لأول مرة منذ تنصيبه.. ترامب يهاتف الرئيس عباس مساء اليوم

دونالد ترامب والرئيس محمود عباس

القدس /سوا/ يتوقع أن يهاتف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره رئيس دولة فلسطين  محمود عباس  اليوم الجمعة، لأول مرة منذ توليه الرئاسة في الولايات المتحدة.

وبعد فتور في العلاقات بين واشنطن و رام الله ، خصوصا في ظل التقارب الواضح بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ، أبدت القيادة الفلسطينية امتعاضها وتذمرها لتجاهل ترامب الرئيس الفلسطيني، وإصداره العديد من التعليقات حول مسائل تخص القضية الفلسطينية، وبينها طرحه مسألة حل الدولة الواحدة كبديل لحل الدولتين، دون العودة الى الرئاسة الفلسطينية. 

ويتوقع أن تتم الماحدثة الهاتفية في تمام الساعة 12,15 بتوقيت واشنطن (19,15 بتوقيت القدس)، وبحسب البرنامج الذي نشره البيت الأبيض فقد خصص للمحادثة نصف ساعة، بعدها يتناول الرئيس الامريكي الغذاء مع وزير خارجيته ريكس تيلرسون، بحسب ما أورده موقع واللا العبري.

ويتوقع أن يزور المنطقة في الأيام القريبة مستشار الرئيس الأمريكي، جيسون غرينبلات، الذي سيتداول مع المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين باستحداث محادثات السلام. ونقل موقع "واللا" أنه يتوقع أن يلتقي غرينبلات بالرئيس عباس في رام الله.

ومنذ دخول ترامب الى البيت الأبيض، أعلنت إسرائيل عن المصادقة على بناء نحو 6000 وحدة سكنية في المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية والقدس الشرقية، إضافة إلى تشريعها قانوناً بسلب الأراضي الفلسطينية لصالح الاستيطان، نظرا لدعم ترامب لإسرائيل واعتباره أن الاستيطان لا يشكل عائقاً أمام التوصل لسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. 

وتأتي المحادثة في أعقاب زيارة سرية قام بها رئيس المخابرات الفلسطينية اللواء  ماجد فرج ، المقرب من الرئيس الفلسطيني، الى واشنطن،والتقى خلالها كبار المسؤولين الأمنيين في واشنطن.

والتقى الرئيس عباس أمس الخميس بمقر الرئاسة (المقاطعة) في مدينة رام الله، قيادة اتحاد الإصلاح اليهودي في الولايات المتحدة ، وجدد التزام القيادة الفلسطينية بتحقيق السلام العادل والشامل القائم على قرارات الشرعية الدولية، ومبدأ حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 19677.

وأشار الرئيس عباس إلى "أن اصرار الجانب الإسرائيلي على مواصلة الاستيطان، وسياسة القتل والتدمير والاعتقال والاقتحامات، وهدم المنازل، يضع العراقيل امام البدء بعملية سياسية جادة، تقود إلى انهاء الاحتلال".

من جانبه أكد الوفد الأمريكي الذي يزور اسرائيل منذ عدة ايام، دعمه الكامل لحل الدولتين، لإنهاء الصراع الفلسطيني– الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية لتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، مشددا على أن اقامة المستوطنات تشكل عائقا أمام المسيرة السلمية، مؤكدين موقفهم الرافض للاستيطان.

ورغم محاولات القيادة الفلسطينية التواصل مع مسؤولين في واشنطن، الا أن العديد من محاولاتها باءت بالفشل، ولم تعقد محادثة بين ترامب وعباس، في حين أن رئيس الوزراء الاسرائيلي قد حلّ ضيفا على واشنطن واستقبله ترامب في البيت الأبيض بحفاوة وترحيب شديدين.


ويعتبر الرئيس عباس أنه يتوجب "على إسرائيل وقف سياسة الاستيطان والاغتيالات والاقتحامات والاعتقالات بحق الشعب الفلسطيني، إذا ما أرادت  إعطاء فرصة للعملية السياسية".

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سجل الشهر الماضي تمايزا جديدا عن عقود من السياسة الأمريكية حيال الشرق الأوسط، إذ أكد أن حل الدولتين ليس السبيل الوحيد لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، لافتا إلى أنه من فتح على خيارات بديلة إذا كانت تؤدي إلى السلام.

وردا على هذه التصريحات، أكدت الرئاسة الفلسطينية تمسكها بخيار الدولتين والقانون الدولي والشرعية الدولية وبما يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل على حدود الرابع من حزيران عام 1967، واستعدادها للتعامل بإيجابية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لصناعة السلام.

وتعارض القيادة الفلسطينية موقف ترامب وتعهده بنقل السفارة الأمريكية في اسرائيل الى مدينة القدس، على اعتبارها عاصمة لاسرائيل، اذ أن القيادة الفلسطينية تعتبر بأن هذه الخطوة يتعدى الرئيس الأمريكي كل الخطوط الحمراء، ويتنازل عن كل المسلمات المتعارف عليها في الدبلوماسية الدولية. وقد هدد عباس بسحب الاعتراف باسرائيل في حال أقدم ترامب على هذه الخطوة.

وتمثل إقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل الحل المرجعي الذي اعتمده المجتمع الدولي لحل أحد أقدم الصراعات في العالم. وتقوم رؤية حل الدولتين، أي وجود دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية تتعايشان جنبا إلى جنب بسلام، على إقامة دولة فلسطينية ضمن الحدود التي رسمت في أعقاب حرب 1967. تم حينها رسم الخط الأخضر الذي يحدد الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية التي يطالب الفلسطينيون بها عاصمة لدولتهم.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد