جامعة الدول العربية تنظم وقفة تضامنية مع الأسرى

جامعة الدول العربية

القاهرة / سوا / نظمت جامعة الدول العربية، اليوم الخميس، وقفة تضامنية مع الأسرى الأبطال المضربين عن الطعام منذ 18 يوما.
وشارك في الوقفة التي نظمت في مقر الأمانة العامة للجامعة في القاهرة، الأمين العام للجامعة العربية أحمد ابو الغيط، وعدد من المندوبين الدائمين المعتمدين لدى الجامعة وممثلي السفارات المعتمدة بمصر، بالاضافة إلى عدد من الأمناء العامين المساعدين وموظفي القطاعات المختلفة في الجامعة العربية.

وأكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في كلمة له خلال الوقفة ضرورة تدخل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لوقف الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن هذه الانتهاكات والتصرفات تعكس قبح الاحتلال .

وأشار إلى خطاباته التي وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر للتدخل العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين، كما نوه بقرار منظمة اليونسكو الداعم لمدينة القدس المحتلة، مشددا على أن الجامعة العربية ستقف دائما لنصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

من جانبه، أكد سفير دولة فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية السفير جمال الشوبكي أن هذه الوقفة تعبر عن رسالة احتجاج وغضب لرفض سياسات "الجلاد الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن هذه الوقف تتزامن مع غضبة كل القوى السياسية والشعبية فلسطينيا وعربيا .

كما أكد سفير الأردن لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية السفير علي العايد، التي تترأس بلاده القمة العربية، أن بلاده ستستمر في التنسيق مع الجامعة العربية وأمينها العام لمتابعة تطورات القضية الفلسطينية ودعم إضراب الأسرى لإيصال رسالتهم للعالم بأسره كما ورد في "إعلان عمّان" الصادرة عن القمة العربية الأخيرة والعمل على إنهاء الاحتلال على أساس حل الدولتين .

وقال العايد: إن إضراب الحرية والكرامة قدم نموذجا رائعا في الصمود، مشددا على أن الاحتلال لن يثني الأسرى والشعب الفلسطيني عن المطالبة بحقوقهم المشروعة.

وقال: إن الإضراب المفتوح للأسرى الفلسطينيين هو رسالة جديدة لإسرائيل لتمعن النظر في انتهاكاتها والاستجابة لمطالب السلام العادل والشامل ومبادرة السلام العربية وحل الدولتين .

بدوره، أكد مندوب مصر الدائم بالجامعة العربية السفير خالد جلال في كلمته استمرار بلاده في نهجها الداعم للشعب الفلسطيني حتى إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على أرضه المحتلة عام 1967.

وأضاف: إن الممارسات التعسفية للاحتلال الإسرائيلي ضد الأسرى الفلسطينيين والعرب بشكل موسع يعد انتهاكا واضحا لمبادئ القانون الدولي الإنساني ، مؤكدا التضامن الكامل مع حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، مطالبا في الوقت ذاته بضرورة تمكينهم من حقوقهم المشروعة، محملا المجتمع الدولي مسؤوليته بالتدخل للضغط على إسرائيل لتنفيذ مبادئ القانون الدولي والتحقيق في انتهاكاتها.

وفي لفتة تضامنية مع الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية تناول المشاركون في الوقفة التضامنية "الماء والملح" تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال منذ 18 يوما.

مجلس الجامعة يعقد جلسة طارئة لمناقشة إضراب الأسرى

وفي سياق متصل، عقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين اليوم اجتماعا طارئا لبحث تداعيات إضراب الأسرى.

فقد طالب سفير دولة فلسطين لدى مصر ومندوبها بالجامعة العربية جمال الشوبكي في كلمته بالاجتماع بإرسال لجنة تحقيق دولية إلى السجون الإسرائيلية للاطلاع على الانتهاكات التي ترتكب بحق الأسرى، والتأكيد على ضرورة قيام الأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقيات جنيف بإلزام سلطة الاحتلال بتطبيق الاتفاقيات على الأرض الفلسطينية المحتلة، والأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية.

وأكد الشوبكي ضرورة تدخل فوري وعاجل من قبل المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية، لإلزام حكومة الاحتلال بوقف انتهاكاتها لحقوق الأسرى، ومعاملتهم وفق ما تنص عليه اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة لعام 1949، وميثاق الأمم المتحدة، والقرارات الدولية ذات الصلة.

وشدد على ضرورة تحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية القانونية الكاملة عن حياة الأسرى الفلسطينيين، خاصة المضربين عن الطعام، محذرا من نتائج سياسة التحريض العنصري التي تقودها حكومة الاحتلال الإسرائيلي ضد الأسرى وذويهم وأسر الشهداء.

وقال: إن دولة فلسطين طلبت عقد هذا الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية، لدعم ومساندة نضال ومطالب وحقوق آلاف الأسرى، الذين يقبعون في ظلام سجون الاحتلال الإسرائيلي، وبالأخص لمواكبة ودعم إضراب الحرية والكرامة، وهو إضراب مفتوح عن الطعام، يخوضه أكثر من 1800 أسير فلسطيني منذ 18 يوما، وتحديد من تاريخ 17 نيسان الماضي، يوم الأسير الفلسطيني.

وأضاف: إن الإضراب عن الطعام هو وسيلة نضالية يمارسها الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون للضغط على السجّان الظالم، من أجل تحقيق مطالبهم الإنسانية والقانونية العادلة، وفقا للقوانين الدولية، خاصة القانون الدولي الإنساني، ولإنهاء ظروف اعتقالهم وأوضاعهم المأساوية في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بما فيها الانتقاص من حقوقهم في زيارات الأهل، والتواصل مع ذويهم، بل وتعمد الإساءة إلى أسرهم أثناء الزيارات، وعدم توفير الرعاية الصحية المناسبة لهم، وممارسة التمييز العنصري الممنهج ضدهم.

ودعا الشوبكي، بصفته أسيرا محررا، إلى اتخاذ موقف عربي يرقى إلى مستوى عذابات الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والتصدي لجرائمه بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وخاصة في هذه الآونة، الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية، هذه المعركة التي كنا نطلق عليها في الأسر، خيار الصفر، حين لا يترك لنا الاحتلال وسيلة أخرى للمطالبة بحقوقنا العادلة.

وتابع: إنه مرّ على سجون الاحتلال الإسرائيلي قرابة مليون فلسطيني، وهذا يعني أن ما نسبته 8.5% من أبناء الشعب الفلسطيني قد عانوا من تجربة الاعتقال في سجون الاحتلال، مشيرا إلى ان سلطات الاحتلال تعتقل حاليا 6500 من خيرة أبناء وبنات الشعب الفلسطيني المناضل، بينهم 300 طفل، و57 أسيرة، و1800 مريض يعاني مشاكل صحية جدية بعضها يهدد الحياة، كما تعتقل سلطات الاحتلال 13 من نواب المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخبين، منهم القائد مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، بالإضافة إلى عدد كبير من قيادات فصائل العمل الوطني الفلسطيني، بينهم الرفيق أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية.

وأردف: ان عدد الأسرى الأبطال الذين قضوا في سجون الاحتلال بلغ فترات تزيد عن 20 عاما، 44 أسيرا، منهم 13 اعتقلوا قبل توقيع اتفاق أسلو عام 1993، أقدمهم الأسيران كريم يونس، وماهر يونس من فلسطينيي الداخل (1948)، المعتقلان منذ أكثر من 34 عاما، وتحديدا منذ يناير عام 1983، والأسير نائل البرغوثي، الذي قضى أطول فترة اعتقال في سجون الاحتلال، وهي أكثر من (36) عاما، وقد بلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة 210 شهداء، منهم 13 أسيرا استشهدوا في الأعوام الستة الأخيرة بسبب الإهمال الطبي المتعمد.

وتحدث الشوبكي بالتفصيل عن مطالب إضراب الحرية والكرامة وفي مقدمتها إنهاء سياسة الاعتقال الإداري، وإنهاء سياسة الحرمان والعزل، والحرمان من الزيارات، وغيرها.

وقال: إن حكومة الاحتلال رفضت مطالب الأسرى، حتى الآن، بل وتخوض حملة عقاب وتحريض ضد المضربين، ما ينذر بزيادة تفاقم وتردي أوضاع الأسرى بشكل مطرد، وبرفع درجة الخطر على صحتهم وحياتهم.

وأضاف الشوبكي: إن أكثر ما يعاني منه الأسير في عتمة سجون الاحتلال الظالم، هو الحرمان من رؤية الأحبة والأهل على نحو كافٍ لقضاء لحظات إنسانية غاية في الأهمية، حيث لا يسمح بالزيارة سوى مرة واحدة شهريا، ولمدة قصيرة لا تتجاوز 45 دقيقة في كل مرة، وكثيرا ما يُحرم الأسير من ملامسة أحبائه ومصافحتهم وعناقهم، وبذلك يتعرض لأقسى أنواع القهر الإنساني، الذي يستهدف النيل من كرامته وعزيمته وإنسانيته.

وطالب الشوبكي بضرورة تحمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر مسؤولياتها بموجب اتفاقيات جنيف، والتدخل الفوري لتأمين الكرامة والمعاملة الإنسانية للأسير الفلسطيني وأهله، والقيام بواجباتها تجاه حث الاحتلال على الاستجابة لمطالب الأسرى العادلة، وفق القانون الدولي الإنساني.

يذكر أن الاجتماع عقد برئاسة الجزائر وحضور الأمين العام للجامعة العربية، وأن جميع المتحدثين أجمعوا على دعمهم لمعركة الأمعاء الخاوية، ولحقوق الشعب الفلسطيني.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد