يدلين: صفقة الأسلحة مع السعودية لا تشكل خطرا على إسرائيل
القدس / سوا / قال رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) السابق، والذي يترأس اليوم "المعهد لدراسات الأمن القومي" (INSS)، عاموس يدلين إن الوسائل القتالية التي ستتسلمها السعودية في إطار صفقة الأسلحة الضخمة بين الولايات المتحدة والسعودية لا تشكل خطرا على إسرائيل.
تأتي تصريحات يدلين هذه رغم ضخامة الصفقة التي تقدر قيمتها بمئات المليارات من الدولارات.
وقال يدلين لصحيفة "هآرتس" إن "الحديث عن منظومة THAAD لاعتراض الصواريخ البالستية، ودبابات تعرف إسرائيل كيف تعالجها، واحتمال وصولها إلى هنا ضئيل جدا، إضافة إلى مروحيات بلاك هوك، وهي أسلحة يجب ألا تقلق إسرائيل".
وأضاف أن بعض منظومات الأسلحة هذه مخصصة للدفاع من الصواريخ التي تطلق من قبل الحودثيين في اليمن.
وبحسبه فإن الصفقة السابقة التي وقعتها الإدارة الأميركية مع السعودية، والتي اشتملت طائرات "أف 15" متطورة من طراز "أس" وتسليحات دقيقة، أهم من الناحية الأمنية.
وبحسب الصفقة المشار إليها، والتي وقعت في العام 2010، تسلمت السعودية طائرات قتالية من طراز "أف 15" و 132 طائرة "أباتشي" و"بلاك هوك". وفي حينه حاولت إسرائيل الاعتراض على الصفقة، إلا أن الإدارة الأميركية رأت فيها محاولة لتعزيز قوة سلاح الجو السعودي في مواجهة نظيره الإيراني.
وقال يدلين إنه "إذا تمكنت إسرائيل في حينه من التوصل إلى تفاهمات مع الأميركيين حول كيفية الحفاظ على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي، فإن الحديث سيكون عن خطوة بسيطة مع الصفقة الجديدة".
ونقلت الصحيفة عن مصادر في الأجهزة الأمنية قولها إن تنظر إلى السعودية كدولة لا تشكل "تهديدا مباشرا" على إسرائيل، وتصنف في منزلة مصر التي تحصل إلى أسلحة غربية متطورة في السنوات الأخيرة، ولكنها موقعة على اتفاقية سلام مع إسرائيل.
وفي حين ألمحت الصحيفة إلى أنه من الجائز أن تكون إسرائيل في انتظار الوقوف على تفاصيل رسمية بشأن الصفقة، فإن تقارير تحدثت عن تخصيص 250 مليون دولار لبرامج تدريب سلاح البحرية السعودي.
وقال يدلين "مثل أي مسألة أمنية، هناك مركبات كثيرة، بعضها إيجابي وبعضها ينطوي على أخطار"، مضيفا أنه يعتقد أنه "يجب أن نرى في هذه الصفقة، أولا، المصالح المشتركة التي نشأت بين إسرائيل والسعودية إزاء التهديدات المركزية في الشرق الأوسط".
وأضاف أن "السعودية ليست دولة عدو فعالة اليوم"، ولكنه أشار إلى أن "دولة مثل السعودية تواجه مشكلة الاستقرار. وفي حال حصل تغيير في النظام، فإن الأسلحة، في هذه الحالة، ستقع في أيدي نظام أكثر عداء لإسرائيل، ولكن هذا الاحتمال ليس عاليا". على حد قوله.
وتابع أنه في هذه الحالة ستتوقف الولايات المتحدة عن تزويد السعودية بقطع الغيار ومواد الإرشاد، وسيتوقف عمل الطواقم الجوية الأجنبية.
إلى ذلك، تحدث يدلين عن مخاوف من وسائل قتالية يتوقع أن تصل إلى السعودية، في إطار الصفقة، ولم يتم الإدلاء بأية تفاصيل بشأنها.
يذكر أنه عندما تم التوقيع على الصفقة السابقة، فقد تعهدت الولايات المتحدة بأن تكون إسرائيل أول دولة تحصل على منظومات أسلحة حديثة. وهذا ما حصل مع طائرات "أف 35"، حيث أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك هذه الطائرة، إلى جانب تركيا التي تنوي الحصول على 100 طائرة من هذا النوع.
وكانت قد تحدثت تقارير عن رغبة السعودية في شراء طائرات "أف 35"، ولكنها لم تحصل على موافقة أميركية.
إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أنه في صفقات أسلحة سابقة، وبسبب التحفظات والمخاوف الإسرائيلية، فقد فرضت قيود أخرى على سلاح الجو السعودي. وبضمن ذلك، صفقة طائرات "أف 15" في سنوات الثمانينيات، حيث التزمت السعودية بعدم نشر هذه الطائرات في قاعدة "تبوك" الأقرب على إسرائيل، علما أن ذلك لم يعد ذا صلة اليوم بسبب قدرات التزود بالوقود في الجو، إضافة إلى إمكانية التزود بحاويات وقود إضافية يمكن ملاءمتها للطائرة بما يسمح إطالة زمن المكوث في الجو، بيد أن الولايات المتحدة فرضت قيودا على مبيعات حاويات من هذا النوع.