بدء الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية ولا اعتذارات عن عدم المشاركة
عمان / سوا / أكد وزير الدولة الأردنية لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومةالدكتور محمد المومني أن الدبلوماسية الاردنية تنشط الآن لإنجاح التحضير لقمة عمان العربية بمختلف الملفات، التي ستطرح أمام مجلس الجامعة العربية، والذي سيرفع تلك القرارات إلى قمة الزعماء العرب في التاسع والعشرين من الشهر الجاري.
وتبدأ اليوم في مقر القمة بمنطقة البحر الميت الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية.
وقال المومني لصحيفة "الغد" الأردني، إن "الأردن يتمتع بفضل قيادته بحضور ومصداقية عاليين وعلاقات طيبة مع كافة الأشقاء العرب". مشيرا الى ان الاردن يعمل لاستثمار هذا الوضع الايجابي "لتكون قمة عمان القادمة محطة ناجحة من محطات العمل العربي المشترك".
وأشار الى "إننا نتطلع لأن تكون قمة عمّان العربية محطة من محطات العمل العربي المشترك المتكامل، لمواجهة التحديات الماثلة أمام الأمن القومي العربي، وان تكون فرصة ومنبراً للزعماء العرب، ليعبروا عن مواقفهم تجاه القضايا العربية كافة والتي تتصدرها القضية الفلسطينية".
وشدد المومني أن الأردن بعلاقاته الأخوية القوية مع أشقائه العرب ومكانة الملك عبدالله الثاني العربية والعالمية، "تعد من أهم عوامل إنجاح القمة".
ووفقا للمعلومات الراشحة فإن الأردن لم يتلق خلال التحضيرات الجارية للقمة، أي اعتذارات عن حضور هذه القمة حتى اللحظة.
ووفقا لمصادر مطلعة، فسيشارك في قمة عمان العربية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
كما سيشارك أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على رأس وفد قطري رفيع المستوى في أعمال القمة، وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح والرئيس الفلسطيني محمود عباس ، إضافة الى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي . كما يشارك عن لبنان الرئيس ميشيل عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، اضافة الى جلالة ملك المغرب محمد السادس.
فيما علمت "الغد" ان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "لن يشارك" في أعمال القمة العربية، فيما سيشارك فيها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي.
وفيما يتعلق بسلطنة عمان، تشير المصادر الى ان السلطان قابوس بن سعيد لن يشارك في اعمال القمة، حيث سيشارك مندوبا عنه اسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي، والممثل الخاص للسلطان قابوس بن سعيد.
كما ان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لن يشارك في القمة العربية، حيث يشارك مندوبا عنه رئيس مجلس الأمة الجزائري عبد القادر بن صالح، والذي يعتبر الرجل الثاني في الجزائر بحسب الدستور.
ومن المقرر ايضا المشاركة الرفيعة لكل من السودان وموريتانيا وجيبوتي وجزر القمر، فيما سيشارك في القمة أمين عام الامم المتحدة أنطونيو غوتيريس والمبعوث الشخصي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الدولي للأزمة السورية ديمستورا.
وكان الوزير المومني افتتح ظهر أمس المركز الاعلامي للقمة العربية. واكد المومني، خلال حديثه للصحفيين، ان الأردن "يتطلع الى اليوم الذي تعود فيه سورية الى عضوية جامعة الدول العربية".
ولن تحضر سورية القمة المرتقبة نظرا لتعليق عضويتها من قبل الجامعة العربية منذ سنوات قليلة.
لكن المومني قال ان الدولة السورية "ستكون حاضرة في القمة، وسيكون مقعدها وعلمها حاضرين"، مؤكدا ان الدول العربية المشاركة في القمة "ستعمل على الملف السوري لحل الصراع الدائر في سورية".
وقال ان المعلومات الأولية تشير الى أن القمة العربية المرتقبة "ستكون من أكثر القمم العربية حضورا".
وأشار المومني إلى أن القضية الفلسطينية تتصدر بنود القمة، لغياب حل شامل لها وغياب العدل للشعب الفلسطيني، ولأن الأمة العربية اتخذت قراراً استراتيجيا، بأن يكون هناك توافق على إنهاء الصراع على أساس حل الدولتين.
وأكد المومني ان حضور زعماء القادة العرب وتناول القضية الفلسطينية بمرتكزاتها ومحاورها وأبعادها، له أهمية سياسية كبيرة، ما يعد مؤشراً على أن الأمة العربية أمة سلام.
وفيما يتعلق بالملف العراقي، فأكد المومني أن الدول العربية كافة متوافقة على دعم جهود الشعب العراقي الشقيق في التعامل مع التحديات الأمنية المختلفة، ومكافحة الإرهاب والتطرف، والتركيز على المصالحة الوطنية بما يضمن أمن واستقرار العراق الشقيق.
كما استعرض المومني التسهيلات التي ستوفر للصحفيين خلال أعمال القمة، مشيرا الى ان القمة "ستكون قمة رقمية". مقدما الشكر لكل الجهات المساهمة في الإعداد والتحضير لأعمال القمة، وخص بالشكر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والعاملين بها كافة، كما رحب بمختلف وسائل الإعلام التي ستشارك في تغطية أعمال القمة.
وثمن المومني دور الإعلام المحلي في تعزيز دور الإعلام العربي والدولي، لما تحظى به القمة المقبلة من اهتمام عالمي.
وأشار إلى انه سيكون بعد كل اجتماع تحضيري ايجاز إعلامي تقدمه السفيرة ريما علاء الدين من وزارة الخارجية الأردنية، يتناول أهم مداولات الاجتماعات، متطرقا إلى انه في نهاية القمة سينشر "بيان عمّان" الذي يتضمن جميع قرارات القمة.
وتجول المومني امس في جميع مرافق المركز الإعلامي بفندق جراند إيست البحر الميّت، وتحدث خلالها للصحفيين المعتمدين الراغبين بالاطلاع على الجهود المتواصلة التي يبذلها الأردن لاستضافة القمة العربيّة.
وكانت الاجهزة الامنية بدأت بمرحلة الغلق الأمني لمنطقة انعقاد القمة في البحر الميت اعتبارا من يوم أمس الاربعاء.
وبينت الاجهزة الامنية ان المتابعة والتدقيق تشمل المواطنين وقاطني المنطقة افرادا ومركبات والذين تم تزويدهم بتصاريح امنية مسبقا تخولهم بدخول المنطقة.
وتم تحديد منطقة الغلق الأمني، بين منتجع هوليدي إن ومنتجع كراون بلازا، وتم التأكيد على انه لا يسمح بدخول المنطقة حتى الساعة الثانية عشرة من ليلة يوم الخميس 30 آذار (مارس) إلا لحاملي التصاريح الأمنية فقط.
وأوضحت الأجهزة الامنية أنه في إطار الإجراءات الأمنية لتأمين منطقة انعقاد القمة العربية "تم إغلاق المراكز التجارية المولات المتواجدة في المنطقة"، وأن عملية الغلق "ستستمر طيلة أيام القمة".
واعتبر وزير الشؤون السياسية الأسبق بسام حدادين ان مرحلة التحضير للقمة بدأت منذ أن قبل الاردن استقبال القمة على أراضيه.
واشار حدادين لـ"الغد" الى ان هذه التحضيرات لها أقنية ومستويات متعددة، تتوج في اجتماع وزراء الخارجية العرب عشية انعقاد القمة، وتكون هذه الجلسة لوزراء الخارجية بمثابة مصفاة لكل التحركات والرسائل المتبادلة واهتمامات الدول التي ترسلها بالعادة الى رئاسة المؤتمر.
واكد على ان الدبلوماسية الاردنية "نشطة" في ادارة هذا الملف، وتسعى لتوافقات إزاء الملفات المطروحة، سيما وأن قرارات القمة تصدر بالاجماع والتوافق كما هو معروف.
واشار حدادين الى نشاط وزير الخارجية أيمن الصفدي "ملاحظ" على هذا الصعيد، فيما ينشط وزيرا خارجية مصر وقطر في التواصل مع الخارجية الاردنية فضلا عن دور السفارات العربية بهذا الشأن.
وتوقع حدادين ان تكون قمة عمان "بداية الخروج من حالة التردي العربي وهي الآن بأسوأ أشكالها"، حيث ستعرض ملفات بكل التحديات والاخطار المحدقة بالأمة العربية.
ومن الملفات التي ستتناولها القمة حل الدولتين، وموضوع نقل السفارة الاميركية الى القدس ، وربما ملف القدس برمته، وتقديم الدعم للسلطة الفلسطينية، اضافة الى الملف السوري، الذي يتوقع ان ترتفع فيه الاصوات الداعية الى الحل السياسي، ودعم مؤتمري استانا وجنيف، فيما "سيغيب عنها المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الاسد"، بحسب محللين.
وتوقع حدادين ان يشهد ملف العلاقات المصرية السعودية "مصالحات استثنائية"، وان "يخرج موقف موحد من التدخلات الإيرانية بدول المنطقة، اضافة لدعم التحالف العربي في معركته باليمن، والتأكيد على موضوع العراق وحربه ضد الارهاب، والارهاب كملف منفصل للتعامل معه".
واعتبر ان دعوة المبعوث الروسي للقمة كمراقب "خطوة ذكية جدا"، وقال "هذه الدعوة من شأنها كسب مساندة الروس لدعم الحل السياسي في سورية".