تفاصيل المواجهة الاستثنائية بين سوريا واسرائيل

سهم 2 في تجربة اختبار

القدس / سوا / في اشتباك وصفته وسائل الإعلام الاسرائيلية بالأخطر بين سوريا وإسرائيل منذ بدء الأزمة السّورية، استهدف الجيش السّوري مقاتلات إسرائيلية بصواريخ مضادة للطائرات، بعدما توجهت تلك المقاتلات لتنفيذ “مهمّة”، وفق تعبير الجيش الإسرائيلي.

ونفت إسرائيل ما أعلنه النظام السوري من إسقاط مقاتلة إسرائيلية خلال تنفيذ غارات في العمق السوري.

وبحسب المعلومات الإسرائيلية، فقد قام سرب من 4 مقاتلات بتنفيذ ثلاث غارات شمال سوريا، استهدفت شحنات أسلحة استراتيجية كانت تعد لنقلها للبنان لصالح حزب الله، يعتقد أنها صواريخ سكود دي بعيدة المدى (700 كلم)، فيما كان سرب ثانٍ يحلق فوق ملتقى الحدود السورية والأردنية والإسرائيلية، بحكم أن إسرائيل تحتل هضبة الجولان. وإحدى المقاتلات المغيرة خفّضت تحليقها فاكتُشفت من خلال منظومة الرادار السورية، كما كُشفت بقية الطائرات، فأطلقت ثلاثة صواريخ “سام 5” تجاه الطائرات التي كانت غادرت الأجواء السورية، حيث سقطت شظايا صاروخين في منطقة إربد شمال عمان، فيما توجه الصاروخ الثالث تجاه الأراضي الإسرائيلية، وتم اعتراضه بواسطة منظومة “السهم 2” الإسرائيلية فوق منطقة الأغوار، في حين أطلقت صفارات الإنذار في المستوطنات الإسرائيلية، كما أغلقت إسرائيل مجالها الجوي لساعات أمام الطيران المدني في المنطقة الشمالية.

 

 

واستخدمت هذه المنظومة سهم 2 المختصة في اعتراض الصواريخ متوسطة إلى بعيدة المدى، لأن صواريخ “سام 5” صواريخ قديمة وكبيرة الحجم نسبياً، كما تبين الصور التي التقطت لبقاياها في إربد الأردنية، واستخدمت للمرة الأولى ضد المقاتلات الإسرائيلية، لكنها الثانية التي يرد فيها النظام، حيث أطلق مضادات أرضية على مقاتلات إسرائيلية في أيلول/سبتمبر الماضي، وادعى حينها أيضاً أنه أسقط طائرة إسرائيلية.

أجواء روسية سورية نهاراً وللإسرائيليين ليلاً

قبل أسبوع فقط التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، وهو اللقاء الخامس من نوعه، بهدف صيانة التنسيق بين الجيشين فيما يتعلق بسوريا. وكانت مصادر إسرائيلية عسكرية أوضحت أن التنسيق يشمل تبادلاً للمعلومات الاستخباراتية بين الجيشين، وأن أي تحليق للمقاتلات الإسرائيلية في سماء سوريا تعلم به روسيا مسبقاً من خلال إبلاغها ومن خلال منظومة الرادار إس 400 التي نشرتها في قاعدة حميميم، لكن على الجانب الآخر رأى المعلق العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت” رون بن يشاي أن الأسد قام بالرد لأنه يراهن على أن إسرائيل لن تكسر قواعد اللعبة بوجود الجيش الروسي على الأرض في سوريا، ولهذا فإن “رده مدروس”، على ما قال. لكنه أشار أيضاً إلى أن “التطور مقلق لإسرائيل، لأنه يُظهر تغييراً في المعادلة يحمل عناصر تفجير للوضع في طياته”.

مؤخراً، لفتت مصادر أمنية إسرائيلية إلى أن إيران تسعى لتدشين طريق بري لنقل أسلحة من إيران عبر العراق إلى سوريا فلبنان، الأمر الذي يقلق إسرائيل في أي مواجهة مقبلة مع حزب الله لجهة إمداده من قبل إيران بالأسلحة.

ولأول مرة، تستخدم إسرائيل منظومة “السهم 2” بشكل فعلي لاعتراض صاروخ، وكان من المفترض أن يعلن الاثنين المقبل عن تسليمها لسلاح الجو الإسرائيلي، وإقامة وحدة الاعتراض الجوي تحت مسمى “مقلاع داود”.

لكن مصدراً في سلاح الجو الإسرائيلي أكد أن جميع منظومات الدفاع الجوي أصبحت عملاتية وباتت إسرائيل تملك ثلاث طبقات من الحماية الطبقة الدنيا، وهي القبة الحديدية المختصة باعتراض الصواريخ قصيرة المدى، وهي في الخدمة منذ العام 2011، والطبقة الوسطى هي “الصولجان السحري” لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى، أما الطبقة العليا فهي منظومتا “السهم 2” و”السهم 3″، المختصة باعتراض الصواريخ متوسطة إلى بعيدة المدى، يضاف إليها منظومة “الباتريوت” أو “الألماس” بتسميتها الإسرائيلية، وتتميز بالإضافة لاعتراض الصواريخ الباليستية باعتراض مقاتلات – سبق وأسقطت طائرة ميغ سورية فوق الجولان – وطائرات بدون طيار.

وقال مصدر في سلاح الجو الإسرائيلي إن الحرب المقبلة مع حزب الله أو مع حماس ، لن تشهد إطلاقاً لصواريخ إحصائية فقط كالكاتيوشا وإنما صواريخ متطورة وأكثر دقة وفتكا،ً وقد تكون الحرب متعددة الجبهات.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد