حينما يكون للفن بصماته في عالم النجاح

265-TRIAL- غزة – طارق حمدية  لم تكن تعرف أن الموهبة خلقت معها . هي التي رسمت الرئيس الراحل ياسر عرفات وشاعر فلسطين محمود درويش والفنان مارسيل خليفة وبعض الشخصيات العالمية ، أهدت رئيس وزراء حكومة غزة السابقة " إسماعيل هنية " صورة مميزة له عبرت عن الواقع السياسي الذي كان يعيشه لحظتها  .
أدركت منذ صغرها أن الفن ليس عدة ألوان على لوحة صغيرة ولكنه الإحساس الذي تقدمه الأيادي وتستوعبه عقول الآخرين وعلى أصوات السيمفونيات الغريبة والأضواء الخافتة وشيئا من قهوتها المميزة منفردة بنفسها تدخل عالمها الفني ليخرج إلي  النور لوحات فنية مميزة .
"أمنة عمر السالمي " أو كما يحلو لها "فرانس السالمي" بنت الأربع والعشرون  عاماً والمولودة في مخيم الشاطئ للاجئين اعتبرت  موهبتها في البداية تفريغ عن النفس ليس أكثر  كانت تطمح لتصبح دكتورة في الجراحة من شدة حبها لمادة الأحياء والتشريح لكنها وظفت ذلك في لوحاتها  بعد دراستها تخصص الفنون الجميلة  .
في زيارة الرئيس الراحل "ياسر عرفات" لبيتها وهي في المرحلة الابتدائية حاولت رسمه للمرة الأولى ولكن لم تكن اللوحة بالملامح الدقيقة وفي المراحل الإعدادية بدأت موهبتها بالصعود وفي الثانوية لم تهتم كثيرا للموهبة أو حتى دراستها بسبب مرافقتها لوالدها أثناء رحلة علاجه لمصر والأحداث التي جرت في حزيران 2006 المتمثلة في الانقسام الفلسطيني .
لم يكن التحاقها لقسم الفنون الجميلة هو أساس الموهبة وتنميتها لان الدراسة كانت في الغالب نظرياً وتطبيق وليس صنع الموهبة أو التعديل عليها وإنما كانت نقل للإحساس المجرد فقط والعلامات التي حصلت عليها هي تقييم للوحات التي قدمتها  للجامعة .
الدكتور"إياد الصباح" هو من اكتشف موهبة النحت بداخلها وسعى في توصيلها إلى مكانه مرموقة ومعاقبة الأستاذ"محمد الضابوس" لها كانت كافية بعدم تكرار الأخطاء التي كانت تقع فيها فكان الهدف من المنحوتات التي صنعتها تجميل الأماكن وليس عبادتها أو تقليد لمخلوقات الله عز وجل كما يدعي البعض .
فكرت أن يكون  مشروع تخرجها من الجامعة بأن تجسد شيئاً من الجنة بعدة لوحات ولكن إدارة الجامعة قابلت الفكرة بالرفض وقدمت مشروعاً أخر بواقع خمسة عشر لوحة فنية تجسد فترة اللاوعي "السرحان" عند الإنسان وحصلت على أعلى العلامات برغم المشاكل التي كانت تعانيها إبان تلك الفترة .
بعد انتهاء الدراسة حاولت أن تجعل من الموهبة مصدر دخل لها و بحثت عن عمل إلا أن حالفها الحظ بان أدرج اسمها ضمن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في مشروع الرسم على الجدران .
رسمت أكثر من 150 لوحة لشخصيات اعتبارية وعالمية  وبعض من أصدقائها ووجدت الصعوبة الكبيرة أن ترسم نفسها حينما وقفت أمام المرآة وطلبت من احد الأطفال أن يرسم حلمه فرسم شيئا غريبا ولكنه كان معبراً عن واقعه الذي يعيشه مما دفعها أن تجسد حلمه في لوحة فنيه وتقدمها هدية له كما ورسمت لوحة تعتبر هي الأفضل ضمن أعمالها من وجهة نظرها حيث اللوحة جسدت راقصات الباليه والإيقاع الموسيقي الخاص بهن ولاقت اللوحة الكثير من إعجابها .
تأثرت " فرانس " كغيرها من الفنانين بمجريات الأمور من حولها وعبرت عن ذلك باستخدام الألوان فاللون الأسود يدلل على الوقار والهيبة والبنفسجي هو لون الحزن في عالم الفنانين وجسدت تأثير الواقع على نفسها بعد نهاية الحرب مباشرة في جداريه حملت فكرة الرفق بالإنسان والحيوان والشجر في رسالة منها أن كفاكم استهتارا بأرواحنا وممتلكاتنا وكان للحصار دور رئيسيا بأن يضيف شيئا جديداً لحياتها كفنانه .    تعلمت فن الرسم بالديكور وتصميم غرف الأطفال إضافة إلى الرسم والنحت ولكنها تعتقد بأنها لم تصل إلى الحد المطلوب في العمل على موهبتها وتنميتها وستسعى لذلك دوماً .  
عانت السالمى  من تجارب الحكم الإسلامي ووجهة نظرهم لأنهم لا يفهمون معنى الفن في الإسلام حتى هذه اللحظة فقد يلاقى الفنان بعض المضايقات نتيجة الفهم الخاطئ لأنه لا يوجد تعارض بين الدين والفن و أصعب ما واجهته في حياتها هو أن يقرر عنها  الآخرون  . 
"أمنة" برغم الشوط الطويل الذي قطعته في حياتها الفنية إلى أنها لا تستطيع رسم  وجوه من الخيال أو دون وجود صورة لهم أمامها ، ولكن للإبداع في حياتها بصمات واضحة علي مدار سنوات عمرها فكل عام توج بعدة لوحات ولكل لوحة قصة خاصة بها  . 
276
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد