السفير التونسي: نرفض التطبيع مع الاحتلال وقريبا اتفاقيات لدعم فلسطين

السفير التونسي والحمدلله / ارشيفية

  رام الله / سوا / قال السفير التونسي في فلسطين الحبيب بن فرح، إن موقف بلاده "الثابت رفض أي شكل من اشكال التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي، الذي يقتل، ويهدم، وينتهك في كل يوم حقوق الشعب الفلسطيني".

واكد بن فرح في سياق رده على سؤال حول زيارات وفود عربية الى كيان الاحتلال، في مقابلة مع وكالة الأنباء الرسمية لمناسبة عيد الاستقلال التونسي، أن تونس "كانت وستظل داعمة للقضية الفلسطينية، وان أي تطبيع مع الاحتلال بالنسبة للشعب والقيادة التونسية مرفوض تماما"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الاحرى بهذه الوفود زيارة دولة فلسطين عبر المؤسسات الشرعية الفلسطينية.

وشدد بن فرح، والذي هو سفير فوق العادة، شدد على ان تونس ستظل تدعم الشعب الفلسطيني حتى ينال كافة حقوقه المشروعة ويتحرر من الاحتلال، وهذا هو الموقف الذي وجه الرئيس محمود عباس للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي ، الشكر عليه في اطار الجهود التونسية لمناهضة الاحتلال والاستيطان خلال مؤتمر باريس.

وقال: ان هناك جملة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين الشقيقين ستوقع قريبا، في مختلف المجالات بدءا من تطوير الاتفاق الإطاري للعلاقات الثنائية بين البلدين والذي سيرتفع من الاعتراف بمنظمة التحرير الى العلاقات الثنائية بين دولتين، اضافة الى مذكرات تفاهم واتفاقيات لتبادل الخبرات في سبيل دعمنا للدولة الفلسطينية وبناء مؤسساتها.

واشار الى ان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي قد وجه دعوة لرئيس دولة فلسطين محمود عباس لزيارة تونس في القريب العاجل، تزامنا مع دعوة وزير الخارجية التونسي لنظيره الفلسطيني لزيارة مماثلة لبحث افاق التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات، في الوقت الذي من المقرر فيه زيارة رئيس الوزراء رامي الحمد الله لتونس للمشاركة في مؤتمر وزراء الداخلية العرب.

ثقافيا واعلاميا، اكد السفير التونسي أن الامر لن يقف عند اتفاقية التوأمة بين القدس العاصمة الدائمة للثقافة العربية وصفاقس عاصمة الثقافة العربية لسنة 2016، بل سيتعداها قريبا الى المزيد من التواصل الثقافي، وان وفدا اعلاميا تونسيا يفترض ان يزور وكالة الانباء الرسمية الفلسطينية لمزيد من التعاون، كما هو الحال بين الاذاعة والتلفزيون الرسمي للبلدين.

واضاف بن فرح ان تونس سترفع ايضا عدد المنح الدراسية التي وصلت الى 200 منحة جامعية، وعشر منح مخصصة للطلبة المقدسيين للدراسة في الجامعات التونسية، اضافة الى مذكرة تفاهم مع معهدي الادارة بين البلدين لتبادل الخبرات.

وفي المجال التجاري، لفت الى ان هناك مساعي لتطوير الاطار القانوني الذي يسمح بتبادل تجاري بين البلدين، خاصة بعد رئيس هيئة تشجيع الاستثمار، وصندوق الاستثمار الى تونس في اطار مؤتمر الاستثمار الذي عقد هناك العام الماضي في السعي لرفع افاق التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين، عبر مجلس اعمال مشترك، اضافة الى زيارة عدد من رجال الاعمال الفلسطينيين الى تونس.

وتطرق السفير الى التعاون في مجال الصحة سيفعل اكثر بعد زيارة مجموعة من الكفاءات الطبية الفلسطينية الى تونس في سبيل التبادل الخبرات، اضافة الى التعاون بين وزارتي التنمية الاجتماعية، في السعي التونسي للمساعدة على تطوير مؤسسات الدولة الفلسطينية.

تونسيًا، قال بن الفرح إن الثورة التونسية التي كانت "ثورة حرية وليست ثورة جوع، وقد نجحت في ان تكون نموذجا في سلميتها وانجازاتها على الصعيد الديمقراطي، ترجمت على الارض واقعا يرضى عنه كل ابناء الشعب التونسي بدءا من السلمية التي استعاضت عن صناديق الرصاص في تحقيق مطالبها، بصناديق الاقتراع التي توج الرباعي التونسي فيها بجائزة السلام، وصولا الى تحقيق المطالب الشعبية والوطنية التي تجهد كل الاطراف التونسية لتحقيقها".

وطالب السفير كافة ابناء المنطقة باتخاذ ذات النهج في بناء بلادهم، ومحاربة ونبذ الارهاب "الذي دمر وما زال يدمر الاوطان"، مشيرا الى أن تونس عمدت بعد الثورة الى جملة اصلاحات سياسية وتنموية اقتصادية، وتربوية "لغرس ثقافة الانتماء وتقبل الاخر في بلد ترجع فيه هذه الافكار الى الاف السنين منذ ايام قرطاج التي كانت منارة في العلم والفكر في العالم القديم".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد