البنك الإسلامي للتنمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يكرمون الرياديين الشباب

none

غزة / سوا / أطلق صندوق الٌأقصى بإدارة البنك الإسلامي للتنمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي/برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني، من خلال برنامج التمكين الاقتصادي للشعب الفلسطيني (DEEP)، والذي ينفذ بالشراكة مع مؤسسات الدولة الفلسطينية المختلفة، المرحلة الثانية من مشروعي بذرة (SEED) ومهارات (Maharat) والتي ستستمر حتى نهاية عام 2018 وذلك من خلال إفطار جماعي نظم لتكريم الرياديين الشباب الذين دخلوا سوق العمل معتمدين على رياديتهم والمهارات والمعرفة التي اكتسبوها في سياق البرنامج، حيث ارتأى الشركاء أن تشغيل الشباب ودعم وتطوير الريادية لديهم هو الطريق الصحيح لزيادة منعة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث أدى الحصار الإسرائيلي المستمر منذ عقد من الزمان إلى إضعاف وتقليص الاقتصاد الفلسطيني وزاد من التحديات الكبيرة مثل البطالة (٦٢٪) والتي تعتبر الأعلى نسبة في العالم.

وأشار السيد علي الحايك رئيس الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية خلال حفل الإطلاق إلى أن القطاع الخاص قد استفاد من الشراكة مع برنامج التمكين الاقتصادي للشعب الفلسطيني (DEEP)، حيث تم التركيز على ضرورة تغطية الحاجة الملحة للقطاع الصناعي من المهارات والقدرات العلمية للعديد من الصناعات والتي يصعب توفيرها في ظل الحصار الخانق على قطاع غزة، وهذه المقاربة ستؤدي إلى توفير فرص عمل للشباب وتطوير الصناعات المحلية في نفس الوقت.  وقدم شكره لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الإسلامي للتنمية للعمل على تزويد الشباب والذين ينحدرون من أسر فقيرة بالفرصة للتزود بالمعرفة والمهارات المطلوبة والتي تؤهلهم للولوج إلى سوق العمل في إطار معادلة تعمل على تطوير الصناعات المحلية من خلال حلول إبداعية يقدمها هؤلاء الشباب.

وقال إن مرحلته الأولى، عمل مشروع مهارات بالشراكة مع الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية على تطوير قدرات 120 شاب وشابة من خلال تدريبهم على مهارات إدارية ومالية وريادية، ومن ثم تم اختيار 16 مشروع تم دعمهم لإطلاق أعمالهم وشركاتهم الخاصة بحيث تم احتضان سبعة منهم داخل حاضنة مهارات، وقد تم تنفيذ هذه الأنشطة بميزانية تقدر ب 150 ألف دولار، بحيث تم استهداف الشباب والشابات في أربع قطاعات رئيسية وهي قطاع الأزياء والأثاث والتصميم الداخلي وقطاع الطباعة والتصميم وقطاع الألومنيوم والتصميم الخارجي. أما المرحلة الثانية فستضم قطاعات جديدة منها صناعة مستحضرات التجميل والصناعات البلاستيكية والدعاية والإعلام.

وأضاف أن مشروع بذرة (SEED) فيعد أحد المشاريع الريادية التي تحتضنها حاضنة الأعمال والتكنولوجيا BTI  في الجامعة الإسلامية بغزة، ويستهدف المشروع الشركات الريادية الناشئة، والأعمال الصغيرة  بما يسهم في تمكين وتطوير الاقتصاد ونشر الوعي لمفهوم الريادة وتطوير الأعمال في دولة فلسطين. ويهتم المشروع بالأفكار الريادية الإبداعية بهدف دعمها وتطويرها بحيث تصبح قادرة على المنافسة، والاندماج في سوق العمل.  قام المشروع في مرحلته الأولى بتوفير البيئة المناسبة ل 16 شاب وشابة لإقامة وتطوير الأفكار الإبداعية وتحويلها إلى مشاريع ريادية عن طريقة حاضنة الأعمال، ومنح القوة للمشاريع القائمة عن طريق الدعم الفني من خلال التدريب المكثف والتوجيه لأصحاب المشاريع، وتقديم الدعم المالي والتشبيك بين المستثمرين. وسيستمر المشروع في مرحلته الثانية بنفس الآلية بحيث سيتم تدريب 40 شاب وشابة ومن ثم اختيار 16 مشروع ليتم احتضانهم.

وفي حديثه قال الدكتور عادل عوض الله رئيس الجامعة الإسلامية في غزة أن برنامج بذرة (SEED) قد ساعد على مواجهة تحديات اقتصادية اجتماعية في دولة فلسطين ابتداء من تشغيل الشباب واندماج الخريجين الجامعيين مع سوق العمل.  وإنه لمن دواعي فخر الجامعة واغتباطها تطوير واعتماد هذا النموذج وإدماج قدرات وخبرات شركاء آخرين فيه.

 وأكد دورنا في هذا المشروع أن الجامعات يقع على عاتقها مسؤولية مهمة في تلاحق الخبرة والمعرفة والتشبيك  لأجل الصالح العام.

يقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، منذ عام 2006، بتنفيذ برنامج التمكين الاقتصادي للشعب الفلسطيني الذي أرسى البنية التحتية من خلال الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني لمنهجية محكمة للتمكين الاقتصادي للشباب والنساء والأسر الفقيرة.  كذلك أدى التعاون المشترك بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الإسلامي للتنمية لتطوير مسارات التمكين الاقتصادي للمجتمعات والأسر التي تعاني من الفقر.  وهذه الشراكة والتعاون ستساعد دولة فلسطين ودول أخرى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs) في مكافحة الفقر والنمو الاقتصادي وإيجاد فرص العمل الكريم وانحسار اللامساوة بالإضافة إلى تمكين المرأة.

وشكر السيد باسل ناصر مدير مكتب غزة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي خلال حفل الإطلاق البنك الإسلامي للتنمية على دعمه لمشاريع خلق فرص عمل مستدامة للشباب وتمكينهم اقتصاديا، حيث قال "يعيش الشباب في قطاع غزة ظروفا استثنائية بحيث وصلت نسبة البطالة بينهم إلى ما يزيد عن 60%، ولهذا كان لزاما علينا أن نفكر بطريقة أخرى لربط الشباب بمجالات جديدة وتشجيعهم على العمل خارج أسواق غزة وداخلها أيضا، ومن هنا تميز الشباب والشابات في مشاريعهم التي تدر دخلها عليهم وعلى عائلاتهم ومن يعملون معهم أيضا."

 وأشار السيد باسل ناصر أن النماذج التي احتفل البرنامج بتكريم روادها وريادييها اليوم هي نماذج ساعدت على تعزيز التداخل البناء بين قطاعات مجتمعية مختلفة مثل القطاع الخاص بما يكمن فيه من فرص والأهلي (الجامعات) بما تملكه من معرفة وخبرات تحت مظلة القطاع الحكومي ممثلاً في وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة العمل.

ويرى الشباب المحتفى به أن الخطوات الجديدة التي يتخذها البرنامج بالتعاون مع القطاع الخاص والجامعات لتوجيه التدريب نحو فرص عمل، ضمن نظرة شاملة لاحتياجات السوق، يمهد لتطور مهم في نوعية الخدمة التي يقدمها البرنامج وفي الشراكة القائمة عليه. 

ويعمل عدد من شركاء البرنامج في هذا السياق على شراكات لتجويد تصميم برامج تنمية المهارات وصقلها لدى الشباب الفلسطيني، والاستثمار في مراكز التدريب وتزويدها بأحدث التكنولوجيات، ودعم تنمية المناهج القائمة على الطلب وتدريب المدربين تماشيا مع الممارسات الصناعية الحديثة، وإرشاد القطاع الخاص لرواد الأعمال وربطهم بالأسواق وفرص التمويل، للقضاء على ظاهرة "المتدربين العاطلين عن العمل". وبناء على ذلك، يتطلع الشباب الفلسطيني عامة، وفي قطاع غزة خاصة، إلى أن يقود برنامج التمكين الاقتصادي مبادرات أقوى أثرا لتنمية القدرات في مجال اكتساب المهارات لتعزيز مشاركة الشباب في التنمية المحلية.

 هذا وقد نجح برنامج التمكين الاقتصادي للعائلات المنتجة (DEEP) بإدماج حوالي 23,000 أسرة فلسطينية في سوق العمل من خلال تنفيذ 14,300 مشروع اقتصادي مدر للدخل في جميع القطاعات الاقتصادية من زراعة وصناعة وخدمات والتي أدت إلى توفير حوالي 45,000 فرصة عمل في الضفة الغربية وقطاع غزة و القدس بالإضافة الي مساهمته في تأهيل 914 منزل تضرر خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة ودعمه المتواصل لبرنامج الفاخورة للمنح الدراسية والتمكين حيث يحصل الطلاب على منح دراسية كاملة تأهلهم لخوض غمار سوق العمل.

ومن الجدير ذكره أن وفد رفيع المستوى من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) قد شارك في الاجتماع السنوي الأخير للبنك الإسلامي للتنمية والذي عقد في جدة في أيار، 2017 والذي طرحت فيه الخطة الخمسية من قبل معالي رئيس البنك السيد بند بن حجار.

و أشار رئيس البنك إلى ضرورة بناء وتطوير الشراكة الفاعلة بين القطاعين الحكومي والخاص، وشدد معالي رئيس البنك على التداخل البناء بين ممثلي هذين القطاعين للمساهمة في بناء القدرات والاستفادة من الأفكار الجديدة والتطورات التكنولوجية المعاصرة بالتزامن مع الممارسات والتطبيقات العملية الحديثة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد