"نيويورك تايمز": ما فائدة الإعمار إذا كانت هناك حرب قادمة؟

289-TRIAL- واشنطن / سوا /  سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في افتتاحيتها اليوم السبت،الضوء على مؤتمر المانحيين الذي يعقد في القاهرة صباح الأحد، بحضور 30 وزير خارجية وعشرات المنظمات العالمية.
وقال كاتب الافتتاحية، ان العدوان الإسرائيلي الاخير على قطاع غزة (50 يوماً) أدى لاستشهاد ما يزيد عن 2000 فلسطيني و73 عسكريا ومدنيا اسرائيليا، فيما دمرت آلة الحرب الإسرائيلية أكثر من 6000 منزل و5000 مشروع تجاري، اضافة لتدمير الطرق والبنية التحتية ومحطات توليد الكهرباء، حتى بات الآلاف من سكان قطاع غزة يعانون ظروفا صعبة وبحاجة ماسة إلى المساعدة العاجلة.
وأضافت الصحيفة في الافتتاحية التي نُشرت تحت عنوان"إعادة إعمار غزة، مجدداً"، أنه في الوقت الذي يجتمع فيه وزير الخارجية الامريكي "جون كيري" ومسؤولين آخرين بالقاهرة غداً الأحد، لعقد مؤتمر دولي من أجل مناقشة التحديات التي سيواجهها المانحون في إعادة اعمار القطاع، هناك تساؤلات، ما الفائدة من صرف ملايين الدولارات (4 مليار دولار بحسب تقدير الحكومة الفلسطينية) من اجل اعادة اعمار غزة طالما ستدمر في الحرب القادمة؟.
وخلال السنوات الست الأخيرة تعرض قطاع غزة لـ3 حروب شنتها إسرائيل بداعي القضاء على القدرات العسكرية لفصائل المقاومة، وتبقى احتمالية اندلاع حرب جديدة ما ل يتم التوصل لحل دائم للصراع، وليس حلا مؤقتا وارسال مساعدات عاجلة ووقف اطلاق النار حتى تعود الصواريخ الى السقوط من جديد على الطرفان.
وتقول الصحيفة إن تحقيق الهدوء التام في قطاع غزة يتطلب حلولا دبلوماسية حقيقية لضمان أي برنامج لأعادة الاعمار، وان يتم تطبيقه في طريقة تقوي وتعزز مكانة السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس الذي يعتبره الغرب شخصا معتدلا لعملية السلام.
ومنذ فرضت اسرائيل حصارا شاملا على القطاع بداعي سيطرة حماس عليه عام 2007، يعاني سكان غزة من أوضاع معيشية صعبة بما في ذلك ارتفاع نسبة البطالة ونقص المياه وانقطاع متواصل للكهرباء، وساهم إغلاق معبر رفح البري بين القطاع ومصر في تشديد الحصار وتقييد حركة دخول وخروج البضائع من القطاع اضافة لمنع السكان من السفر.
وترى الصحيفة أن صعوبات ما تزال تواجه مستقبل قطاع غزة، من بينها إصرار إسرائيل على وقف اطلاق الصواريخ من غزة إلى الدولة العبرية، وهو ما قاد تل أبيب لطلب نزع سلاح فصائل المقاومة وعلى رأسها حركة حماس.
وتطالب الصحيفة بتحويل أية أموال سيتم جمعها من قبل المانحين لغرض إعادة الاعمار، الى السلطة الفلسطينية حتى يتم تمكين حكومة الوفاق الوطني.
وتطالب الدول المانحة بأن يكون برنامج إعادة الاعمار شفافاً، وان يدمج قطاع غزة مع الضفة الغربية من خلال زيادة التبادل التجاري، اضافة الى التبادل التجاري مع اسرائيل وضمان أن تعود المنفعة على السكان من خلال برنامج إعادة الاعمار.
واختتم الكاتب الافتتاحية بالقول: "من اجل بقاء حركة حماس يجب عليها ان تتبع سياسة معتدلة وان تعطي الفلسطينيين أملاً لمستقبل افضل يؤدي الى تأسيس دولة فلسطينية مستقلة، خصوصا بعد انهيار المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين في نيسان الماضي وعدم وجود أي إشارة للعودة الى طاولة المفاوضات في الوقت الراهن. 98
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد