أمهات الأسرى يناجين أبناءهن برسائل شوق ودعاء بالفرج
طولكرم / سوا /"ولدي حبيبي هنا في سجن مغتصب،
والعين تشتاق من شتى مباهيها،
قد غبت عني فلا أشواق تغمرني،
صدق الحديث لا أستطيع أخفيها،
مضت خمس عشرة من السنوات أحسبها،
دهرا طويلا عسى الإله ينهيها،
أنام في الليل والكابوس يؤرقني،
وظلمة السجن ما أقسى لياليها،
في ذكرك المحبوب في يومك المحبوب أصمت لحظة،
والصمت خير من حديث لم يوافيها."
لم تخرج هذه الأبيات الشعرية من لسان شاعر، بل خرجت من أعماق قلب ولسان أم تشتاق لابنها الأسير الذي مضى على سجنه 15 عاما قضاها بألم المرض ومعاناة القهر، بانتظار انتهاء مدة محكوميته الظالمة البالغة (40)عاما.
هي والدة الأسير أحمد عواد المريض بالقلب منذ سنوات طويلة، يقضيها ما بين غرف السجن المعتمة ومستشفى ما يسمى سجن الرملة، وحالته الصحية تزداد سوءا يوما بعد يوم.
رسالة أم احمد أبرقتها لابنها ولجميع الأسرى في سجون الاحتلال، في يوم الأسير الفلسطيني الذي تزامن مع معركة الأمعاء الخاوية التي خاضوها اليوم، وأبت إلا أن تكون حاضرة في المسيرة التضامنية مع الأسرى إلى جانب العشرات من أمهات الأسرى، انطلقت من خيمة الاعتصام التي أقامتها اللجنة الوطنية العليا لإحياء فعاليات يوم الأسير وسط ميدان جمال عبد الناصر في طولكرم باتجاه مكتب الصليب الأحمر.
وقالت أم أحمد أشد على أياديهم في مطالبهم العادلة، وأتمنى لهم الفرج القريب.
وتوحدت رسائل أمهات الأسرى التي وجهن إلى أبنائهن المناضلين القابعين في زنازين الأسر والعزل، وأجمعن على ضرورة أن تكون قضية أبنائهم على سلم الأولويات في كافة المحافل الدولية، والعمل نحو فضح ممارسات الاحتلال بحقهم، والضغط نحو تحسين ظروفهم الاعتقالية خاصة المرضى، والإفراج عنهم جميعا.
فوالدة الأسير يوسف عبد اللطيف مهداوي الذي يقبع في سجن ريمون بحكم جائر مدى الحياة، مضى منها 14 عاما، وجهت نداء إلى أبناء شعبنا الفلسطيني بأن يكونوا يدا واحدة من أجل الأسرى، ليس فقط في يوم الأسير بل في كل يوم، لأن الأسير يعاني كل ساعة وهو بأمس الحاجة لوقفة تضامنية من شعبه وأهله.
فيما دعت والدة الأسير رائد عتيق الذي يقبع في سجن ريمون بحكم 20 عاما، بقي منها خمس سنوات ونصف، له ولجميع الأسرى بأن يمن الله عليهم بالصحة والعافية وإطلاق سراحهم، وقالت: "الفرج قريب لكل المعتقلين".
وأهدت والدة الأسير محمد نايف بركات، الذي أعادت سلطات الاحتلال اعتقاله بعد الإفراج عنه في صفقة شاليط، والحكم عليه 13 عاما، سلامها منها ومن جميع عائلتها إلى ابنها، ودعت الله أن يرضى عنه ويفرج عنه وعن جميع الأسرى.
كما دعت والدة الأسير نوفل علي راشد عبد الغني، المحكوم 20 عاما قضى منها 16 عاما ويقبع في سجن النقب، ووالدة الأسير محمود حسن كليبي المحكوم مؤبد و30 عاما، قضى منها 15 عاما ويقبع في سجن ريمون، وجدة الأسير الطفل هشام أسعد نعالوة الذي يقبع في سجن مجدو منذ عام دون محاكمة، الله أن يحمي جميع الأسرى وينشلهم من كل ضيق ويثبت أقدامهم في هذه المعركة الحاسمة حتى يتم تحقيق مطالبهم والإفراج عنهم، وفي مقدمتهم الأطفال والمرضى والأسيرات.
وباركت والدة الأسيرين التوأم شادي وفادي مطر، لابنها شادي بحصوله على شهادة الصحافة والإعلام في سجن ريمون، معربة عن أملها في أن يحقق الأسرى مطالبهم العادلة، ودعتهم إلى التحلي بالصبر والثبات على الحق حتى يحققوا نصرهم وحريتهم.
ووجهت والدة الأسير منصور شريم المحكوم 12 مؤبدا و50 عاما، يقبع في سجن جلبوع وقضى مدة 15 عاما، رسالة إلى جميع جماهير شعبنا قيادة وحكومة وشعبا بالوقوف إلى جانب الأسرى في مطالبهم العادلة، ومساندتهم والتضامن معهم، وأن تكون قضيتهم على سلم الأولويات في كافة المحافل والهيئات الدولية.
وأعربت الأسيرة المحررة شفاء القدس ي عن تضامنها الكامل مع الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية، وأكدت ان الجميع يساند الأسرى من الصغير والكبير، ويشدون على أياديهم، مشيرة إلى أن هذه الخطوة رغم صعوبتها وقسوتها إلا أنها ستحقق الكثير بوحدة الأسرى ونضالهم المستمر لتحقيق مطالبهم العادلة.
وباركت مديرة مكتب هيئة شؤون الأسرى والمحررين في طولكرم عصمت أبو صاع، خطوة الأسرى في إضرابهم عن الطعام، موجهة رسالتها لهم إلى مزيد من التحدي والصمود أمام عنجهية الاحتلال، معربة عن أملها في انضمام كافة التنظيمات الفلسطينية في السجون للإضراب وأن يكونوا وحدة واحدة في هذا الإضراب من أجل إنجاحه وتلبية مطالبهم.
وكانت المسيرة انطلقت بمشاركة رسمية وشعبية وفصائلية حاشدة، تضامنا مع الأسرى في سجون الاحتلال والمطالبة بإطلاق سراحهم، ورفع المشاركون شعارات واحدة موحدة وهي الحرية لكافة الأسرى، ورددوا الهتافات المؤيدة والداعمة للأسرى، داعين لأوسع مشاركة وتأييد، والتواجد بخيمة الاعتصام التضامني مع الأسرى أمام ميدان جمال عبد الناصر وسط مدينة طولكرم.
وساروا في شوارع وأزقة المدينة ترافقهم فرق الكشافة، باتجاه مكتب الصليب الأحمر.
ونقل نائب محافظ طولكرم مصطفى طقاطقة للمشاركين بفعالية التضامن تحيات المحافظ أبو بكر وللأسرى الأبطال في سجون الاحتلال وعائلاتهم، موضحاً أن الوقوف إلى جانب المناضلين الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية من خلال إضراب الكرامة والحرية، هو الموقف الطبيعي والطليعي لمحافظة طولكرم الشهداء والأسرى والمناضلين.