هآرتس تكشف أسباب توتر العلاقات بين الرئيس عباس ونظيرة المصري

الرئيس عباس ونظيرة المصري

القدس / سوا / كشفت صحيفة هآرتس الاسرائيلية الصادرة اليوم الاثنين كواليس جديدة لتدهور العلاقات بين نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني  محمود عباس  في رام الله .

وقالت الصحيفة إن الرئيس عباس يعارض بشدة المبادرة التي حاول نتنياهو دفعها جنبا إلى جنب مع السيسي، ووزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، الأمر الذي أغضب القاهرة، وقاد إلى طردها أمين سر حركة فتح جبريل الرجوب من مطار القاهرة، بعد أن جاء للمشاركة في مؤتمر  بدعوة من جامعة الدول العربية.

وأوضح "جاكي خوري" محلل الشئون العربية بالصحيفة :”عارض الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) عقد لقاء قمة بمشاركة رئيس الحكومة الإسرائيلي  بنيامين نتنياهو ، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وزعماء عرب آخرين، كان يفترض أن تكون بدايةمبادرة سلام إقليمية".

ومضى يقول :”وفقا لمعلومات وصلت "هآرتس"، أدت موافقة السيسي على استضافة القمة الإقليمية لتوترات كبيرة بين عباس والنظام المصري، وصلت إلى حد منع مصر مؤخرا دخول أمين سر حركة فتح جبريل الرجوب للقاهرة".

كانت الصحيفة كشفت أمس عن وثيقة قدمها نتنياهو قبل نحو 6 شهور لزعيم المعارضة في إسرائيل إسحاق هرتسوج لإقامة حكومة وحدة ودفع مبادرة سلام إقليمية تتضمن عقد قمة  في مصر في أكتوبر الماضي، لكنه تراجع عن الفكرة بعد ثلاثة أسابيع.

عناصر فلسطينية ملمة بالتفاصيل رفضت الكشف عن اسمها، قالت للصحيفة إن رفض عباس جاء لقناعته بأن نتنياهو لا ينوي تبني خطوات حقيقية لدفع المسيرة السياسية، وأن السبب الوحيد الذي دفع رئيس الحكومة الإسرائيلي للموافقة على عقد القمة في مصر برعاية السيسي كان أمله في أن تتمخض تلك الخطوة عن ممارسة ضغوط على الفلسطينيين من الجانب العربي لتقديم تنازلات جديدة في المسألة.

ونقلت "هآرتس" عن مسئول فلسطيني بارز "للأسف الشديد وافق السيسي على المشاركة في تلك اللعبة، وكيري الذي أدرك أنه ينهي ولايته حاول البحث بكافة السبل عن أي إنجاز".

وأضاف "بالنسبة للقيادة الفلسطينية كان واضحا انعدام النوايا لدفع هذا التحرك. حقيقة أنه كان يمكن من خلال مصر قيادة هذا التحرك الجذري كان خاطئا من الأساس. سواء من قبل المصريين أو من قبل كيري".

ويرى مسئولون في رام الله أن الأساس الذي يجب أن تنطلق منه أي عملية سياسية جادة يجب أن يكون مبادرة السلام العربية المطروحة منذ 2002، والتي تقضي بأن إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية على حدود 67، سيقودان لتطبيع الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل.

ويقولون إن نتنياهو، الذي أراد كسب الوقت لحين تغيير الإدارة في الولايات المتحدة وتقويض المبادرة العربية، سعى لقلب المعادلة والتوصل إلى تطبيع مع الدول العربية بدون أي التزامات إسرائيلية بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية.

وقال مسئول رفيع المستوى بمنظمة التحرير الفلسطينية للصحيفة "سئمنا من التصريحات الخالية من أي مضمون والتهرب من أي مسار جاد لدفع العملية السياسية".

وتابع "ندرك أن لدى مصر مصالح، لكننا لن نوافق أن يكون ذلك على حساب المصلحة الوطنية الفلسطينية"، مشيرا إلى أن السعوديين نظروا للأمور بشكل مماثل، وكان من المشكوك فيه أن يوافقوا على المشاركة في القمة.

كان الرئيس الفلسطيني صرح خلال الشهور الأخيرة من ولاية الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مرات عديدة بأن الفلسطينيين لن يسمحوا لأية دولة بأن تفرض عليهم قرارات إستراتيجية. وبحسب المصادر التي تحدثت للصحيفة من رام الله، قصد عباس بكلامه القاهرة على وجه التحديد، وهو ما زاد من التوترات بينه وبين السيسي.

نتيجة لتلك التوترات، غيرت القاهرة- والكلام لـ"هآرتس"- تعاملها للأفضل خلال الشهور الماضية مع المنافس السياسي لعباس، القيادي المفصول من فتح محمد دحلان . ووافقت خلال الشهرين الأخيرين على إقامة ثلاثة مؤتمرات بمشاركة عناصر فلسطينية محسوبة على جناح دحلان، معظمهم من قطاع غزة ، في منتجع العين السخنة، 55 كم من مدينة السويس.

ووسعت مصر مؤخرا الخناق عبور الفلطسينيين ب معبر رفح وبدات محادثات مع حماس ، بما في ذلك، مع إسماعيل هنية . ويقولون في رام الله إن تلك الخطوات جاءت كرد من القاهرة على عدم الاتفاق بين السيسي وعباس بشأن الخطوة الإقليمية التي يدور الحديث عنها.

وقبل نحو أسبوعين، كشفت "هآرتس" عن قمة سرية عقدت في مدينة العقبة الأردنية قبل عام ونصف بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والملك الأردني عبد الله الثاني بمشاركة الأمريكي جون كيري، لدفع مبادرة سلام إقليمية، تراجع عنها نتنياهو فيما بعد.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد