الإدارة العامة للمعاهد الأزهرية في فلسطين تفتتح دار الإمام الشافعي الأزهرية للعلوم الشرعية

none

غزة / سوا / افتتحت الإدارة العامة للمعاهد الأزهرية في فلسطين أمس الأربعاء، تمام الساعة الحادية عشرة صباحاً دار الإمام الشافعي الأزهرية للعلوم الشرعية، تحت رعاية الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين ورعاية فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أ. د. أحمد الطيب.

وبدأت مراسم الاحتفال بقص شريط الافتتاح والتعريف للدار لضيوف الحفل ممثل فخامة الرئيس محمود عباس الدكتور كمال الشرافي، وممثل قاضي قضاة فلسطين الأستاذ الدكتور محمود الهباش فضيلة الشيخ مازن الأغا، والأستاذ عادل عبد الرحمن رئيس جمعية الصداقة المصرية الفلسطينية ورئيس الجالية المصرية، وبدأ الحفل بالسلام الوطني الفلسطيني.

حيث استهل عريف الحفل الأستاذ مهيب القانوع حديثه عن قدر العلماء، متحدثاً عن احتفال المعاهد الأزهرية في فلسطين دار الإمام الشافعي، الإمام الجليل الذي ملئ الأرض علماً، الإمام الشافعي الذي ولد في غزة وخرج منها مرتحلاً في طلب العلم، الإمام الشافعي القائل: وإني لمشتاق لأرض غزة وإن خاني بعد التفرق كتماني، سقي الله أرضاً لو ظفرت بتربها كحلت به من شدة الشوق أكفاني، مؤكداً أن المعاهد الأزهرية تعطي اهتماماً لدار الإمام الشافعي، تمجيداً منها لهذا الصرح التاريخي العظيم، الذي ولد فيه الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله، حيث ضمنت الدار بين جنباتها ضريح ابنته السيدة أسيا، وخادمه الشيخ عطية، رحمهما الله تعالى، مؤكداً أن المعاهد الأزهرية تصون هذه الدار كما تصان بيوت العظماء، حتى تجعلها بهجة للناظرين، لتكون مفخرة لكل الأجيال القادمة ورحب بالحضور الكريم كل باسمه ولقبه وبدأ الحفل بقراءة آيات عطرة من الذكر الحكيم قرأها مقرئ المعاهد الأزهرية الشيخ عمار الرفاتي.

وتحدث فضيلة الشيخ الدكتور عماد يعقوب حمتو عميد المعاهد الأزهرية في فلسطين مرحباً بالضيوف الكرام ممثل فخامة الرئيس محمود عباس الدكتور كمال الشرافي، وممثل قاضي قضاة فلسطين الأستاذ الدكتور محمود الهباش فضيلة الشيخ مازن الأغا، والأستاذ عادل عبد الرحمن رئيس جمعية الصداقة المصرية الفلسطينية ورئيس الجالية المصرية والحضور الكريم علماء ومنازل وضيوف المعاهد الأزهرية.

وقال فضيلته أن هذه الدار التي نجتمع فيها اليوم تقول ونحن نعاني أكثر من 69 عاماً من النكبة أننا هنا باقون، نحن من أكثر من 150 هجرية ونحن في المكان، هذا المكان الذي رأت فيه بالمنام رؤية في هذا المكان وهي حامل في هذا الولد اليتيم رأت كأنها يخرج منها قمر ينير العالم، فأولت أنه عالم يملأ علمه أرجاء الأرض فكانت كما رأت، ولد الإمام الشافعي في هذه الدار المباركة ثم ارتحل يتيماً إلى بلاد الحجاز واليمن والعراق وكان قبره الظاهر المشهور المعروف في مصر، لكن ظل حنينه إلى أرض غزة فأرسل ابنته أسيا ليكون هنا قبرها، وهذا عنوانها.

وتطرق فضيلته أنه ومنذ تكليفه من فخامة الرئيس محمود عباس لفت نظره كلمة لمؤرخ غزة فضيلة الأستاذ عارف العارف حيث قال: "وأكثر وأكبر منارة في غزة هو بيت الإمام الشافعي الذي ولدت فيه، وقد زرتها فوجدتها خرابا، وفيها قبر أسيا بنت الإمام الشافعي و قبر الشيخ عطية خادمه، ولو أن أهل غزة التفتوا لهذه الدار فأحسنوا تمتيعها وبنائها وحسنها لكانت مفخرة أهل غزة إلى يوم القيامة" وكذلك كلام للإمام الحنبلي يتحدث فيه عن غزة وموقعها وما تشتهر فيه وقال :"وفي غزة ولد نبي الله سليمان والإمام الشافعي ولو لم يكن مفخرة لأهل غزة إلا ميلاد نبي الله سليمان والإمام الشافعي لكفي أهل غزة هذه مفخرة" ومن هنا ومن مشيخة الأزهر الشريف بالقاهرة واعترافا بالجميل لآثاء الأزهر المباركة ولمصر الشقيقة كان حجر الأساس في العام 1964 في هذه الدار، الذي زارها كبار شيوخ الأزهر وقراء الأزهر المشهورين من الإمام الحصري وعبد الباسط وغيرهم، جئنا نجدد العهد مع الأزهر الشريف ومصر الشقيقة بإحياء وترميم وتبديع هذه الدار رغم قلة إمكانيتنا، إلا أننا توكلنا على الله في إحياء هذه الدار التي كانت في السابق مسؤولة عن 56 مركزاً لتحفيظ القرآن الكريم من شمال إلى جنوب قطاع غزة ومنها كان يرفع الآذان هلال شهر رمضان المبارك وهلال العيد وتعلن المناسبات الإسلامية من الدار إجلالاً لفقه الإمام الشافعي، الذي أعتبر من الأئمة الأربعة في الفقه الإسلامي وبنى فقهه على التيسر واليسر وهذه رسالة المعاهد الأزهرية ورسالة الأزهر الشريف الفكر الوسطي والعقيدة الوسطية.

وقال فضيلته ونحن نرحب بالضيوف الكرام إجلالاً للإمام الشافعي جاء تكريمنا اليوم لثلة من علماء المعاهد الأزهرية ولطلبتها الذين ظهرت آثارهم رغم الظروف القاسية من الحصار والبلاء الذي يمر بها قطاع غزة الآن إلا أن المعاهد الأزهرية اليوم تنظر بعين الاحترام والتقدير لمعلميها وشيوخها الذين يرغبون أن يرفع رأس الأزهر عالياً وهذا ما تم بفضل الله.

حيث حصلت الطالبة شهد الدربي الطالبة في معهد خانيونس الأزهري على المركز الثاني في مسابقة تحدي القراءة العربي على مستوى المرحلة الثالثة للعام 2017 والذي رعته دولة الإمارات العربية.

وفي ختام كلمته شكر فضيلته كل من ساهم بالتبرع للمعاهد الأزهرية وكذلك كل من ساهم في إتمام إعادة ترميم دار الإمام الشافعي مثمناً دور الأخ الفاضل أبو الفهد جحجوح راعي الاحتفال وراعي تكريم المعلمين والطلبة الناجحين في الامتحانات التجريبية، وكذلك الإخوة الكرام في البنك الإسلامي الفلسطيني الذين ساهموا في إعادة إعمار الدار حتى تعود لسابق عهدها منارة للعلم والعلماء.

وتحدث الأستاذ الدكتور كمال الشرافي ممثل فخامة الرئيس محمود عباس ناقلاً تحيات فخامة الرئيس للضيوف الكرام مباركاً بالوصول لهذا المستوي من العطاء الطوعي لفضيلة الشيخ الدكتور عماد حمتو والجهد الاستثنائي الذي أوصل هذا المكان لما هو عليه الآن من إعادة ترميم وترتيب وتنظيم حيث أننا نفتخر فيه جميعاً فأن تكون مبادراً ومعطائاً هذا ما نحتاج إليه في هذا الزمن.

وقال أننا في هذا الظرف وفي هذا الوقت نحتاج إلى الفقه الشافعي، وللفكر الوسطي، خاصة ونحن نرى من حولنا ما تم وما يتم، فلسطين تملك من الآثار والمناطق الإسلامية التي نفتخر بها، وهذه مسؤولية وأمانة العلماء والقيادات لتعطي إشارة إلى أهمية هذه الأماكن، وهذا ما قام به فضيلة الشيخ الدكتور عماد حمتو مع دار الإمام الشافعي بتسليط الضوء على الأماكن الأثرية والإسلامية والتي يحق لنا أن نفخر بها كفلسطينيين وسكان لهذه المنطقة الجغرافية، وهي إشارة واضحة إلى مستوي التعاون العالي بين جمهورية مصر العربية وفلسطين، متمنياً أن يتواصل للارتقاء بالعلاقة الفلسطينية المصرية كشعبين لهم مصير واحد مؤكداً أن ثقة القيادة عالية في المعاهد الأزهرية وبدورها الفاعل والأساسي من نشر دين التسامح والمحبة بعيداً عن العنف والغلو .

ووجه التحيات للأسري الأبطال الذي يقاتلون بأمعائهم الخاوية على جبة ليست بأقل من معارك المدافع والرشاشات لا سيما وأن مطالبهم إنسانية، حيث أن الاحتلال لا يلبي أدني متطلباتهم الإنسانية وهذا هو الظلم وأن الله سيضع حداً لهذا الظلم وحقوقهم وإن فلسطين لن تقبل أن تكون أرض للطغاة وأرض للظلم وإن كان من ذلك حكمة ليتعظ أولى الألباب.

وفي الختام قدم الشكر لفضيلة الشيخ الدكتور عماد حمتو على جهده إلا محدود موجهاً تحياته إلى فضيلة الإمام الأكبر شيخ أ. د. أحمد الطيب.

ثم تحدث فضيلة الشيخ مازن الأغا ممثل قاضي قضاة فلسطين أ. د. محمود الهباش مستذكراً فترة السبعينات، ومستذكراً دور الدار في تخريج حفظة القرآن الكريم في ستينات وسبعينات القرن الماضي حيث كانت هي الدار الوحيدة التي تخرج حفظة القرآن الكريم على مستوي قطاع غزة، موجهاً شكره لفضيلة الشيخ الدكتور عماد حمتو على مجهوده المبذول لإعادة الدار إلى سابق عهدها، وتحدث عن تاريخ الدار مولد الإمام الثالث من أئمة السنة والجماعة بعد الإمام أبا حنيفة والإمام مالك الإمام محمد بن إدريس الشافعي المولد في غزة سنة 150 هـ.

ودعا فضيلته أن يكون للأزهر ولعلماء المسلمين من أمة الإسلام دوراً ريادياً في إعادة وحدة الشعب الفلسطيني على خلاف طوائفه وانتماءاته وأحزابه، إذا لم يكن لعلماء المسلمين هذا الدور فلمن نترك هذا الدور؟ فالإمام الشافعي يقول "ما حك جلدك غير ظفرك فتولي أنت أمر نفسك"، فلتجتمع الجهود لإنهاء الانقسام، لأن الانقسام يحطم مخططات الصهاينة الاستعماريين على مدار القرون والأزمان.

وفي الختام بارك فضيلته لأهل غزة وللمعاهد الأزهرية وللأزهر الشريف برئاسة فضيلة الشيخ الدكتور احمد الطيب إعادة إعمار وافتتاح وتفعيل دار الإمام الشافعي لتأخذ دورها  وتكون منارة لتخريج حفظة القرآن الكريم الوسطيين في هذا المجتمع إن شاء الله. 

ثم ألقي عريف الحفل الأستاذ مهيب القانوع قصيدة كتبها الشيخ حمدي مدوخ رحمه الله، كان قد أهداها لدار الفقه والحديث، ثم القي الطالب الشاعر في معهد غزة الديني محمد دبابش قصيدة بعنوان معهدي.

وفي الختام قام فضيلته وضيوف الحفل الكرام بتكريم كل من ساهم في ترميم دار الإمام الشافعي وإعادة افتتاحها وكذلك معلمي ومعلمات المعاهد الأزهرية الذين أشرفوا على الامتحانات التجريبية لطلبة الثانوية الأزهرية والطالبة في المعاهد الأزهرية شهد الدربي الحاصلة على المركز الثاني في مسابقة تحدي القراءة العربي على مستوى المرحلة الثالثة للعام 2017، وكذلك طلبة الثانوية الأزهرية المتفوقين في الامتحانات التجريبية.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد