مفكر فرنسي: أبواب جهنم ستفتح بالمنطقة إذا لم يتم حل الدولتين

برنار هنري ليفي

القاهرة / سوا / اعتقد الكاتب والمفكر الفرنسي، برنار هنري ليفي، أن حل الدولتين لا يزالُ ممكنًا ولم يمت بعد، قائلاً: "طالبتُ بهذا الحل منذ 40 عامًا.. وإذا لم يتم حل الدولتين فإن أبواب جهنم ست فتح في المنطقة عاجلاً أم آجلاً".

وقال ليفي خلال "لقاء خاص"، المذاع على شاشة "الغد" الإخبارية،: "أريد قيام دولتين ديمقراطيتين وليست دولة ديمقراطية واحدة"، مضيفًا أن هناك عقبتين في مواجهة حل الدولتين، الأولى هي السياسة غير المسئولة للحركة الفلسطينية منذ سنوات عديدة، فالقادة الفلسطينيون كانوا أكثر اهتمامًا بالتجوال في عواصم العالم حاملين مشعل ثورة غير حقيقية بدلاً من التركيز على بناء دولة، أما العقبة الثانية فهي سياسة حكومة اليمين الإسرائيلي وبناء المستوطنات، لذلك أعتقد أنه يمكن التغلب على هاتين العقبتين، فيمكن أن نرى غدًا قيادة فلسطينية تقرر فعليًا العمل من أجل السلام، وقيادة إسرائيلية تُقرر تفكيك المستوطنات وتقترح تبادلاً ذكيًا للأراضي.

وأضاف ليفي، أنه أيّد دائمًا عملية السلام، وساند المبادرة السلمية التي أطلقها يوسي بيلين وياسر عبد ربه عام 2000 في جنيف، إذ كان أحد سفراء هذه المبادرة في أوروبا مع كل من برنار كوشنير وبروكسمان، وقال بكل تواضع أنني دعمت خطة جنيف بكل قوة في أوروبا وإسرائيل وفلسطين، وفي عام 2002 قدمت مرافعة عن مبادرة جنيف بيرزيت في رام الله .

وأوضح ليفي، أنه مع التدخل في حالة عدم وجود حلول أخرى، وفي حالة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية كما كان الأمر في ليبيا وهو اليوم في سوريا، أما في حالة الحرب المتكررة بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ عقود طويلة فإننا لا نواجه وضعًا مماثلاً لمثل هذه الجرائم الجماعية، فمثل هذه المشكلة يجب أن يتم حلها حول مائدة التفاوض. 

وتطرق ليفي، إلى أن البعض يُريد تصويره على أنه المثقف اليهودي الذي يعمل لصالح قوى أجنبية ويتلاعب بمصائر البشر، وأن كل ذلك يُعبر عن حالة من الغباء لا معنى لها، أما تشبيهي بـ لورانس العرب فهذا شرفٌ لا داعي له فهو بطل بالنسبة ليّ كرس جزءًا من حياته لصالح شعب لا ينتمي إليه، وأنه رجلٌ فكر وفعل أوروبي وبريطاني وهناك أمثلة أخرى مثل بايرون الذي عمل لصالح الشعب اليوناني أو أندريه مالورو الذي دافع عن الجمهورية في إسبانيا.

واعتقد ليفي، أن حالة التناحر بين اليهود والعرب هي حالة مؤقتة في تاريخ البشرية، موضحًا أن العداء بين الشعبين العربي واليهودي ليس سوى حلقة من حلقات التاريخ، وهذه هي العبرة التي نخرج بها من تلك الرواية الخاصة بهاجر وإسماعيل حينما كان الموت عطشًا يحيق بهما، وحينما فجر الله لهما ينبوع ماء لكي ينقذهما برغم اعتراض الملائكة الذين احتجوا بأن العرب واليهود سيتحولون إلى أعداء بعد آلاف السنين.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد