الأغا يدعو لإنهاء الانقسام وإعادة اللحمة للشعب الفلسطيني

د. زكريا الأغا

غزة / سوا/ دعا د. زكريا الأغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون اللاجئين للاهتمام بالوضع الفلسطيني الداخلي وفي مقدمته "الانقسام المدمر"، مؤكدا أنه " أضعف جبهتنا الداخلية في مواجهة ما نمر به من تحديات".

جاء ذلك، خلال حفل تأبين جميل شحادة الأمين العام الراحل للجبهة العربية الفلسطينية عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حيث أكد الأغا بان  شحادة كان يعمل بكل جهد وعزيمة صادقة من اجل حرية شعبه ووطنه في المنفي والشتات وفي داخل الوطن بعد العوده اليه.

وحيا الأغا المشاركين في التأبين بإسم الرئيس محمود عباس ، مستذكرا أن الفقيد لم يكن قائدا عابرا بل كان استثنائيا بأخلاقه الثورية وايمانه بحقوق شعبه الوطنية غير القابلة للتصرف وبعلاقاته المتميزة مع جميع ألوان الطيف السياسي الفلسطيني.

وشدد الأغا على ضرورة إعادة اللحمة للشعب الفلسطيني، مضيفا: " التاريخ لن يرحمنا وإن الأجيال القادمة من أبناء شعبنا لن تغفر لنا هذه الخطايا"، معبرا عن أسفه " لطغيان الأمور الشخصية والحزبية على المصالح الوطنية، مما يجعل الخاسر الأكبر هو القضية الفلسطينية".

وطالب الأغا الجميع  للعمل الجدي والسريع لإنهاء الانقسام وإعادة اللحمة بين أبناء الشعب الواحد، متابعا: " فلا يغرن أحداٌ منا أوهام دولة هنا أو إمارة هناك فلا دولة إلا دولة فلسطينية تشمل كل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، القدس وغزة والضفة الغربية مستقلة كاملة السيادة لا دولة في غزة أو بدونها ولا دولة بدون القدس هذا هو قرار شعبنا ولن نحيد عنه". 

ووصف الأغا شحادة بأنه " قاد بكل حكمة واقتدار الجبهة العربية الفلسطينية وسط التحديات ليجعلها متماسكة امتدت جذورها في الوطن والشتات لتشكل رافدا وذراعا قويا لمنظمة التحرير الفلسطينية التي آمن بها وعمل من أجل ترسيخها مع كل إخوانه في قيادة العمل الوطني ممثلاً وطنياً وحيدا للشعب الفلسطيني واطارا وطنيا جامعا لكل ابناء الشعب الذي ترسخ وجوده بدماء الشهداء وعذابات الاسري ومعاناة شعبنا في كل مكان". 

وقال الأغا: " هذا الاطار الوطني الذي اكتسب اعتراف دول العالم به ابتداء من قمة الرباط عام 1974 وحتى الآن، هذا الاطار الوطني الجامع منظمة التحرير التي حاول البعض من قبل ويحاولون الآن القفز عليها ولاستبدالها بأطر ومسميات مختلفة.

وأضاف أن المنظمة ومنذ انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة عام 1965، أصبحت رمزاً لنضالات وتضحيات الآلاف من الشهداء والأسرى، فقد آمن بها شعبنا واحتضنها في مخيماته وقراه ومدنه على امتداد الوطن والشتات.

وأردف الأغا في استعراضه للوضع السياسي بأن ما يمر به شعبنا وقضيته من تحديات وصعوبات، في ظل استمرار الاحتلال الاسرائيلي وحكومة اليمين في ممارساتها القمعية من قتل وتدمير للبيوت وتوغل في الاستيطان وبحصار خانق لقطاع غزة، وتسارع في تهويد مدينة القدس العاصمة الأبدية لدولتنا الفلسطينية، واستصدار التشريعات الاستيطانية، والعمل على ضم الكتل الاستيطانية، وتضييق الخناق على شعبنا في القدس من خلال اجراءات طالت حتى دور العبادة وحريتها ومنع رفع الآذان في مساجدها.

وذكر أيضا: "كل ذلك يجري تحت سمع وبصر العالم ورغم القرارات الدولية التي صدرت ضد هذه الممارسات وآخرها قرار 2334 في مجلس الأمن، والعالم لا زال يتعامل مع اسرائيل كدولة فوق القانون مستغلة الحماية الدولية لها من خلال الفيتو الأمريكي، والذي يعطل اللجوء للبند السابع في مجلس الأمن لإجبار اسرائيل من خلال خطوات متصاعدة لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية".

وحذر الأغا من توجهات الادارة الأمريكية الداعمة كلياً لممارسات اسرائيل ولليمين المتطرف في اسرائيل ليشجعها على ابتلاع الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية ولتحديها للعالم كله برفض حل الدولتين وإغلاق الطريق أمام كل امكانيات الحل السياسي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي ومحاولة استبداله بحل اقليمي يقفز على الحقوق الوطنية الفلسطينية خاصة قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وحق اللاجئين في العودة.

ووصف الأغا ما تشهده المنطقة العربية من حروب وصراعات واشغال الدول العربية بمشاكلها الداخلية وتدمير كل مقدراتها وتبديد كل ثرواتها، ما هو إلا لترسيخ وجود اسرائيل لاستكمال مخططاتها وأطماعها التوسعية ليس في فلسطين فحسب بل في المنطقة بكاملها.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد