خبراء إسرائيليون: الخيار الأردني بدل دولة فلسطينية
القدس / سوا/ تساءل آساف غيبور الكاتب في موقع "أن آر جي" عن السبب في بقاء الأردن صامدا في مواجهة التغيرات المتلاحقة في المنطقة، رغم أن ما يحكم المملكة نظام يمثل أقلية سكانية، وزيادة التأثير لجماعة الإخوان المسلمين، بجانب الهجمات التي شنها تنظيم الدولة، وتوافد آلاف اللاجئين من سوريا.
وأضاف أن كل ذلك يجعل الأردن مهيأ للانهيار الداخلي بفعل الربيع العربي الذي عمّ المنطقة بأسرها، لكن الملك عبد الله ما زال ممسكا بالعرش، بل إن هناك احتمالية لأن يجعل تحت سيطرته أيضا الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وأوضح الكاتب أن إسرائيل باتت ترى أن الأردن قد يحل بعض مشاكلها الأمنية، من خلال طرح ما يعرف بالخيار الأردني الذي وضع على طاولة البحث في تل أبيب وعمّان في سنوات السبعينيات والثمانينيات، ووصل ذروته في اتفاق الملك حسين مع الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز، وها هو اليوم يعاد طرحه من جديد.
ونقل عن جدعون ساعر وزير الداخلية السابق والقيادي في حزب الليكود أن الفلسطينيين لا يستطيعون من تلقاء أنفسهم إقامة دولة خاصة بهم، مبديا معارضته للانسحاب إلى حدود العام 1967.
حل الدولتين
في وقت قال جون بولتون سفير الولايات المتحدةالسابق في الأمم المتحدة إن الأردن وإسرائيل مطالبان بتقاسم المسؤولية بينهما عن الضفة الغربية، بحيث تكون معظم أرجاء الضفة تحت السيادة الإسرائيلية، وباقي أجزائها تعود للسيادة الأردنية، كما كان عليه الوضع قبل حرب العام 1967، مما سيوفر رخاء اقتصاديا، ويوقف الفلسطينيين عن الركض خلف حل الدولتين.
لكن البروفيسور ميخائيل هرتسوغ الخبير في العلاقات الإسرائيلية الأردنية، لديه خيار آخر لا يتمثل بالعودة خمسين عاما إلى الوراء، من خلال دعوته لإقامة كونفدرالية أردنية فلسطينية، سبق أن تمت مناقشتها سابقا بين منظمة التحرير الفلسطينية والمملكة الأردنية، واليوم يعاد إحياؤها من جديد.
وأضاف أن الأردن لديه مصلحة في الدفع بهذه الفكرة إلى الأمام، لأن استمرار الفوضى في المنطقة قد تصل إليه، وستبقى الحدود المجاورة له تعاني من فقدان الاستقرار بسبب توافد هجرات فلسطينية إليه، مما سيؤدي أخيرا لتقويض وإنهاء الحكم الهاشمي، ولذلك سيكون من الأفضل للأردنيين السيطرة على الوضع الفلسطيني.
ومن جانبه قال موتي يوغاف عضو لجنة الخارجية والأمن التابعة لـ الكنيست إن هناك تعاونا أمنيا بين الأردن وإسرائيل منذ سنوات عديدة، ولذلك على المملكة أن تشكر تل أبيب على منعها وصول تنظيم الدولة لداخل حدودها.
أما عوديد عيران السفير الإسرائيلي الأسبق بعمّان فقال إن استقرار النظام الأردني مصلحة إسرائيلية، رغم وجود ثلاثة سيناريوهات، أولها إمكانية سقوط الأردن بيد تنظيم الدولة والجماعات الإسلامية المتطرفة، وهو ما لن تسمح به إسرائيل، وثانيها تحول الأردن لدولة فلسطينية، وهو احتمال سعت إليه بعض الحكومات الإسرائيلية لكن تبين لها لاحقا عدم فاعليته.
وثالث هذه السيناريوهات بقاء النظام الأردني الحاكم على حاله، وهو ما تشجع إسرائيل عليه وتبذل جهودها لبقائه، والأردن يدرك جيدا أنه مدين لإسرائيل بقدرته على الاستقرار طيلة الفترة الماضية.
المصدر: الجزيرة نت