"الأضحى" ينكأ جراح ذوي شهداء العدوان

115-TRIAL- غزة /سوا/ صباح اليوم نهض طفلا الشهيد محمد معين أبو عجوة، ملاك (5 أعوام) ومعين (7 أعوام)، كالمعتاد على تكبيرات صلاة العيد، لكنهما هذه المرة سيفقدان ذاك الوجه الملائكي الذي كان يصحبهما إلى صلاة العيد، ويحضر لهما "العيدية"، بعد أن كان يقضي معهما أجمل ليلة وهما ينظران إلى ملابس العيد الجديدة، ويستعجلان ارتداءها.
لن يشفع صغر سنهما للذاكرة أن تنسى شيئا، كيف يكون ذلك ومعتصم ذو العامين ما إن يذكر اسم والده حتى يجهش بالكباء؟ لا لشيء سوى أنه يشتاق أن يسمع صوته.
لن تحتفظ ملاك هذا العام بصورة تذكارية لوالدها، اعتاد أن يلتقطاها معا في كل عيد سؤالها عن الصورة سيدفع أمها إلى فتح ألبوم الذكريات.
معين يذكر الكثير من تصرفات والده، ويذكّر بها من حوله. سيذهب الطفل إلى صلاة العيد مع جده أو عمه هذه المرة، وسيكمل معهما زيارة الأرحام وهو "ابن الشهيد".
تروي زوجة الشهيد وتكنى بـ "أم معين"، أن ليلة العيد كانت ليلة سهر ولهو بين زوجها وأطفاله، "ففرحتهم بالملابس الجديدة والعيد كانت تدفعهم إلى السهر، فيتركهم والدهم على راحتهم، يلهون معه.
في الشجاعية، يتجول معتصم العراعير ذو الثلاثة عشر ربيعا بالحي، فتثبت له ملامح المدينة المدمرة أن كل شيء حوله بعد السابع من يوليو الماضي قد تغيّر، لكن مأساة هذا الفتى تكمن في التغيّر الأكبر، الذي يتعلق بفقدان والده الشهيد سامي أحمد العراعير (50 عامًا) وشقيقه الشهيد فتحي (20 عاما)، فمهما حاول أشقاؤه تعويض الفراغ واجتهادهم في إثبات أن الأمر "عادي" لن ينجحوا، فهم كما يقول معتصم "مش زي أبي.. الله يرحمه".
كان معتصم وحمزة (7 أعوام) لا يفوّتان "مشاوير" والدهما للتجهيز للعيد، فهما الأصغر بين أبناء الشهيد الستة (خمس ذكور وفتاة). كانا يذهبان معه لشراء الملابس ثم الحلويات والمكسرات. وكيف لا وهذا الأب الحاني ذو شعبية كبيرة شمل عطفه وتعاونه الكثير ممن حوله؟
تقول زوجته أم محمد (45 عاما): "رغم ضيق الحال إلا أنه كان رحمه الله حريصًا على أن يوفّر لنا أجود أنواع الحلويات والمسليات في العيد، كان لا يبخل علينا بشيء".
وتضيف: "ما حدث جريمة كبيرة لا تُنسى، كيف لي أن أنسى أن زوجي وابني استشهدا وبقيا أياما تحت الركام (...) حسبنا الله ونعم الوكيل"، داعية لهما بالرحمة والقبول.
1
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد