يديعوت:حماس في أحضان القاهرة ودحلان كلمة السر
القدس / سوا / "تحديدا في الوقت الذي يحاول فيه أبو مازن الانفصال عن حماس ، تحدث سخونة في العلاقات بين التنظيم في غزة ومصر. نقلت مصر في الأسبوع الماضي نحو 2 مليون لتر سولار فيما بدأت حماس بناء المنطقة العازلة لمنع التهريب".
جاء ذلك في مستهل تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الاثنين 3 يوليو بعنوان "دفء في العلاقات:وفد من حماس يزور القاهرة".
وقال الصحفي "إلياؤر ليفي"، إنه على خلفية إقامة المنطقة العازلة على الحدود مع مصر لمنع التهريب ونقل مصر كميات كبيرة من السولار لغزة، خرج وفد رفيع من حماس أمس الأحد في زيارة للقاهرة للقاء مسئولين في المخابرات المصرية لبحث الانتشار الجديد للحركة على الحدود المصرية، و فتح معبر رفح وتوريد السولار من مصر للقطاع لتشغيل محطة الكهرباء.
أزمة الكهرباء
ويرى مراقبون أنه رغم الظروف الإقليمية والمحلية القاسية التي صعبت على حماس الوفاء بالحاجات الرئيسية لسكان غزة وخاصة الكهرباء إثر نقص الوقود، بعد توقف السلطة الفلسطينية عن دفع الضرائب على السولار لإسرائيل، وتهدد الرئيس الفلسطيني بوقف تمويل خطوط الكهرباء من إسرائيل إلى غزة، بدأت الحركة في النزول على المطالب المصرية، إذ جاء سفر وفدها للقاهرة لاستكمال ومتابعة التفاهمات التي تمت بين حماسومصر خلال زيارة قام بها وفد للحركة الشهر الماضي.
وفي الأيام العادية تزود إسرائيل القطاع بـ 123 ميجاوات من الكهرباء، من خلال 10 خطوط. فيما تنتج محطة كهرباء غزة 60 ميجاوات أخرى، وتعمل المحطة بنصف قوتها وتعتمد على السولار المستورد عبر إسرائيل. كذلك هناك أيضا 23 ميجاوات أخرى، يتم توريدها عبر خطين من مصر إلى القطاع إن لم تكن هناك مشاكل.
التقارب الجديد في العلاقات بين القاهرة وغزة عبر عن نفسه أيضا في بدء حماس في إقامة منطقة عازلة بين القطاع ومصر، لتأمين الحدود ومنع دخول السلاح وناشطي تنظيم "ولاية سيناء" الموالي لداعش من سيناء لغزة.
استياء في رام الله
وبدأت حماس في اتخاذ خطواتها الجديدة في وقت تبدي السلطة الفلسطينية في رام الله استيائها حول هذا التقارب. فقد حاول الرئيس محمود عباس (أبو مازن) بشتى الطرق الضغط على الحركة والعمل على تفاقم الظروف الإنسانية في القطاع، عبر وقف إمدادات السولار لتشغيل محطة الكهرباء، وإيقاف الدفع لإسرائيل نظير الكهرباء التي تنقلها لغزة من خلال خطوط ضغط عال مباشرة، فضلا عن تقليص كبير في رواتب الموظفين الحكوميين التابعين للسلطة الفلسطينية في القطاع.
ويطالب عباس الحركة بتفكيك اللجنة الإدارية التي شكلتها في مارس الماضي لإدارة قطاع غزة، والذي ينظر إليها في رام الله كحكومة ظل تدير شئون القطاع خلافًا للتفاهمات بين الطرفين التي تقضي بأنَّ الحكومة الفلسطينية هي المعنية أيضًا بإدارة شئون القطاع. وتزعمحماس من جانبها أن الحكومة الفلسطينية برام الله تهمل القطاع ولا تهتم بأي من شئونه.
محمد الهباش أحد مستشاري الرئيس عباس والمقربين منه، أبدى استياء النظام في رام الله من محادثات القاهرة بين حماس والمسئولين المصريين قائلا :”تدرك القيادة الفلسطينية أن مصر تحترم الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني. من غير المعقول أن توقع مصر على اتفاقات، إلا من خلال الممثل الشرعي والسلطة الفلسطينية".
وبحسب "يديعوت" فقد بحث وفد حماس ومسئولي المخابرات المصرية التفاهمات التي توصل إليها الطرفان خلال زيارة زعيم حماس الجديد في غزة يحيي السنوار والوفد المرافق له للقاهرة قبل شهر تقريبا.
وأضافت :”هناك لاعب آخر يعمل من خلف الكواليس لتحقيق تفاهمات بين غزة والقاهرة، هو محمد دحلان، غريم أبو مازن، الذي طُرد من حركة فتح وعلى علاقة وطيدة بالقيادة المصرية. دحلان التقى مع السنوار عندما كان في القاهرة".
وتؤكد مصادر إسرائيلية أن ثمة صفقة تجرى حاليا للدفع بمحمد دحلان بمباركة القاهرة، لتولي الشئون الخارجية لقطاع غزة، تمهيدا لخلافة الرئيس عباس في منصبه.