غزة: اتحاد البلديات يطلق نداء استغاثة عاجل لتجنب حدوث كارثة إنسانية

اتحاد البلديات

غزة / سوا / أجرى اتحاد بلديات قطاع غزة، سلسلة اتصالات ولقاءات مع جهات عربية ودولية، ومؤسسات ومنظمات الأمم المتحدة، لإطلاعهم على صورة الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها سكان القطاع، وتأثر الخدمات الأساسية، نتيجة تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي.

وزار رئيس الاتحاد م. نزار حجازي، على رأس وفد من رؤساء البلديات الكبرى، مكاتب مؤسسات ومنظمات دولية، لإطلاعها على الأوضاع الحالية وتأثيرات الأزمة على الخدمات الأساسية، ولاسيما توصيل المياه ومعالجة وضخ الصرف الصحي وجمع النفايات.

وأطلق نداء استغاثة عاجل لتجنب حدوث أزمة إنسانية في قطاع غزة، في حال توقف الخدمات الأساسية للبلديات، نظرًا لتفاقم أزمة الكهرباء وعدم توفر الوقود اللازم لتشغيل المولدات الاحتياطية لضمان استمرار عمل آبار المياه ومضخات الصرف الصحي.

وحذر من تدهور الأوضاع بشكل كبير، نتيجة ازدياد ساعات قطع التيار الكهربائي لمدة تزيد عن 18 ساعة يوميًا، والاعتماد بشكل كبير على مولدات الكهرباء الاحتياطية لتشغيل آبار المياه ومحطات الصرف الصحي، ما أثر بشكل كبير على مستوى الخدمات المقدمة.

وأوضح أن بلديات القطاع -البالغ عددها 25 بلدية- تقدم الخدمات الأساسية، وخاصة المياه، والصرف الصحي، وجمع النفايات الصلبة، لما يزيد عن 2 مليون نسمة، مشيرًا إلى اعتماد تلك الخدمات بشكل أساسي على الكهرباء والمحروقات.

وبين أن معدل الاستهلاك اليومي للوقود اللازم لتشغيل مرافق المياه والصرف الصحي يصل إلى 15 ألف لتر يوميًا، وفي حال عودة جدول التيار الكهربائي إلى 8 ساعات وصل مقابل 8 ساعات قطع فإن معدل الاستهلاك سيبلغ 8 آلاف لتر يوميًا .

ولفت النظر إلى الوضع الاقتصادي المتردي لسكان قطاع غزة، وعدم مقدرة المواطنين على تسديد فاتورة خدمات البلدية، الأمر الذي يترتب عليه عدم مقدرة البلديات على شراء الوقود نظرا لنقص الإيرادات والحاجة للمساعدة في توفير مادة الوقود لتشغيل المرافق الأساسية.

وناشد حجازي هذه المؤسسات بالتدخل العاجل لتوفير الوقود اللازم بمعدل 450 ألف لتر شهريًا لكافة بلديات قطاع غزة، لتجنب حدوث كوارث صحية وبيئية محتملة، نتيجة عدم قدرة البلديات على الاستمرار في تقديم الخدمات الأساسية وتوقف عمل مضخات الصرف الصحي وآبار المياه.

ومن أبرز الجهات الأممية والدولية التي بعثت إليها البلدية برسائل حول الأزمة، المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف ، ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الأراضي المحتلة روبرت بايبر، ومفوض عام وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا " بيير كرينبول، ومدير عمليات الوكالة في غزة بو شاك، والممثل الخاص لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) روبيرتو فالنت.

كما أرسلت رسائل مماثلة لبعثة الصليب الأحمر الدولي في غزة، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة (أوتشا)، ومؤسسة التعاون، والمؤسسات القطرية العاملة في قطاع غزة، وصندوق تطوير وإقراض البلديات.

كذلك أرسلت البلدية رسائل لرؤساء البلديات التي تربطها علاقات توأمة مع بلدية غزة، كبلدية برشلونة (أسبانيا) وبلدية دنكرك (فرنسا)، وبلدية ترومسو (النرويج) وبلدية تورينو (إيطاليا)، وبلدية كشكايش (البرتغال)، فضلا عن منظمة المدن المتحدة والسلطات المحلية (UCLG).

تدخل عاجل

وفي رسالة منفصلة؛ خاطب رئيس بلدية غزة ورؤساء البلديات الكبرى، ممثليات وقنصليات عدد من الدول الأوروبية والأجنبية لدى دولة فلسطين بخصوص الأزمة الحالية، وتأثيراتها الخطيرة على سكان قطاع غزة.

وطالب حجازي في رسالته، هذه الدول بالتدخل العاجل لحل هذه الأزمة وتوفير الطاقة في أسرع وقت، لمنع أي تدهور آخر في القطاع المحاصر إسرائيليا منذ سنوات.

وأشار إلى تأثير خصم 30% من رواتب موظفي السلطة وانتهاء منحة الوقود التركية والقطرية لمحطة توليد الكهرباء، والتهديد بقطع التيار الكهربائي القادم من الأراضي المحتلة بناء على قرار من السلطة بوقف دفع قيمة ما يتم توريده من الاحتلال.

وشدد على ضرورة حث السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي لعدم اتخاذ إجراءات لوقف تزويد قطاع غزة بالتيار الكهربائي القادم من الأراضي المحتلة، والضغط على السلطة لإعفاء وقود محطة توليد الكهرباء من الضرائب للمحافظة على مستوى الخدمات المقدمة.

يذكر أن اتحاد بلديات قطاع غزة، قد عقد في 19 ابريل الماضي، مؤتمرًا صحفيًا، حذر فيه من وقوع أزمة حقيقية جراء تجدد أزمة الكهرباء والتي تؤثر بشكل كبير على جودة الخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين، خاصة وأن كافة مرافق البلديات وأعمالها مرتبطة بالكهرباء، مؤكدًا في الوقت ذاته، أن كافة البلديات تعمل جاهدة للحفاظ على الحد الأدنى من الخدمات.

اشتداد الأزمة

كما استقبل حجازي في مكتبه؛ مدير عمليات وكالة الغوث "الأونروا" في غزة، بوشاك، بحضور رؤساء البلديات الكبرى، وأطلعه على حجم الأزمة الحالية والأوضاع الصعبة التي تمر بها بلديات القطاع جراء تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي وشح الوقود.

وأوضح أن الأزمة تشتد يومًا بعد يوم والصعوبات تزاد وتمس عمل البلديات وخدماتها الأساسية للمواطنين، رغم أن اتفاقيات حقوق الإنسان نصت على عدم المساس بها في أي وقت من الأوقات حتى في أحلك الظروف وأصعبها.

من ناحيته؛ أشاد بوشاك بجهود البلديات في تقديم الخدمات للمواطنين رغم الأزمة الحالية التي تعصف بقطاع غزة، مؤكدًا على ضرورة إجراء نقاش معمق في هذه الظروف الصعبة، للوصول إلى نتائج للخروج من الأزمة الراهنة.

وشدد المسؤول الأممي على ضرورة رفع هذه الأزمة التي وصفها بـ"أسوأ أزمة يمر بها قطاع غزة"، إلى مستويات "أساسية أعلى".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد