ورشة عمل بغزة تدعو القمة العربية لدعم الحقوق الفلسطينية ورفض مشاريع التوطين
غزة / سوا/ نظم المكتب التنفيذي للجان الشعبية في مخيمات قطاع غزة، اليوم، ورشة عمل بعنوان "آفاق وتوجهات المواقف الإسرائيلية والأمريكية تجاه قضايا اللاجئين والاستيطان" في مدينة غزة، بحضور حشد واسع من الشخصيات والمفكرين والمهتمين بقضايا اللاجئين والاستيطان وقادة العمل الوطني والشعبي ومؤسسات المجتمع المدني .
ورحب عبد الحميد حمد عضو المكتب التنفيذي للجان الشعبية ومسئول دائرة الإعلام بالحضور، مؤكداً أن شهر آذار يحتل حيزاً كبيراً في الذاكرة الفلسطينية لما يحتويه من محطات نضالية مشرقة بنضالات شعبنا قدمت خلالها المرأة الفلسطينية أروع صور الصمود في معارك النضال الوطني والاجتماعي والإرادة والوحدة الوطنية.
وأشاد حمد بأهمية التلاحم مع أبناء شعبنا في فلسطين التاريخية الذي حاول الاحتلال عبر مشاريعه الاستيطانية تغيير معالم الهوية العربية للأرض والثقافة والإنسان إلا أن هذه المخططات لم تنجح في كسر الإرادة والنضال والتضحيات في سبيل نيل حقوقنا المشروعة .
وحذر حمد من التغيرات التي تعصف بالساحة الفلسطينية جراء استمرار الانقسام وتراجع المشروع الوطني وتقدم المشروع الصهيوني القائم على فرض الحلول الإسرائيلية والأمريكية المجزوئة والمرفوضة فلسطينياً .
وفي هذا السياق، أكد الدكتور زكريا الأغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون اللاجئين، على أهمية هذه الورشة لما تحتويه من أوراق بحثية تتعلق بقضايا اللاجئين الفلسطينيين، خاصة وأنها تأتي مع اقتراب ذكرى يوم الأرض الخالد والذي يمثل معلماً بارزاً لتاريخ الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرض آبائه وأجداده، وتثبتهم بالهوية الوطنية وحقهم في الدفاع عن أنفسهم وأرضهم في وجه آلة القتل والإرهاب التي تمارسها دولة الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته في خطوة تهدف لإبعادهم عن أرضهم.
وأضاف الأغا: أن يوم الأرض يجسد فيها المواطن الفلسطيني التأكيد على تمسكه بأرضه والملحمة البطولية التي جسدت عمق ارتباط الفلسطيني بأرضه وما قدمه من تضحيات ارتوت دمائه فيها بالأرض الفلسطينية على أمل تحقيق حلم إقامة الدولة العتيدة وعاصمتها القدس ، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني البغيض كخطوة متقدمة نحو إنهاء الاحتلال وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم .
ودعا الأغا جامعة الدول العربية لتحمل مسؤولياتها نحو القضية الفلسطينية في ظل التدهور الخطير الذي تشهده المناطق المحتلة والذي يتطلب أن ترتقي نتائج القمة العربية القادمة التي يتزامن انعقادها مع هذه الورشة في ظل المستوى الخطير للتحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية.
وأكد الأغا من موقعه في القيادة الفلسطينية، على ضرورة إنهاء حالة الانقسام الداخلي واستعادة الوحدة الوطنية واستنهاض الحالة السياسية على أساس البرنامج الوطني الموحد عملا بما جاء في حوارات اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني في بيروت وحوارات موسكو بين الأطراف الفلسطيني كافة .
وتناولت ورشة العمل أوراق عدة، تحدث فيها خالد شعبان مدير مركز التخطيط والدراسات في منظمة التحرير عن فلسطينيي الثمانية والأربعين كلمة, تحدث فيها بأن يوم الأرض كان حدثا مهماً للنضال الفلسطيني حيث لجأت إسرائيل لإصدار عشرات المشاريع حول التوطين، مضيفاُ أن الاحتلال وفي فترة ما بين عام 1948 حتى عام 1966 قام بتطبيق الحكم العسكري بهدف مصادرة علاقة الإنسان الفلسطيني بوطنه ، مشيراً إلى أن الفلسطينيين في عام 1948 كانوا على هامش الحركة الوطنية نظراً لعدم وجود اتصالات تؤدي إلى تنمية الوعي الفلسطيني بالأرض، حيث أصدر الاحتلال قانون "الحاضر الغائب" والذي عمل من خلاله على حرمان الفلسطينيين من البقاء على أرضهم أو السكن في منازلهم حيث اعتبرهم الاحتلال مجرد أعداء بالنسبة له في جميع المجالات حيث أقدم على ارتكاب عدد من المجازر من أشهرها مجزرة كفر قاسم .
وأضاف شعبان أن الاحتلال لجأ في تلك الفترة لتطبيق سياسات ما تسمى بالترانسفير ومصادرة الأراضي بأوامر عسكرية عبر جيش الاحتلال ، وبناء الجدران وطمس معالم المدن العربية.
بدوره، أكد جمال البابا الباحث في قضايا الاستيطان أن الاحتلال الإسرائيلي ومن وراء مشاريعه الاستيطانية سعى إلى اقتلاع المواطنين الفلسطينيين من أرضهم حيث كانت معظم المكونات السياسية في المجتمع الإسرائيلي تنظر للاستيطان بالضفة على أنه تطور طبيعي ويجب عدم مواجهته من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلية، بل يجب عليها أن تقوم بدعمها، لكن الصهيونية السياسية يقول البابا أنها كانت تنظر للاستيطان من زاوية مختلفة وأن الأرض المحتلة هي أراضي متنازع عليها ، ولا يحق لأحد أن يدعي أنه صاحب الملكية لهذه الأرض على اعتبار أن هذا يخدم التفسير الإسرائيلي للقرار 242 وأن تعيش الدول في حدود آمنة ومعترف بها باتجاه تغيير هذه الحدود بما يخدم وجهة النظر الإسرائيلية.
من ناحيته، أكد رائد نجم الأكاديمي والباحث في القضايا السياسية الأمريكية في قضية اللاجئين، أنه وبعد وقوع الحرب العالمية الثانية تقدمت الولايات المتحدة لتحل مكان قوى الاستعمار ، حيث كانت لها مصالح من أبرزها احتواء مواجهة النفوذ السوفيتي في المنطقة العربية ، وضمان تدفق إمدادات النفط في المنطقة كسوق أمام البضائع الأمريكية وحرية الملاحة فيها ، خاصة في المنافذ البحرية ، والحفاظ على أمن إسرائيل والاهتمام بالمنطقة كسوق أمام البضائع الأمريكية واستمرار الاقتصاد الأمريكي بالدوران، مضيفاً أن المواقف الأمريكية تجاه قضاياه اللاجئين منذ وقوع النكبة لا تنسجم مع قرارات الشرعية الدولية فيما يتعلق بحق العودة بل عملت الإدارات الأمريكية المتعاقبة على تشكيل حماية لإسرائيل وممارساتها التهجيرية والانسجام معها في مشاريع شطب حق العودة وتشجيع التوطين في الدول العربية والحل الإقليمي للمسألة الفلسطينية.
أما زياد الصرفندي رئيس المكتب التنفيذي للجان الشعبية أكد على أهمية التمسك بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وخصوصاً القرار 194 القاضي بحق العودة للاجئين ورفض كافة مشاريع التوطين والوطن البديل، مشدداً على استمرار تقديم خدمات الاونروا باعتبارها شاهد حي على مأساة اللاجئين، وفضح الممارسات الإسرائيلية من خلال استثمار كافة المنجزات الدبلوماسية التي تحققت بفعل دولة فلسطين في المؤسسات الدولية ورفض كل المواقف الإسرائيلية تجاه شرعنة يهودية الدولة.