ترامب سيعلن خلال زيارته حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره

ترامب يستقبل الرئيس عباس

رام الله / سوا /  نقلت صحيفة القدس المقدسية عن مصادر مقربة من البيت الأبيض أمس، قولها ان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يعتزم الإعلان عن دعمه لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، خلال زيارته المرتقبة لفلسطين وإسرائيل، فيما أبلغ فريق ترامب لمباحثات السلام المتوقعة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تحت الرعاية الأميركية، الذي يقوده محامي الرئيس جيسون غرينبلات، بإشراف صهر ترامب، جاريد كوشنر، الحكومة الإسرائيلية أن الرئيس الأميركي ينظر إلى عملية استئناف مفاوضات السلام بجدية، ويعتبر ان الصراع قابل للحل. هذا بينما أكدت مصادر إسرائيلية أمس ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعيش حالة من الذهول والصدمة من الخطوات المتسارعة التي يقوم بها الرئيس الأميركي في إطار مساعيه لتحقيق سلام شامل في المنطقة، خاصة استقباله الحافل للرئيس محمود عباس ، والقمة الأميركية العربية الإسلامية، التي سيشارك فيها بالسعودية في 21 الجاري، حيث يتخوف نتنياهو من أن يكون ترامب يعد له فخا سياسيا وتصورا شاملا للحل دون علمه استنادا إلى مبادرة السلام العربية

وقالت المصادر :" أبلغ البيت الأبيض حكومة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أن الرئيس ترامب يتطلع باهتمام و حماس لإطلاق مساع جدية نحو استئناف مفاوضات السلام بين الطرفين -الفلسطيني والإسرائيلي- وبمشاركة شركائنا وشركاء إسرائيل الآخرين في المنطقة بالسرعة الممكنة لتحقيق السلام"، وأن الرئيس "يؤمن تماماً بأن إمكانية حل الصراع وتحقيق السلام بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني ممكنة ومحتملة، خاصة في ضوء لقاءاته المتتابعة مع الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين وقادة حلفائنا الأساسيين في المنطقة وأنه لن يدخر جهدا، أو وقتاً، أو موارد لتحقيق هذا الهدف الكبير".

وأضافت نفس المصادر "إن الرئيس يتوقع من زعماء إسرائيل والفلسطينيين أن يتعاونوا مع جهوده هذه بشكل كامل، وأن يظهروا النوايا الحسنة باتجاه بعضهم البعض للتوصل لتفاهمات تقود إلى السلام، وأن ينأوا بأنفسهم عن اتخاذ الخطوات الانفرادية، التي من شأنها أن تعرقل هذه الجهود"، في إشارة واضحة إلى توقعات الرئيس ترامب بامتناع إسرائيل عن التصعيد في عمليات البناء الاستيطاني.

من ناحيتها قالت المصادر الإسرائيلية ان نتنياهو يخشى من أن ينصب الرئيس الأميركي له فخا سياسيا كبيرا، وهو القلق ذاته الذي يساور صفوف اليمين السياسي في إسرائيل.

ويقول يوسي فيرتر المختص بالشؤون الحزبية في صحيفة "هارتس"، أن نفتالي بينيت زعيم حزب " البيت اليهودي" المتطرف، ومعسكره "كانا يمنيان النفس بتحقيق حلم الأجيال مع وصول ترامب لسدة الحكم، إلا أن ذلك تحول إلى كابوس يؤرقهم، وارتفع لديهم الهوس والاكتئاب الذي يحتمل أنه تسبب لهم بعدم النوم لعدة ليال".

وأشار إلى أن عددا من السياسيين الإسرائيليين من اليمين واليسار أمضوا الأسبوع الماضي في الولايات المتحدة للمشاركة في المؤتمر السنوي لصحيفة "جيروزالم بوست" والتقوا بمسؤولين من مجلس الشيوخ والكونغرس ومسؤولين حكوميين وكانت انطباعاتهم مماثلة بأن شيئا كبيرا سيحدث في المنطقة وأن ترامب جدي في الوصول لصفقة تاريخية.

وبحسب "هارتس"، فإن نتنياهو يخشى من كمين ترامب السياسي المحتمل ما دفعه إلى عقد ثلاث جلسات في مكتبه مؤخرا لمناقشة سلسلة من التسهيلات الاقتصادية الكبيرة ليقدمها للفلسطينيين في محاولة منه ليثبت لترامب أنه جاد وأنه شريك للسلام.

وقالت مصادر إسرائيلية أخرى إن حالة الذهول التي يعيشها نتنياهو تنبع أيضا من الدور الهام الذي يقوم به الملياردير رونالد لاودر، اليهودي الأميركي، مساعد ترامب لشؤون الشرق الأوسط، الذي يؤيد تحقيق السلام ولعب دورا أساسيا في التقارب بين الرئيسين محمود عباس وترامب ويعتقد انه «المحّرك» لكل الخطوات السياسية الخاصة بالشرق الأوسط التي يقوم بها ترامب.

وأضافت ان نتنياهو كان يراهن على ان يكون الملياردير شيلدرن ادلسون، المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي وليس لاودر .

وقالت المصادر : «أن نتنياهو اعتقد أنه بعد ثماني سنوات من ولاية أوباما الذي يبغضه، جاء الخلاص في صورة الأشقر من البرج المذهب - ترامب - وأنه سيساعده في التخلص من ترهات السلام ويضع حدا لها الى الابد. فماذا حدث؟ لقد حصل نتنياهو على الأشقر غير الصحيح، وكأنك تستعد للقاء بتسلئيل سموتريتش - المتشدد من «البيت اليهودي» فاذا بك تلتقي يوسي بيلين، المؤيد للسلام".

واضافت: «أن لاودور الذي اختاره ترامب ليكون مقربا منه وهو الرأسمالي النيويوركي، صاحب امبراطورية التجميل، هو النقيض التام لبارون القمار ادلسون من لاس فيغاس، الذي راهن عليه نتنياهو كي يحرق ما تبقى من فرص السلام".

وقالت المصادر نفسها انه اتضح ان لاودر قام بدور هام في التمهيد للقاء بين الرئيسين عباس وترامب وكذا في الاتصالات مع قادة العالمين العربي والاسلامي.

واضافت ان نتنياهو "اعتقد لوهلة انه في جنة عدن بعد الانتخابات الأميركية وفوز ترامب، ليتضح له لاحقا وبسرعة انه وسط الجحيم".

وقالت المصادر الإسرائيلية ذاتها أن الأوساط المقربة من ترامب تعتقد ان الرئيس عباس «نجح في اجتياز الروبيكون واتخذ القرار بتحقيق السلام واصبح شريكا، كما اصبح الفلسطينيون ناضجين للدخول الى غرفة المفاوضات، بينما يدرس ترامب الآن إذا ما كان يمكن اعتبار نتنياهو شريكا أم لا." وهذا أيضا ما يثير ذهول نتنياهو نفسه.

الا ان نفس المصادر أشارت إلى أن ذلك لا يعني ان تحقيق السلام مهمة سهلة إلا انه في حالة الفشل لن يكتفي ترامب بما فعله اوباما الذي لم يحمل إسرائيل مسؤولية الفشل، وهنا تكمن معضلة أخرى هي عدم معرفة كيف سيرد ترامب.

وأشارت المصادر إلى أن ما يثير رئيس الوزراء الإسرائيلي «هو حقيقة ان قادة الخليج ومصر باتوا يتمتعون بضرورة الوصول الفوري الى البيت الأبيض بمستوى إسرائيل، بل وأكثر منها، وتوجد منظومة تجارية متفرعة لترامب معهم».

من جهة ثانية عبرت مصادر فلسطينية وإسرائيلية بشكل منفصل عن عدم معرفتها عما إذا كان الرئيس ترامب سيحمل معه في زيارته خطة كاملة لإطلاق مباحثات السلام، أو أنها اطلعت بأي شكل من الأشكال حتى هذه اللحظة على تفاصيل أو أطر أي مشروع أميركي مقترح .

يذكر ان أن اليمين الإسرائيلي، الذي يخشى الخوض في مفاوضات جادة تحت الرعاية الأميركية، أطلق حملة كبيرة لاستباق مساعي ترامب وإفشالها قبل بدايتها، حيث قالت وزيرة العدل الإسرائيلية المتطرفة، اييليت شكيد التي تزور واشنطن في محاضرة أمام معهد "هدسون" المقرب من الليكود يوم الأربعاء الماضي إن جهود الرئيس الأميركي لإحياء محادثات السلام سيكون مصيرها الفشل، وحذرت من أن فشل المحادثات قد يؤدي إلى "زيادة الهجمات".

وقالت شكيد إن "الأشخاص المنخرطين بشكل فعلي في ما يحدث في الشرق الأوسط يدركون أن الفجوات بين الفلسطينيين والإسرائيليين كبيرة جدا".

وحذرت شكيد، وهي عضو في حزب"البيت اليهودي" المؤيد للاستيطان الذي يقوده بينيت، من "التداعيات المحتملة لمبادرة سلام فاشلة"، وقالت أنه قد ينتج عن جهود ترامب الأخيرة تصعيد في الهجمات الفلسطينية ، مدعية "علينا أن نتذكر أيضا أنه في كل مرة كانت هناك عملية سلمية وفشلت، بعد ذلك كانت هناك موجة إرهاب". وأضافت قائلة: “إذا سألتموني، أعتقد أنه إذا كان الرئيس ترامب يتحدث عن اتفاق، فإن اتفاقا اقتصاديا يمكن أن يكون أفضل بكثير".

وانتقدت شكيد استقبال لرئيس الأميركي ترامب للرئيس محمود عباس وقالت أنه سيزيد من "التعنت الفلسطيني".

ويقول وزراء إسرائيليون بأن نتنياهو يعاني من التوتر، وليس لديه أي فكرة عما سيجلبه الرئيس. وأشارت المصادر إن نتنياهو يعاني حالة من الفزع بسبب الدور الحاسم الذي يقوم به لاودر، الذي كان في يوم من الأيام صديقا والآن تحول الى خصم وألقي "تحت الحافلة" من قبل نتنياهو وزوجته سارة، بسبب رفضه منع نشر فضيحة "رحلات بيبي" في القناة العاشرة التي يمتلكها.

وكان لاودر اعلن قبل ايام بأن الفلسطينيين يرغبون بالتسوية والتنازل، وبأن نتنياهو هو الهدف. وكان مغتبطا لأن رئيس الولايات المتحدة استمع له وليس للملياردير ادلسون الداعم لنتنياهو.

ولام مسؤول كبير من اليمين الإسرائيلي نتنياهو بسبب تغير الأجواء في واشنطن وعزا سبب تغيير ترامب لموقفه، الى انعدام الفعل من قبل نتنياهو وضعف أدائه والإفراط في الإعتماد على السفير الإسرائيلي، رون ديرمر، الذي يتضح بأنه لا يسوق البضاعة، حتى وإن شعر بأنه في بيته عندما يكون في البيت الأبيض.

وقال مسؤول إسرائيلي: "في هجوم ساحر أقنع الفلسطينيون ترامب بأنهم معنيون بالسلام ويرغبون بدفع الثمن لذلك، وأن العبء الرئيسي تتحمله إسرائيل." وأضاف بأن تلك "كانت الرياح التي عصفت في أروقة الإدارة الاميركية . وهذا هو التفاهم الذي سيزور على ضوئه ترامب المنطقة في 22 من هذا الشهر".

وقال المسؤول، الذي اعتاد الحديث مع غرينبلات، بأنه تفاجأ هذا الأسبوع عندما سمع اليهودي الأصولي اليميني، الذي تخرج من الكلية الدينية هار عتسيون، يكرر ذكر أفكار وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني حول عملية السلام.

وأضاف: "في العديد من المرات التي تحدثت فيها مع غرينبلات كان يقول ليفني قالت، وليفني تعتقد، وبرأي ليفني. وعلى ما يبدو أنها أضحت شبه مرشدة. ويبدو أنه يقدرها كثيرا وينصت بانتباه الى آرائها."

وبحسب مسؤول إسرائيلي، فإن ليفني لا تقدم الإيجازات فقط لغرينبلات حول محادثاتها الطويلة مع الفلسطينيين، وإنما تقوم بتفنيد طرح نتنياهو حول عدم إمكانيته التوصل لاتفاق بسبب تركيبة حكومته. وقالت ليفني لغرينبلات بأن رئيس الوزراء كان ضامنا لأصوات المعارضة في الكنيست ، وكما قالت مؤخرا، إذا قال نتنياهو بأنه لا يستطيع، يتعين أن يكون من الواضح للجميع بأنه لا يريد.

وتقول ليفني"لدينا فرصة كبيرة جدا، حيث أن الرئيس يتحدث عن عزمه إبرام صفقة لإنهاء النزاع. ولدينا رئيسا يفكر بشكل كبير ويتعاطى مع القضايا الأساسية. وهو لا يضيع وقته. وأعتقد بإمكانية حدوث شيء دراماتيكي."

وعن تفاؤلها، قالت ليفني بأن "الأمور هذه المرة تبدو مختلفة، حيث قلصت المطالب الفلسطينية. وهم مستعدون لتقديم تنازلات. ويمكن الآن للرئيس ترامب تحقيق النجاح معهم ومع الإسرائيليين." على حد تعبيرها.

وأضافت بأن ترامب هو الوحيد القادر على القيام بذلك بدون نتنياهو. وقالت: "لا أحد سيجرؤ على القول بأنه لا يحب إسرائيل، أو بأن أمن إسرائيل لا يهمه أو بأن لديه شيء ضد بيبي. فإسرائيل مهمة له ويفكر بأمنها وعلاقاته مع نتنياهو معروفة."

وتابعت ليفني، "ترامب شخص جدي، ويعني ما يقول. والعالم العربي ناضج. وهناك فرصة لمبادرة إقليمية مدهشة. وكل ذلك يعتمد على الرئيس ونتنياهو وعباس. وبدرجة متساوية فقد لا يحدث ذلك".

من جهة ثانية نفت مصادر إسرائيلية امس إمكانية عقد لقاء ثلاثي بين ترامب وعباس ونتنياهو خلال زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة .

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد