محلل إسرائيلي: الفخ .. هل ينتظر الرئيس عباس في واشنطن؟

الرئيس يجتمع باللجنة التنفيذية

القدس / سوا / قال "يوني بن مناحيم" المحلل الإسرائيلي للشئون العربية إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) يخشى من فخ سياسي يكون في انتظاره لدى زيارته واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 3 مايو القادم.

وأشار إلى أن الوفد الفلسطيني الذي سافر لواشنطن للتجهيز للقاء مع الطاقم الأمريكي حمل معه الكثير من المخاوف، في وقت لا تزال الرؤية غير واضحة بشأن ما يمكن أن يفرضه الرئيس ترامب على أبو مازن بخصوص حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وتابع في مقال نشره موقع "نيوز1"الاسرائيلي أنه ليس بمقدور محمود عباس إلغاء اللقاء مع الرئيس ترامب، لذلك فسوف يضطر لانتظار الوفد الفلسطيني القادم من واشنطن لإطلاعه على ما تم مع الطاقم الأمريكي.

ولفت "بن مناحيم" إلى تقارير صحفية قالت إن الطاقم الأمريكي وعلى رأسه كبير مستشاري ترامب وزوج ابنته اليهودي المتشدد جراد كوشنير، و جيسون غرينبلات مبعوث الرئيس الأمريكي لعملية السلام، قد أعد قائمة تضم 10 مطالب من أبو مازن.

وتشمل تلك المطالب استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل دون شروط مسبقة، وموافقة الدول العربية المعتدلة على المشاركة في المفاوضات، ووقف المساعدات المالية لقطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس ، والموافقة على تجميد جزئي فقط للبناء في المستوطنات، ووقف دفع الإعانات لأسر الأسرى الأمنيين والشهداء، على أن يجمد الرئيس الأمريكي في المقابل مساعيه لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس.

وأضاف "بن مناحيم" أن المخاوف الفلسطينية تصاعدت بعد تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في حديث لشبكة "فوكس نيوز" نهاية الأسبوع الماضي. قال نتنياهو إن على السلطة الفلسطينية إثبات التزامها بالسلام من خلال وقف دفع الإعانات للأسرى الأمنيين وأسر "الشهداء".

ويقول مسئولون في السلطة الفلسطينية إن نتنياهو يحاول إرباك لقاء أبو مازن والرئيس ترامب وإن تصريحاته هذه استهدفت موعد سفر الوفد الفلسطيني لواشنطن. ويؤكدون أن رئيس الحكومة الإسرائيلية يحاول تقديم النضال الوطني الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال على أنه إرهاب، رغم تأكيد ميثاق الأمم المتحدة أحقية الشعوب في مقاومة الاحتلال.

ويشدد الفلسطينيون على أن أبو مازن لا يمكنه الموافقة على تلك المطالب، كون الحديث يدور عن نشاطات شرعية، ولا يدور الحديث عن دعم إرهابيين.

وذهب المحلل الإسرائيلي إلى أن الرئيس ترامب، وهو في الأساس رجل أعمال، يسعى لعقد صفقتين، مع أبو مازن، الأولى الصغيرة، تتعلق باستئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، والثانية الأكبر، تتعلق بمحاولة حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وبخصوص "الصفقة الصغيرة" فتقضي بتجميد البناء في المستوطنات جزئيا فقط، لأن اتئلاف نتنياهو اليميني الحاكم لن يوافق على تجميد كامل، على أن يتم في المقابل استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين، فيما تجمد الإدارة الأمريكية سعيها لنقل سفارتها إلى القدس.

ولفت "بن مناحيم" إلى أنه من المتوقع أن يوافق أبو مازن على تلك الصفقة شريطة تحديد إطار زمني للمفاوصات، وتوفير إشراف أمريكي فاعل عليها، لكنه في المقابل سيطالب بموافقة الرئيس ترامب على مبدأ "حل الدولتين" وأن تقود المفاوضات لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 67 عاصمتها القدس الشرقية.

وفيما يتعلق بـ" الصفقة الكبيرة"، قال المحلل الإسرائيلي :"الفلسطينيون قلقون للغاية من الأخبار التي وردتهم من واشنطن حول نوايا الإدارة الجديدة. على جدول الأعمال على ما يبدو خياران، الأول، إقامة منطقة حكم ذاتي بالضفة الغربية، موسعة وقوية اقتصاديا، ومنفصلة عن الاقتصاد الإسرائيلي، تتضمن علما، وبطاقة هوية وجوازات سفر بدون سيادة على أراضي الضفة.

ومضى يقول:"الخيار الثاني، إقامة دولة فلسطينية مؤقتة على 60% من أراضي الضفة الغربية بدون القدس الشرقية وغور الأردن، تماشيا مع المرحلة الثانية من خارطة الطريق".

"هذه هي أكبر مخاوف محمود عباس، الذي لا يريد أي من الخيارين، لذلك فإن المهمة الرئيسية بالنسبة له من محادثاته مع الرئيس ترامب هي نيل موافقته على مبدأ "حل الدولتين"، كحل وحيد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني"، أضاف "بن مناحيم".

وقال إن الاستراتيجية الفلسطينية تقضي بأن يحاول محمود عباس إقناع الرئيس ترامب بقبول رأيه رغم معارضة مستشاريه، وخاصة كوشنير .

ويستعد عباس لكافة السيناريوهات وينسق في ذلك بشكل كامل مع الرئيس المصري السيسي والملك الأردني عبد الله، اللذين أوضحا للرئيس ترامب تمسكهما بمبدأ "حل الدولتين".

ويعيش عباس في هذه الأيام حالة من الضغط الشديد، كون الصورة السياسية غير واضحة بالنسبة له. كذلك هناك أهمية كبيرة لمسألة ما إن كانت "كيمياء" شخصية ستربط بين عباس وترامب .

وعلى جدول الأعمال أيضا، هناك مسألة استمرار المساعدات الاقتصادية الأمريكية للسلطة الفلسطينية، والتي تعد حتمية لاستمرار قيام السلطة. فهل يبدي ترامب استعداده للاستمرار في ذلك بدون أن يملي شروطه على عباس؟ تساءل الإسرائيلي "بن مناحيم".

في السلطة الفلسطينية يقولون إن الرئيس ترامب غير متوقع وأن الصورة ستتضح فقط في نهاية الأسبوع عندما يعود الوفد الفلسطيني بقيادة صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واللواء ماجد فرج رئيس المخابرات العامة الفلسطينية، من واشنطن نهاية الأسبوع الجاري.

ورغم توقع الكثير من المحللين أن يكون لقاء عباس- ترامب صعبا، على خلفية رفض الرئيس الفلسطيني التنازل عما يصفها بالخطوط الفلسطينية الحمراء، اعتبر "بن مناحيم" أن لدى الطرفين مصلحة في نجاح اللقاء، واستمرار استقرار السلطة الفلسطينية.

وختم بالقول :"لكن الأهم لدى محمود عباس هو الهدف النهائي، المتمثل في الموافقة الأمريكية على إقامة دولة مستقلة على حدود 67 عاصمتها القدس الشرقية. من غير المؤكد على الإطلاق أنه سوف ينجح في الحصول على موافقة الرئيس ترامب على هذا الهدف".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد