محلل إسرائيلي: لا نملك حلا سحريا لأنفاق حماس

نفق للمقاومة الفلسطينية

القدس / سوا / قال "أمير بوحبوت" المحلل العسكري لموقع "walla” الاسرائيلي إن الدروس المستفادة من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة "الجرف الصامد"، لن تغير الواقع، وهو أنه لا يوجد حل سحري لتهديد الأنفاق الهجومية التي تحفرها المقاومة الفلسطينية في غزة تجاه البلدات والمستوطنات الإسرائيلية.

وحول تهديد الأنفاق، أكد تقرير مراقب الدولة "يوسف  شابيرا" الذي نشر أول أمس الثلاثاء وأثار ضجة في إسرائيل أن الأنفاق الهجومية للمقاومة لم تكن مفاجأة استخبارية، وأن المخابرات الإسرائيلية حذرت بشأنها قبل نحو عقد من الحرب.

بكلمات أخرى- يقول "بوحبوت"- كانت الصورة واضحة. لكن هل كان العلم بالفجوات والعمل على استثمار موارد كبيرة ليوصل إلى حل كامل؟ ليس بالضرورة، مضيفا "اليوم أيضا ليس هناك "اختراع" للقضاء على الأنفاق، وبالتأكيد ليست معلومات مثالية في مجال الأنفاق.

ومراقب الدولة الإسرائيلية هو قاض مخضرم يقوم بمهام مراجعة وتقييم أداء الأجهزة الرسمية، ولكن ليس من صلاحياته التحقيق أو الإحالة إلى القضاء.

ولفت المحلل الإسرائيلي إلى أن فصائل المقاومة الفلسطينية تطور منذ الثمانينيات أربعة أنواع من الأنفاق، أنفاق هجومية تتجاوز حدود القطاع إلى داخل إسرائيل، وأنفاق دفاعية ومواقع قتالية تحت الأرض داخل القطاع، وأنفاق لتهريب الأسلحة، كتلك الموجودة على القطاع مع مصر، وأنفاق إستراتيجية أو مخابئ تحت الأرض يختبئ فيها مسئولي حماس ، على حد قوله.

في عام 2005 أجرت وزارة الأمن الإسرائيلية فحصا حول كيفية التصدي للعمليات الفلسطينية تحت الأرض، ونشرت ملخصه عام 2007. وتطرق التقرير للفترة بين 2001- 2007، عندما كان الجيش الإسرائيلي ما زال يحتل قطاع غزة، وانفجرت أنفاق مفخخة أسفل مواقعه.

في نهاية نفس التقرير، أكد مكتب مراقب الدولة "الفشل المتواصل في التصدي لمشكلة الأنفاق" في ظل سوء التعامل مع التهديد في ثلاثة مجالات جرى فحصها- المفهوم العملياتي، الجهود التكنولوجية، وتعامل المخابرات مع التهديد.

وقال "بوحبوت :”النتائج بعد مرور 10 سنوات، أكثر وضوحا من الماضي، بعد نشر التقرير الكامل اول أمس الثلاثاء)”.

ووجه  التقرير الذي تناول آليات اتخاذ القرار قبيل وخلال الحرب التي استمرت 51 يوما في العام 2014 والإخفاقات في اتخاذ القرار،   انتقادات شديدة الى عدد من كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، ووزير الأمن السابق موشيه يعلون، ورئيس الأركان السابق بيني جانتس.

وأكد أن المجلس الوزراي المصغر (الكابينت) لم يجر نقاشات إستراتيجية بشأن غزة ولم يبحث بدائل سياسية كان يمكن أن تمنع العملية العسكرية، ولم  يتلقَ معلومات استخبارية كاملة عن التهديد المتوقع من قطاع غزة،  ولم يتم اطلاع وزراء المجلس الوزاري على حقيقة عدم وجود معلومات استخبارية كافية حول الخطر المتوقع في غزة، وتهديد الأنفاق.

وفي ظل عدم تحديد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والكابينت أهدافا إستراتيجية للجيش، ومع غياب الخيارات، وضع الجيش الإسرائيلي أهدافه الإستراتيجية بنفسه، بحسب التقرير.

ونفذت المقاومة الفلسطينية  خلال العدوان الأخير على غزة صيف 2014، عددا من العمليات النوعية من خلال الأنفاق بينها اختطاف الجندي جلعاد شاليط في 25 يونيو . إذ تسلل مقاومون فلسطينيون عبر أحد الأنفاق المؤدية إلى داخل إسرائيل وهجموا على قوة إسرائيلية من لواء جفعاتي كانت مرابطة على الحدود بين رفح الفلسطينية وإسرائيل، ما أسفر عن مقتل جنديين  إسرائيليين وإصابة 5 آخرين بجروح وأسر شاليط ونقلة إلى مكان آمن في قطاع غزة.

ويقول تقرير المراقب العام إنه باستثناء حقيقة عدم إخطار الكابينت كما ينبغي بوضع الأنفاق عشية الحرب، فإن الجيش الإسرائيلي نفسه لم يكن مستعدا  لمواجهة هذا التهديد. أحد الأسباب الرئيسية لذلك هو الأداء السيئ للمخابرات، العسكرية وغيرها.

ويركز التقرير على الفجوة الخطيرة بين الحكومة والجيش، وغياب قيادة سياسية تراقب وتشرف على أداء الجيش في العدوان على قطاع غزة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد