خبير اسرائيلي يتساءل: لماذا يتقارب السيسي من حماس؟

مصر وحماس

القدس / سوا / تحت عنوان "مصر و حماس معًا ضد داعش"، كتب الدكتور "إفريم هرارا" الخبير  الإسرائيلي في الشئون الإسلامية مقالاً بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أجاب فيه على السؤال الذي يتردد كثيرًا: لماذا يتقارب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من حماس رغم كراهيته المعروفة للإخوان المسلمين؟

واستعرض "هرارا" في مقاله المنشور الثلاثاء 7 مارس 2017 تفاصيل ما وصفها بـ"الصفقة" بين السيسي وحماس.

الي نص المقال

يكتب د. افرايم هرارا، في "يسرائيل هيوم" ان مصر تقدم على التقرب من سلطة حماس في غزة . وهذا الأسبوع قرر الرئيس السيسي فتح معبر رفح يومين كل اسبوع. هذه الخطوات تعتبر غريبة في ضوء كراهية الرئيس المصري لحركة الاخوان المسلمين، التي تنتمي اليها حماس. ويحمل مفتاح فهم هذه الخطوات اسم العدو الاول لمصر: الدولة الإسلامية – داعش.

حتى الان لم تنجح مصر بالقضاء على الجناح المصري لحركة داعش في سيناء. لقد اقسم تنظيم انصار بيت المقدس الارهابي، الناشط في سيناء، الولاء للدولة الاسلامية في 2014، ومنذ ذلك الوقت قتل وجرح مئات المصريين في عمليات ارهابية نفذها رجال التنظيم. وهذا على الرغم من حقيقة ان اسرائيل استجابت لكل طلب مصري بإدخال قوات الى سيناء خلافا لاتفاقيات كامب ديفيد، بل تقوم، حسب تقارير مختلفة،  بتقديم مساعدة استخبارية وعسكرية لمصر في حربها ضد المتمردين في سيناء.

بما ان داعش تحصل من قطاع غزة على معدات حربية والمواد المطلوبة لإعداد عبوات، تحاول مصر اغلاق مسار التسلح الرئيسي هذا. انها تفعل ذلك من خلال الكشف عن الأنفاق، تفجيرها واغراقها بالماء. والان تحاول عمل ذلك من خلال الضغط على حماس. والصفقة المقترحة هي كالتالي: فتح معبر رفح في أحيان متقاربة ومعه شرايين الاقتصاد المغلقة، وفي المقابل تطالب حماس بوقف تزويد السلاح نهائيا لانصار الدولة الإسلامية.

حماس تملك اسباب جيدة، وليست اقتصادية فقط، للاستجابة الى ذلك: الجهات الاسلامية تهدد سلطة حماس في القطاع وتدعي انها فاسدة ولا تحارب العدو الصهيوني كما يجب. كما انها تطلق الصواريخ على اسرائيل، وهي تعرف ان الرد سيركز على قواعد حماس، وليس على مطلقي النار انفسهم. اضف الى ذلك، ان قيادة الدولة الإسلامية في سورية، اعتبرت الاخوان المسلمين كفار يستحقون الموت، وبشكل خاص حماس "المتعاونة" مع اسرائيل – بحصولها منها على الكهرباء والاحتياجات – وتمتنع عن محاربة اليهود.

كما تلجأ مصر الى معاقبة السلطة الفلسطينية، لأنها لا تتحمل الانتقاد الموجه اليها من جهات في القيادة. ومؤخرا حولت "قائمة سوداء" بأسماء القياديين الذين ترفض دخولهم الى أراضيها، وهكذا لم تسمح لجبريل الرجوب، رئيس الامن الوقائي سابقا في الضفة، بالخروج من مطار القاهرة. هذه بشرى جيدة لإسرائيل، لأن الرجوب اطلق في اكثر من مرة تصريحات متطرفة ضدنا، من بينها، عندما قال مثلا انه لو كان بحوزة السلطة سلاح نووي لاستخدمته ضد اسرائيل. مصر تدعم محمد دحلان ، احد قادة فتح سابقا في القطاع، الذي اضطر للهجرة بعد اتهامه بالفساد ومحاولة الانقلاب. دحلان يعتبر، في نظر اسرائيل، ايضا، شخصية معتدلة، وهناك من يرى فيه بديلا ملائما لعباس. حتى اليوم يواصل دحلان النشاط في غزة، ويقوم بتحويل الاموال.

حماس تتعرض الى الضغط من "اليمين" من قبل الاسلاميين الاكثر تطرفا منها، ومن "اليسار" من قبل دحلان الذي يريد ان يصبح رئيسا للسلطة، ومن "الخارج" من قبل مصر التي تطالب بوقف مساعدة انصار بيت المقدس، ومن قبل اسرائيل التي تهاجم ردا على كل إطلاق للنيران.

في هذه الظروف سيكون من الصعب على السنوار، رئيس حماس الجديد ، الأمر بالخروج لحرب شاملة ضد اسرائيل، وجيد ان الأمر كذلك. مع ذلك، يجب ان نتذكر بأنه في الشرق الاوسط لا يعمل الجميع حسب المنطق.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد