مؤتمر طبي في جامعة بيرزيت يناقش ’برنامج احتضان الحياة’
بيرزيت/ سوا/ نظمت مؤسسة النداء الفلسطيني الموحد وكلية الصيدلة والتمريض في جامعة بيرزيت مؤتمرا طبيا لمناقشة برنامج احتضان الحياة بعنوان "تحسين نتائج النطق لمرضى الشفة الأرنبية وسقف الحلق المفتوح".
وقال مدير البرامج في مؤسسة النداء الفلسطيني الموحد السيد حنا رباح أن "المؤسسة تأسست عام 1978 بالولايات المتحدة الأمريكية من قِبل رجال أعمال فلسطينيين مغتربين بهدف تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، والعمل على تحسين أوضاعهم الإقتصادية والإجتماعية والتعليمية من خلال مجموعة من البرامج والأنشطةالصحية والتعليمية والمجتمعية"، مؤكدا على "استقلالية المؤسسة أيديولوجيا وفكريا".
من جانبه، أوضح رئيس برنامج احتضان الحياة د. جون فان ألست أن "البرنامج يهدف إلى تقوية كفاءات القطاع الطبي الفلسطيني وتوفير عناوين محلية تلجأ إليها عائلات مرضى الشفة الأرنبية وسقف الحلق المفتوح للحصول على العلاج والعناية، والحفاظ على إستقلاليتهبدلا من اعتماده على المساعدات الخارجية".
وأضاف أن "البرنامج نفذ حتى الآن أكثر من 3 آلاف عملية جراحية، بالإضافة إلى سلسلة من الورشات التدريبية للجراحين من أجل تطوير قدراتهم وكفاءاتهم".
بدورها، بيّنت أخصائية النطق والتغذية ميلاني جونجيوارد من مستشفى سينسيناتي للأطفال في الولايات المتحدةأن "اطعام أطفال الشفة الأرنبية وسقف الحلق المفتوح الرضع يتبع عدة إستراتيجيات يواجهها الأطفال بردود فعل متفاوتة".
وأضافت أن "النطق السليم لدى الأطفال يعتمد على التدفق الطبيعي للهواء داخل أعضاء جسم الإنسان المسؤولة عن إصدار الكلام مثل الفم والحنجرة".
فيما أوضحت أخصائية النطق سارة ستيفنسونمن مستشفى سينسيناتي للأطفال في الولايات المتحدةأن "تدفق الصوت يشبه لحد كبير تدفق المياه التي تجري بنسق معين إلى أن تصطدم بحاجز معين"، وبينت أن "كل حركة في أجهزة الجسم المسؤولة عن الكلام ينتُج عنها صوتا معينا"، وأكدت أن "أي خلليصيب هذه الأجهزة ينعكس سلبا على مخارج الأصوات وصحتها".
وخلال الجلسة الثانية من المؤتمر، قدمت أستاذة علاج النطق والسمع في الجامعة آمال أبو قطيش ورقة بحث علمية حول المشاكل السمعية المرتبطة بالحنجرة المشقوقة، بينما ناقش د. جون فان ألست الطرق المتبعة لعلاج هذه المشاكل.
ومن ناحيته،ناقش د. جعفر عايش بعض الحلول الطبية لمشاكل البلعوم قبل أن تناقش ميلاني جونجيوارد وسارة ستيفنسون علاقة البلعوم بمشاكل الكلام وطرق الوقاية منها ومعالجتها، في حين عرض د. وائل حلبي النتائج المحتملة لعمليات الجراحة المختصة بمعالجة صعوبات التكلم.
وفي سياق متصل، تعقد مؤسسة النداء الفلسطيني الموحد ورشة تدريبية على مدار ثلاثة أيام لأخصائيي النطق في فلسطين، بهدف اكسابهم المهارات المتعلقة في كيفية إجراء الفحوصات والعلاج لمرضى الشفة الأرنبية وسقف الحلق المفتوح، حيث تسعى الورشة الى تأهيل أخصائيين محليين في هذا المجال.
ومن جانب آخر، انطلقت اليوم حملة طبية لجراحة وترميم الشفة الأرنبية وسقف الحلق المفتوح وتشوهات الوجه والفكين في الضفة الغربية، وذلك ضمن برنامج احتضان الحياة وبالشراكة مع وزارة الصحة الفلسطينية.
ويتواجد الفريق المتخصص في مجمع فلسطين الطبي في رام الله ومستشفى بيت جالا الحكومي. كما يتواجد أخصائيي النطق لمعاينة المرضى وطاقم متخصص من جامعة بيت لحم (مختبرات الأبحاث الوراثية) لإجراء الفحوصات والاستشارات الوراثية لتلك الحالات.
والجدير ذكره أن الدكتور فان ألست وهو رئيس برنامج احتضان الحياة ورئيس الجراحة في مركز العناية بتشوهات الوجه والفكين والجمجمة في مستشفى سينسيناتي للأطفال في الولايات المتحدة قد قام بتصميم نظام تدريبي لمدة 3 سنوات والذي يوازي منحة دراسية لجراحة الوجه والفكين والجمجمة للجراحين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ونفخر اليوم بوجود جراحين فلسطينيين ضمن برنامج احتضان الحياة في الضفة الغربية قادرين على القيام بهذه العمليات وتقديم العناية لمرضى الشفة الأرنبية وسقف الحلق المفتوح بشكل مستقل، ثلاثة منهم أصبحوا قادرين على تدريب جراحين آخرين، كما ويقوم بعضهم بإجراء عمليات جراحيةشهريا في الضفة الغربية ومتابعة المرضى على مدار السنة.