"عمال غزة" يترقبون بشغف السماح لهم بالعمل مجدداً في إسرائيل

غزة / خاص سوا/ يترقب عشرات الآلاف من عمال غزة بنوع من الشغف المصحوب بالتفاؤل اصدار سلطات الاحتلال تصاريح عمل لهم للعمل في إسرائيل، وذلك بعد حرمانهم من دخولها لأكثر من 13 عاماً بفعل اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في سبتمبر 2000 وما تبعها من انسحاب إسرائيلي من قطاع غزة عام 2005.

وجاءت الأنباء التي كشف عنها وزير الشئون المدنية في الحكومة الفلسطينية " حسين الشيخ " بأن إسرائيل أعطت موافقة مبدئية على السماح لعمال غزة بالعودة للعمل في إسرائيل كالماء البارد على كبد عطشى بالنسبة لعمال غزة الذين فتك بهم الفقر منذ سنوات طويلة.

وأوضح الشيخ أن السلطة ستبدأ بفحص أسماء من ستصدر لهم تصاريح للعمل من غزة في إسرائيل، منوهاً إلى أن إسرائيل أبدت السماح للعمال من غزة بالعمل في مسافة 410 كليو متر من حدود القطاع".

سعادته بالمساح لهم بالعمل

"محمد جبر" أحد عمال غزة الذين كانوا يعملون في إسرائيل قبل اندلاع انتفاضة الأقصى، لم يخف سعادته بالموافقة المبدئية على السماح لهم بالعودة للعمل في إسرائيل لا سيما أنه وعشرات الآلاف العمال من أمثاله نهشتهم أنياب الفقر، دون أن تلتفت لهم حكومة منذ أن حرموا العمل في إسرائيل.

وقال جبر في حديث لوكالة (سوا) صباح اليوم الجمعة، "لم أصدق الأخبار التي سمعتها، فالعودة للعمل في إسرائيل لدي كانت من سابع المستحيلات بسبب العلاقة التي نشأت بين قطاع غزة وإسرائيل على مدار السنوات الماضية".

وأضاف: "تبقى الأيام القادمة تحمل معها الأخبار الأكيدة، فالاحتلال لا يؤمن جانبه، وقد يتراجع عن وعوده الذي أعطاها للسلطة الفلسطينية في هذا الموضوع.

هذا وحرم أكثر من 40 ألف عامل فلسطيني من قطاع غزة من أعمالهم التي كانوا يعملوا بها في إسرائيل بعد اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية، وبعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة في عام 2005 انضم أكثر من 8000 عامل جديد إلي قوافل البطالة ممن كانوا يعملون في المستوطنات ومنطقة إيرز الصناعية حيث بلغ عدد العاملين في المستوطنات 3500 عامل في المجالات المختلفة، وبلغ عدد العاملين في المنطقة الصناعية ايرز بحوالي 4500 عامل فلسطيني يعملون في 191 مصنعا وورشة ومطعم.

فقر بعد وفرة العيش

من جانبه، عبر العامل "عادل السعدي" عن سعادته الكبيرة بعد سماعه نبأ سماح إسرائيل لهم بالعودة للعمل في إسرائيل، قائلاً "صدقني لم أسمع خبر أفرحني خلال السنوات الماضية مثل هذا الخبر، فالفقر والحاجة ملعونة".

وأضاف "أعمل الآن على سيارة أجرة متهالكة جداً وبالكاد أستطيع أن أحصل 15 شيكلاً كقوت لي ولأبنائي"، مقارناً ذلك المبلغ الزهيد مع ما كان يتقاضه أثناء عمله في إسرائيل بمهنة الطوبار حيث بلغت يوميته 300 شكيل.

وأبدى السعدي خوفه من تحديد إسرائيل لسن معين للعمال، خاصة وأنه بلغ الواحد والخمسين من عمره، موضحاً إلى أنه إذا حددت إسرائيل أعمار من سيعملون بـ 35-50 عاماً ستختفي الفرحة التي أصبحت ترتسم على وجهه.

وشدد أن أكثر ما كان يؤلمه وعشرات الآلاف العمال في غزة هو تجاهل كل الحكومات الفلسطينية لهم، وعدم تقديم أي مساعدات أو منح لهم تساعدهم على أن يعيلوا أسرهم.

هذا وتبقى الأيام القليلة القادمة شاهداً سواءً بالسلب أو الايجاب على الوعود التي قدمها الاحتلال الإسرائيلي للسلطة الفلسطينية، بالسماح لعمال غزة بالعودة للعمل، وما إذا فعلاً قررت تنفيذ ما اتفقت عليه في مفاوضات القاهرة مع الفصائل الفلسطينية.
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد