124-TRIAL- مع انتظار وصول حوالي 5400  مليون دولار امريكي، تعهدت بأرسالها دول وتكتلات ومنظمات وجمعيات،  خلال مؤتمر "اعمار غزة " الذي انعقد قبل ايام في القاهرة، وبالتالي انتظار البدء في عملية الاعمار التي ينتظرها الجميع، تلك العملية التي من المفترض ان تشمل مجمل  قطاع غزة، من الشمال الى الجنوب، اي من بيت حانون الى جباليا والشجاعية والى مدينة غزة ودير البلح وخانيونس وصولا الى رفح، فأن وصول هذا المبلغ الضخم، لهو بحاجة الى من يتلقفة، والاهم الى من يستخدمه حسب ما مفترض، والاكثر اهمية هو العمل من اجل ضمان استمرار او تواصل تدفق هذه الاموال حتى الانتهاء من الاعمار؟
ونحن نعرف ان هذه الاموال لن تصل دفعة واحدة، وانة سوف يكون هناك الية وخطة زمنية لوصولها، ونعرف ان هناك مصالح واهداف لكل جهة ترسل هذه الاموال، تتلاقى مع مصالحها واهدافها في المنطقة، ونعرف ان هناك اولويات فلسطينية لاستخدام هذه الاموال، قد تتقاطع او تختلف او لا تتلاقى مع مصالح  الجهات التي ترسل الاموال، وبالتالي من المفترض وجود الاليات المعدة مسبقا للتعامل مع ذلك، ووجود التعليمات الواضحة لكيفية استخدام هذه الاموال، والاهم الحصول على الضمانات اللازمة، وربما تحت اشراف دولي، من اجل التأكد من استمرار تدفق الاموال، وبالتالي اكمال ما يتم البدء فية من مشاريع مختلفة.
وهذا يعني ان استخدام هذه الاموال من المفترض ان يتم  بشكل موضوعي ومن خلال اليات للمراقبة وللمتابعة والاشراف، ومن ثم ارسال التقارير الى الجهات التي ترسل الاموال، من اجل ضمان تواصل ارسالها، وبالتالي استخدامها حسب الاهداف والخطط والبرامج المعدة لها، وهذا يعني وجود اليات ولجان عملية للتعامل مع كل ذلك، وبالطبع هذه الاليات من المفترض ان تكون تحت مظلة حكومة الوفاق الوطني، التي من المفترض ان تشرف وتقود وتتابع وتضمن تدفق وصول اموال اعمار قطاع غزة؟  
وبالاضافة الى افتراض الحصول على الضمانات لوصول الاموال، من المفترض وربما الاهم، هو الحصول على الضمان من الجهات التي تتحكم في المعابر والدخول الى غزة، من اجل استمرار تدفق وصول المواد والمعدات والخبراء وغير ذلك مما يحتاجة الاعمار، وبأن يكون هذا الضمان، بعيدا عن التقلبات في المزاجات السياسية والاحداث التي تتم هنا او هناك، وبأن لا تخضع عملية الاعمار والبناء لقرار او ضغوطات او لرد فعل او سريع او عاطفي او انتقامي، وهذا يعني وجود اطار دولي محايد وضامن لاستمرار تدفق المواد وما يحتاجة الاعمار من امور غير المواد؟
وحكومة الوفاق الوطني، التي من المفترض ان تكون هي الجهة التنفيذية،  ليس فقط  لقيادة المشروع الضخم لاعمار غزة، ولكن لان تضمن ان البدء في الاعمار او البدء في وصول الاموال سوف يستمر او سوف يتواصل، وهذا يعني وجود الاليات التي يطلبها المانحون، وكذلك وجود الضمانات لوصول المواد الى القطاع، وكذلك وجود الاليات التي تثبت للمانحين بأن اموالهم يتم استخدامها حسب ما هو معلن عنة في الاولويات والخطط الفلسطينية، وان ما يتم على الارض يثبت ذلك؟ ولكي تنجح هذه الاليات في الاجابة على احتياجات واسئلة ومتطلبات المانحين او المتبرعين، فأنة من المفترض ان يتم ادارتها من قبل اناس في موقع الحدث، لان هناك فرق كبير بين ان تكون في موقع العمل وتواكب ما يتم، وبين أن تراقبة عن بعد او من خلال الصورة او من خلال الخبر، وبالتالي من المتوقع ان تكون كل المستويات التي لها علاقة بأعمار قطاع غزة، في القطاع،  ومن المتوقع ان تكون هناك عقبات او منغصات ومن اطراف عدة، سواء للوصول او للبقاء او لمتابعة العمل هناك، ولكن العمل من اجل تحديد الاولويات لصالح الناس، هو الذي سوف يوفر المظلة وبالتالي الاحتضان والدعم من الناس ومن الجهات التي سوف تشارك او تساهم في اعمار ما تم تدميرة وهدمة اواجتثاثة في قطاع غزة.
ولكي تدير حكومة الوفاق الوطني اعمار غزة بنجاح وبكفاءة، فانها يجب ان تتبنى وبشكل علمي فلسفة او اسس عملية " المتابعة" للمشاريع المنوي تنفيذها، وهذا متطلب اساسي لمعظم ان لم يكن لجميع الجهات المانحة هذه الايام،  وهذا يعني متابعة ما يتم انجازة على ارض الواقع، مقارنة مع ما من المفترض تحقيقة خلال مدة زمنية محددة، وبالتالي تحديد اذا كان هناك عقبات او مشاكل وما سبل حلها، واعلام ادارة الجهات المنفذة والمانحة بذلك، وبناء علية يتم نقاش امكانية تغيير اسلوب او اتجاهات العمل، او اعادة دراسة افضل وسائل لاستخدام المصادر، والمتابعة تتطلب ملاحظة جودة المعلومات من حيث دقتها، وتوقيتها، والمتابعة تعني التواصل مع الجهات المنفذة من خلال تبيان النواقص ومقترحات التطوير او التصحيح.
ورغم روح التفاؤل بالبدء بعملية اعمار غزة، والتي سادت مع الانتهاء من اعمال مؤتمر اعمار غزة، وما زالت والى حد ما سائدة، ورغم التعهد بالتسهيلات اللوجستية وغيرها من التسهيلات، سواء من الجانب المصري او من الجانب الاسرائيلي، الذين يتحكمان في الدخول الى غزة، الا ان الحرب الاخيرة على قطاع غزة ة، ما زالت ماثلة امام الاعين، وكيف ان ما تم بناؤة من مبان ومن ابراج ومن عيادات ومصانع ومزارع ومن مكبات للنفايات، ومن شوارع وطرقات، ومن شبكات للمياة ومن خطوط للصرف الصحي، قد تم تدميرة او ازالتة خلال ساعات او خلال ايام؟
ونحن نتمنى ان يبدأ الاعمار في غزة، وان يعيد اليها نوعا من الحياة، سواء على صعيد الصحة اوالتعليم، او على صعيد  توفر المياة الصالحة، او توفر الشوارع السليمة، او حتى تدفق السياحة على غزة وعلى بحر غزة، ، ولكننا نأمل ان يتواصل هذا الاعمار، وينتهي في اعمال تستديم ويستفيد منها الناس، وبأن يتم استخدم المبالغ الضخمة من الاموال التي تم التعهد بها، من اجل المصلحة والاحتياجات الحقيقية للناس، وليس فقط من اجل الضجة الاعلامية التي رافقت ذلك، او من اجل الاضواء او تحقيق مصالح ضيقة او انية لهذا الطرف او ذاك؟ 16

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد