"التعليم البيئي" ينظم أنشطة حول التوعية المائية في نابلس وجنين وطوباس
بيت لحم / سوا / نفذ مركز التعليم البيئي، الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، اليوم السبت، أنشطة توعوية للاستخدام الأمثل للمياه في محافظات: نابلس ، وجنين، وطوباس والأغوار الشمالية.
ففي نابلس عرض المركز بالتعاون مع سلطة جودة البيئة ومركز الطفل الثقافي التابع للبلدية أفلامًا وثائقية لأطفال منتدى الياسمين البيئي، عالجت العطش في فلسطين، وقدمت إرشادات للتعامل الأمثل مع المياه.
واستعرض مدير الإعلام في "جودة البيئة" سائد أبو طربوش الواقع المائي في فلسطين بفعل نهب الاحتلال، مشيرًا إلى توزيع الأحواض المائية الرئيسة في الضفة الغربية و غزة ، وهي: الشمالي الشرقي، والشرقي، والغربي، والساحلي.
وأوضح الفجوة بين ما يحصل عليه المواطن الفلسطيني يوميًا والذي لا يتجاوز 70 لترًا، وما يصل إلى الإسرائيليين بنحو 260 لتراً يوميًا، مبينًا أن المصادر المائية في فلسطين يتراجع تخزينها بسبب تذبذب الأمطار، وانخفاضها دون المعدلات السنوية.
وقدّم أبو طربوش لخمسين من أطفال المنتدى وزهراته إرشادات للحفاظ على الثروة المائية في المنازل والأماكن العامة والمؤسسات، وبخاصة في ظل اقتراب الصيف، وما يحمله من أزمة شح متوقعة.
وتطرقت مديرة "الطفل الثقافي" رسمية المصري إلى أهمية توعية الأطفال بقضايا المياه، لما تمثله من أهمية كبرى يستحيل استمرارها الحياة دونها.
وبينت أن المنتدى نظم في السابق فعاليات توعوية بيئية، وحملات نظافة في أسواق نابلس، وغرس للأشجار، ودورات تدريبية على مهارات التدوير.
جنين: نقاش تفاعلي
وفي جنين عقد المركز ورشة للناشطات في منتدى نسوي مرج ابن عامر البيئي، شملت عرض أفلام حول عطش الأغوار، والمياه في فلسطين، وطرق الاستهلاك الحكيم لسر الحياة، تبعها نقاش تفاعلي.
وبينت العروض الواقع المائي الصعب في فلسطين، بسبب نهب الاحتلال لنحو 85 % من مصادر المياه، في وقت يحصل الفلسطيني على أقل من المعدل الموصى به من منظمة الصحة العالمية، والبالغ 120 لترَا في اليوم للاستخدامات الشخصية.
وقالت رئيسة الجمعية النسائية للتراث الشعبي، والناشطة في المنتدى هيام أبو زهرة عجاوي إن المشاركات تلقين تدريباً مهمًا على طرق الاستخدام الأمثل للمياه، وخاصة أن جنين تعاني العطش دائمًا، ولا تنتظم إمدادات المياه لأهلها، فيما تنشط دائمًا عمليات نقل المياه عبر الصهاريج.
وناقشت أعضاء المنتدى سبل التخفيف من وطأة الأزمة في المدينة، عبر ري الحدائق بالتنقيط، وفي أوقات المساء أو الصباح المتأخرة، وتنفيذ إجراءات لتوفير المياه في المطبخ ودورات المياه.
طوباس: عطش الأغوار
وفي طوباس، نظم المركز بالتعاون مع جمعية طوباس الخيرية ووزارة الإعلام عرض فيلم وثائقي أعدته الصحفيات الصغيرات، أظهر عطش التجمعات الغورية، وتجفيف الاحتلال للينابيع، ومطاردته لسر الحياة، في وقت ينهب المستوطنون بين 5-7 أضعاف ما يحصل عليه المواطنين.
وشاركت 23 من الناشطات في منتدى السوسنة البيئي في النقاش التفاعلي، واستمعن إلى شرح حول طرق الاستخدام الأمثل للمياه، وبخاصة في المطبخ ودورات المياه والحدائق.
وجاء في الفيلم الإرشادي أن ري الحدائق بالتنقيط يوفر نحو 60% من المياه، فيما يقلل إصلاح التسرب داخل المنزل 530 لتراً في الشهر، ويقلل إغلاق الصنبور خلال تنظيف الأسنان نحو 100 لتر أسبوعيًا.
وأشارت رئيسة جمعية طوباس الخيرية مها دراغمة إلى أن الصحافيات الصغيرات، أنتجن حتى الآن 3 أفلام ناقشت كلها قضايا بيئية، وسلط في آخرها الضوء على معاناة التجمعات البدوية وحرمانهم من ابسط حقوقهم.
فيما قالت الناشطة في منتدى السوسنة هادية أبو خضر إن التخطيط لإدارة المياه في المنزل، وخاصة المطبخ والحدائق والحمامات، واستخدامها بعقلانية يقلل من تفاقم الأزمة، ويشجع النساء على تطبيق خطوات صغيرة تحافظ على سر الحياة، الذي ينهبه الاحتلال.
وذكر "التعليم البيئي" أن فعاليات أخرى ستعقد لمنتديات: "ندى" و"خضوري" في جامعتي: العربية الأمريكية بجنين، وفلسطين التقنية (خضوري) بطولكرم، ولنسوي عنبتا، والفارعة، وقلقيلية بالشراكة مع سلطة جودة البيئة.
وبيّن المركز أن استعمال مصطلح ترشيد المياه لا ينطبق على الواقع الفلسطيني، بسبب نهب الاحتلال لمياهنا، وحصول المواطنين على أقل من المعدل المتعارف عليه عالميًا، لكن الحديث موجه نحو الاستخدام الأمثل لما هو متاح من مصادر مائية، بالتزامن مع صيف قادم يتوقع أن يكون صعبًا، في ظل موسم مطري خجول لم يتعد 65-70% من المعدل السنوي.