بال ثينك تطرح إشكالية الهوية في الواقع الفلسطيني في لقاء حواري
غزة / سوا / نظمت مؤسسة بال ثينك للأبحاث والدراسات السياسية لقاء حوارياً، حول إشكالية الهوية في الواقع الفلسطيني، وذلك بحضور لفيف من المثقفين والنخب المجتمعية والشباب في قاعة المؤسسة.
افتتح اللقاء مدير مؤسسة بال ثينك عمر شعبان، موضحا أن هذا اللقاء يأتي في إطار فلسفة عمل المؤسسة والتي تهدف إلي مناقشة كافة القضايا الاستراتيجية في الواقع الفلسطيني، حيث تحاول بال ثينك أن تعزز الفكر والحوار المعمق حول جملة من القضايا الشائكة في الحالة الفلسطينية، بعيدا عن الترويج الايدلوجي، وذلك بهدف المساهمة في الخروج من النفق المظلم الذي يمر به المجتمع الفلسطيني على اختلاف أماكن تواجده.
بدوره أشار الباحث التنموي تيسير محيسن إلي أن الهوية الوطنية أو القومية هي مركب اجتماعي متعدد الأبعاد ومتغير، وليست ماهية جوهرانية ثابتة، لأنها امتلاك جماعة مميزات مشتركة اجتماعيا وسياسيا (ثقافة، نظام سياسي، ذاكرة تاريخية، شعور جمعي، في القارب ذاته) نفصلها عن غيرها وتجعل منها ماهي عليه.
واعتبر محيسن أن الفلسطينيين خبروا تمايزهم الاجتماعي والسياسي مبكرا، وأن هناك ثلاثة مراحل مرت بها الهوية الفلسطينية وهي التكوين والاستكشاف والتشقق، ورغم كافة التحولات التي مر بها المجتمع الفلسطيني منذ النكبة حتى اللحظة إلا أن الهوية الفلسطينية لا تزال قائمة حيث لا يزال نسبة كبيرة من الفلسطينيين يعرفون أنفسهم ارتباطا بفلسطين الوطن والقضية.
ونوه الباحث محيسن لوجود احتمالين لمآلات تطور الهوية الفلسطينية وهما، إما إعادة الترميم والانبعاث من جديد، إذا ما توافرت مجموعة من الظروف والشروط، وإما مزيد من التراجع وصولاً إلى الذوبان والتلاشي في حال تمكن الاحتلال الإسرائيلي من الاجهاز والتبديد، وإذا ما أعيد رسم خارطة المنطقة على أسس مناطقية ومذهبية وطائفية.
من جهته أكد الكاتب إبراهيم المدهون بأنه لا يوجد تهديد ولا أزمة في الهوية الفلسطينية، وأن الهوية هي شعور يتم استنهاضه وتعزيزه بكافة الصور والمواقف، مؤكداً على أن الأزمات التي تعصف بالمجتمع الفلسطيني يمكن عبورها دون المساس بالهوية الفلسطينية، وأن المواطن الفلسطيني مدرك للهوية ولديه الوعي الكافي لحمايتها.
وفي نهاية اللقاء أكد المشاركون خلال مداخلاتهم على ضرورة امتلاك الوعي النقدي وتعزيز الصمود الوطني كمدخل لتعزيز مفهوم الهوية وحمايتها، وأنه لابد من مساندة الشباب في الخروج من أسر العزلة والاستقطاب والخروج من حالة التشوه الاستعماري.