رغم اجراءات الاحتلال: الآلاف يصلون الجمعة في الحرم الابراهيمي
الخليل/سوا/ رغم عراقيل الاحتلال، وحواجزه العسكرية، وطائراته المزودة بكاميرات التصوير الإلكترونية، وانتشار جنوده المدججين بالسلاح في محيط الحرم الابراهيمي وسط مدينة الخليل، أم الحرم في الجمعة الاولى من شهر رمضان اليوم ما يزيد عن 10 آلاف مصل زحفوا من محافظة الخليل وخارجها.
وعلى بوابات الحرم الخارجية وقف جنود الاحتلال المدججين بأسلحتهم في استفزاز لمشاعر المصلين، يغلقون الابواب الالكترونية تارة ويفتحونها أخرى لتفتيش المصلين الذين اكتظت بهم أروقة وباحات الحرم الداخلية، وساحاته الخارجية التي غصت بالمصلين من النساء والأطفال والشيوخ رغم إجراءات الاحتلال وتنغيصاته المختلفة.
أثناء عبورها ما يسمى حاجز "أبو الريش" المقام على المدخل الجنوبي للبلدة القديمة قالت الحاجه أم عيسى أبو قويدر (62 عاما) لــ"وفا" وهي تسير برفقة زوجها وأحفادها "ما أجمل الحرم في رمضان، الحياة تعود اليه كما كانت قبل الاحتلال، نحن أهل الحرم هذا البيت بيتنا مرقد الانبياء وزوجاتهم، أولادنا وأحفادنا ونحن نحمل أمانة المحافظة عليه وحمايته من الاحتلال، علينا التوافد عليه لزيارته والصلاة فيه طوال ايام العام".
وخلال جلوسهما برفقة عدد من افراد عائلاتهما في ساحات الحرم الخارجية قال المواطنان جهاد ابو سليمة (50عاما) ومحمد مجاهد التميمي (48عاما) لــ"وفا" الحرم ينبض بأهله، اجواء رمضانية غاية في الروعة والجمال "علينا نحن كفلسطينيين ان نحافظ على مقدساتنا وان نشد الرحال اليها".
أكثر من 10 آلاف مصل أم الحرم الابراهيمي في الجمعة الأولى من الشهر الفضيل، تفتيش الاحتلال لجميع المواطنين الذين يدخلون منطقة الحرم واجراءاته وعرقلته المعهودة منذ سنين لم تثني اهل الخليل من القدوم الى حرم ابيهم ابراهيم عليه السلام هذا ما قاله خطيب ومدير ورئيس سدنة الحرم الابراهيمي الشيخ حفظي أبو اسنينة لـ "وفا"،
واضاف، نحن احق بهذا المسجد من اليهود وغيرهم.. اوقاف الخليل وضعت برنامجا مكثفا للشهر الفضيل، وارادة الناس منذ بداية رمضان قوية وأتمنى أن لا تلين لتصل الرسالة للاحتلال ان هذا المكان سيبقى اسلاميا خالصا كما كان عبر التاريخ.
وعبر مدير اوقاف الخليل، اسماعيل ابو الحلاوة، في حديثه لــ"وفا" عن فرحته بجموع المصلين الذين زحفوا صوب الحرم الابراهيمي مع ساعات الصباح قائلا "الساحات الخارجية والداخلية والباحات جميعها ملئى بالمصلين المسلمين، هذا افضل رد على الاجراءات الاحتلالية وتدنيس المستوطنين للحرم الذين اقاموا في الفترة الاخيرة داخل باحاته وساحاته حفلات صاخبة لا تليق بقدسيته ومكانته الدينية.
وناشد خطيب الجمعة الشيخ حمدي الزغير، كل من يستطيع الوصول إلى الحرم الإبراهيمي المواظبة على شد الرحال إليه من أجل حمايته من اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه المتزايدة والتي تهدف في مضمونها الى ابعاد المسلمين عنه وإفراغه من اهله الاصليين.
وفي دلالة على التنظيم والاستعداد الجيد لاستقبال المصلين خلال الشهر الفضيل، اصطف العشرات من متطوعي الهلال الاحمر بالقرب من مدخل الحرم لمساعدة المواطنين وتقديم كل ما يلزم لمساعدتهم وإرشادهم.
وقال منسق متطوعي الهلال الاحمر جودت المحتسب لـ"وفا" لدينا عدة فرق يبلغ عدد العاملين فيها نحو 130 فردا، انتشروا مقسمين في مجموعات للإسعاف ولتنظيم دخول المواطنين الى الحرم والخروج منه وللمساندة في فرش الساحات الخارجية، ومساعدة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة الى وجود عدد من سيارات الاسعاف في محيط البلدة القديمة والحرم للتعامل مع اي حدث طارئ على الفور.
وعقب تخطيه حاجز الاحتلال العسكري "ابو الريش" قال رئيس بلدية الخليل تيسير ابو اسنينة لــ"وفا" التواجد في البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي هو أفضل سبيل لمنع إجراءات واعتداءات الاحتلال المتواصلة عليهما، لذلك على اهالي الخليل اولا ومحافظاتنا الفلسطينية ثانيا والعالم الاسلامي ثالثا التوافد بكثافة على الحرم لزيارته والصلاة فيه "الحرم روح الخليل والبلدة القديمة قلب المحافظة".
وتابع قائلاً، نحن في بلدية الخليل جاهزون مع شركائنا من مؤسسات البلد، لتقديم كل ما يحتاجه الحرم من إعمار ومتطلبات وفق ما نستطيع لحمايته من التهويد.