدة ايام وسط تصدي المرابطين من اهل المدينة وضواحيها وفي ظل غفوة القيادات.
وتجددت صباح اليوم عمليات اقتحام المتطرفين للمسجد الأقصى من جهة باب المغاربة وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال.
وتحدث شهود عيان عن قيام عشرات المستوطنين باقتحام المسجد وتنظيم جولة استفزازية في أنحاء متفرقة من باحاته بحراسة امنية مشددة.
وأكد الشهود أن  المستوطنين المقتحمين قوبلوا بالتكبير والتهليل من المصلين والمرابطين الذين تواجدوا بشكل مكثف داخل باحات الأقصى لحمايته والدفاع عنه .
ويشهد المسجد الأقصى بشكل شبه يومي سلسلة اقتحامات واعتداءات مكثفة من المستوطنين وأذرع الاحتلال المختلفة في محاولة لبسط السيطرة المطلقة عليه، وفرض مخطط التقسيم الزماني والمكاني فيه.
ولم يثن اقدام قوات الاحتلال الخاصة على اعتقال أكثر من الف من المرابطين المقدسيين الذين يتصدون لإرهاب اليهود في المدينة من عزيمة أبناء المدينة الذين يتصدون بكل قوة لمحاولة سيطرة اليهود على المسجد الأقصى وتقسيمه زمنياً ومكانياً ما حدا برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى الطلب من شرطته وقواته الأمنية بوضع حد لثورة المقدسيين.
وتأتي الممارسات الإرهابية اليهودية في ظل غفوة واسترخاء من جانب القيادات والأحزاب والفصائل الا من بعض بيانات الشجب والإدانة التقليدية.
وتحاول سلطات الاحتلال وعبر نائب وزير الأديان "إيلي بن دهان"، إقرار قانون التقسيم الزماني بما يقضي وجود "صلوات يهودية" راتبة داخل أسوار المسجد الأقصى، فيما يمنع أي شخص لا يعتنق اليهودية من التواجد داخله، بحيث تعتمد تلك "الصلوات" على ساعات وأياما معينة ومساحات معينة أيضا.
وفي تعليقه على هذه الهجمة الشرسة من قبل اليهود على المسجد الأقصى قال أحمد قريع "أبو علاء"، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون القدس ، إن اقتحام عناصر من جمعية "طلاب لأجل الهيكل" المتطرفة للمسجد الأقصى المبارك، من باب المغاربة، بحراسات معززة من شرطة الاحتلال الخاصة، دفع باتجاه حرب دينية واستفزاز لمشاعر المسلمين.
وندد قريع، في بيان صحافي، بتنفيذ مجموعات من جمعية "طلاب الهيكل" جولات استفزازية تخللتها حركات وألفاظ نابية وعنصرية في باحات المسجد الأقصى، بالتزامن مع فرض شرطة الاحتلال إجراءات مشددة على دخول المصلين المسلمين، وفرض حصار عسكري خانق على المسجد المبارك.
وأشار إلى خطورة ما تقوم به سلطات الاحتلال من حملة اعتقالات واسعة واعتداءات وحشية بحق المواطنين المقدسيين، خاصة ما قامت به خلال الأسبوع الماضي من اعتداء على موظفي الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس ومنهم: مهند إدريس، وفادي الرجبي، وعبير زياد، والشيخ عمر الكسواني، واصفاً ذلك بالإرهاب الممنهج والاعتداء المتعمد بهدف إخلاء المدينة المقدسة من سكانها وإرهابهم وإبعادهم بقوة السلاح لإحلال المستوطنين مكانهم.
وعزا الدكتور يحيى موسى القيادي في حركة حماس تجرؤ المستوطنين واليهود على اقتحام الاقصى إلى التنسيق الامني وتهاون قيادة السلطة وقمعها للمقاومة في الضفة.
واضاف موسى في تصريح لـ"سوا" أن مهمة التصدي لاعتداءات الاحتلال في الأقصى تحتاج الى قيادة وطنية حكيمة حريصة على مصلحة الوطن ولا تجامل الاحتلال.
بدوره، قال الناطق باسم حركة حماس حسام بدران إن المرابطين "نموذجٌ مميزٌ في الثبات والعزم ومواجهة المحتل، وهم دليلٌ ناجحٌ علی قوة الإرادة، فما قاموا به رغم قلة الإمكانات، دليلٌ علی عدم الاحتجاج بالعجز وضعف الإمكانيات، حيث إنهم نجحوا في صد هجمات "الصهاينة".
وأشار بدران في تصريح صحفي سابق إلى أن الجهد الأكبر حيال القدس يقع على عاتق رجال المقاومة، متابعًا "فالمطلوب منهم أكبر، والتعويل عليهم أعظم، وهم أمل الأمة في ردع المحتل من خلال عمليات بطولية عنوانها الدفاع عن الأقصى والرد علی اقتحاماته".
من جانبه اعتبر المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف، مشروع قانون تقاسم المسجد الأقصى المبارك المزمع التصويت عليه في الكنيست الإسرائيلية، انتهاكاً سافراً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، واتفاقيات السلام الموقعة التي تنص جميعها على عدم المساس بواقع القدس المحتلة السكاني والمكاني والحضاري.
وأكد عساف في بيان صحفي صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة، اليوم الإثنين، إن هذا القانون وغيره من عمليات التهويد والاستيطان، أمرٌ مرفوض وغير شرعي، وأن شعبنا سيقاومه بكل السبل المشروعة ولن يرضخ لسياسة الأمر الواقع التي تحاول دولة الاحتلال فرضها عليه.
ودعا جماهير شعبنا إلى تلبية نداء الرئيس والمرابطة في المسجد الأقصى المبارك والدفاع عنه وعن مدينة القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية، مؤكداً أن القدس هي جوهر الصراع وهي مفتاح الحرب والسلام وان شعبنا سيقدم الغالي والنفيس من أجل الحفاظ عليها.
وحذر عساف من أن هذا القانون إذا ما أُقر سيؤدي حتما إلى تفجير الأوضاع في المنطقة المتفجرة أصلا، وأنه سيحول الصراع إلى صراع ديني لا يمكن لأحد التنبؤ بحدوده ومداه.
وحمل المجتمع الدولي مسؤولية ما يمكن أن تؤول إليه الأمور، مشيرا إلى أن صمت المجتمع الدولي  المتواصل على الانتهاكات الإسرائيلية، وتعامله مع دولة الاحتلال وكأنها دولة فوق القانون قد أدى إلى هذا الواقع الخطير المتفجر والى مواصلة جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل بحق شعبنا وحقوقه الوطنية المشروعة.
ودعا عساف الأمتين العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتها في الدفاع عن الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وعن القدس بما فيها من  مقدسات إسلامية ومسيحية، مؤكداً أن شعبنا الذي يقف في خندق الدفاع الأول، لن يقف مكتوف الأيدي، وأنه ينتظر وقفة عز ومسؤولية من العرب والمسلمين.

275
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد