مركز الأمل لعلاج الإدمان: جهود لعلاج الإدمان من جذوره
غزة / سوا / افتتحت الإدارة العامة للصحة النفسية في وزارة الصحة في منتصف يناير الماضي مركز الأمل لعلاج الإدمان، ويشكل خطوة مميزة لوزارة الصحة نحو دعم الشباب جسدياً ونفسياً للخروج من كهف الإدمان إلى ربوع الحياة الصحية الآمنة.
و ذكر رئيس قسم تطوير خدمات الصحة النفسية أ. هشام المدلل أن المركز يتكون من فريق علاجي متكامل يشمل طبيب وممرض وأخصائي اجتماعي وأخصائي نفسي يتعاونون لمعالجة المريض وإعادته لحياته الطبيعية بدءاً من علاجه جسدياً ونفسياً حتى خروجه ومتابعة حالته بعد الخروج.
وأشار أ. مدلل أن العلاج يبدأ بإجراء فحص أولي للمريض للتعرف على المادة التي كان يتعاطاها ومن ثم وصف الأدوية الملائمة لسحب السمية من جسد المريض وتحديد الجرعة المناسبة للمريض وفقاً لنوع مادة وفترة الإدمان. وأكد أ. مدلل أن المركز يقوم بمتابعة يومية للأعراض الانسحابية التي تظهر على المرضى كفقدان الشهية وعدم القدرة على النوم وغيرها ويعمل على التخفيف منها من خلال الأدوية المناسبة وكذلك من خلال الاهتمام بالتغذية الصحية للمرضى، بالإضافة إلى جلسات العلاج النفسي الموازية للعلاج الجسدي.
وقال أ.مدلل أن آلية المركز في العلاج تقوم على بقاء المريض داخل المركز خلال فترة العلاج التي تستمر لمدة شهر بهدف توفير الأجواء الصحية والنفسية الملائمة وإبعاده عن الأجواء السلبية التي كانت سبباً في توجهه للإدمان، مشيراً إلى أن المريض يستمر في التواصل مع عائلته هاتفياً وقد يسمح المركز ببعض الزيارات من قبل الأهل بشكل محدود وتحت إشراف الأخصائي الاجتماعي لمنع أي تدخلات من الأهل قد تؤثر على حالة المريض دون قصد.
وذكر أ. مدلل أن أغلب الفئات التي تتوجه للمركز هم من فئة الشباب الذين يتوجهون للمركز من تلقاء نفسهم أو بدعم وتشجيع من عائلاتهم، مؤكداً أن المركز لا يجبر المريض على الدخول في المركز ويستقبلهم بشكل طوعي، كما يقوم المركز بالترويج لفكرة العلاج من الإدمان وإعلام الناس بوجود المركز وما يقدمه من خدمات من خلال اللقاءات التثقيفية في المؤسسات والجامعات والمدارس. وأضاف أ. مدلل أن المركز استقبل خلال الربع الأول من العام 35 مريضاً تم معالجتهم بنجاح.
وعن الخطط المستقبلية، قال أ. مدلل أنه قدم مقترح لمشروع مركز وطني تخصصي لعلاج وتأهيل المدمنين ويأمل أن تقوم إحدى الجهات المعنية بتبنيه نظراً لحاجة قطاع غزة لمركز متخصص يقوم على تقديم علاج متكامل للمريض يمتد لعلاج المسببات والظروف السيئة التي كانت سبباً في توجهه للإدمان بشكل يضمن عدم حدوث انتكاسة للمريض بعد عودته لحياته الطبيعية، مشيراً إلى أن نسبة 65% من المدمنين في العالم يتعرضون للانتكاسة والعودة للإدمان مرة أخرى بسبب عدم علاج مسببات الإدمان من جذورها.
وحول أزمة الدواء الحالية، قالت رئيسة قسم الصيدلة بالإدارة العامة للصحة النفسية د. ريم الأعرج أن الإدارة العامة للصحة النفسية بدأت تعاني من نقص بعض الأدوية منذ قرابة الشهرين، مشيرة أن الإدارة تواجه نقصاً في مضادات الاكتئاب ومضادات الدهان طويلة المفعول وبعض أدوية الباطنة والفطام.