حواتمة يدعو لحوار فلسطيني وطني شامل بالقاهرة برعاية القيادة المصرية
غزة /سوا/ دعا نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إلى حوار فلسطيني وطني شامل لكل الفصائل والقوى والتيارات بالقاهرة برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وقال حواتمة في تصريحٍ صحفي وصل "سوا" نسخةً عنه الجمعة : "هذا الحوار، حتى نضع القرارات التي اتخذناها باللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني في بيروت يومي 10 و11 يناير الماضي موضع تنفيذ، وتوضع الآلية والرقابة المصرية على التنفيذ من موقع الالتزام الأخوي والأخلاقي وموقع المصالح الفعلية القومية المشتركة".
ورأى حواتمة أن الحوارات الثنائية بين فتح و حماس لم تنتج إلا مزيدا من تعميق الانقسام وخلق محاور إقليمية متنافسة متعددة، معربا عن حزنه لأن كل المشاريع من أجل إنهاء الانقسام وإعادة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية لم تذهب إلى الخطوات العملية كما يجري على يد حكومة رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من خطط ومشاريع وأعمال على الأرض.
وأكد أن مصر هي الشقيقة الكبرى، حيث خاضت أربعة حروب كبرى للدفاع عن القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية، وخاصة حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وبناء دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من يونيو 1967، وحل مشكلة الشعب اللاجئ بحقه في العودة وفقا لقرار الأمم المتحدة.. مشددًا على أن القيادة المصرية مخولة من القمم العربية بأن تتولى هي حل والمساعدة على حل وترتيب البيت الفلسطيني الفلسطيني الداخلي.
وشدد على الحاجة إلى حل مشكلات الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذا يستوجب بالضرورة التفاهم بين كل القوى الفلسطينية في إطار الحوار الشامل، وأن القاهرة هي من تقوم بتخفيف الآلام الواقعة على شعبنا في قطاع غزة عبر فتح معبر رفح وتبادل العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والتفاهمات لتكون غزة ميدان أمن وأمان لمصر، وللعمل على تصفية كل أشكال الإرهاب وخاصة في سيناء، مما يتطلب بالضرورة حوارا شاملا ووحدة وطنية فلسطينية.
وأضاف حواتمة «الآن يمكننا أن نحمل إلى مصر القرارات الجديدة للجنة التحضيرية لأننا قررنا تشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة لكل الفصائل والقوى والتيارات الفلسطينية، وأن نذهب للانتخابات.. وهذه القرارات الجديدة تفتح الطريق لحوار منتج في القاهرة تستضيفه القيادة المصرية بما فيه اقتراح أن ينعقد في الجامعة العربية ويشارك فيه الأمين العام للجامعة السيد أحمد أبوالغيط كمظلة عامة عربية».
وأعرب عن ثقته في أن جولة الحوار القادمة ستكون شاملة وأكثر قدرة على إنهاء الانقسام، لافتًا إلى أن القرارات التي أخذت في اللجنة التحضيرية ببيروت وكذلك في الحوار الفلسطيني- الفلسطيني والفلسطيني- الروسي في موسكو، وبالمجلس المركزي لمنظمة التحرير وبرامج الإجماع الوطني أكدت ضرورة تطبيق قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير، وتقديم الشكاوى للمحكمة الجنائية الدولية على كل الأعمال العدوانية الإسرائيلية، وخاصة الوقف الكامل للاستيطان عملا بإجماع مجلس الأمن على القرار «2334» على ألا نعود إلى دوامة التعطيل.
وتابع حواتمة «عقدنا جولات الحوار الوطني الشامل في القاهرة «مارس 2005- نوفمبر 2009- مايو 2011»، وندعو الآن لاستئناف الحوار الوطني الفلسطيني بالقاهرة وبرعاية القيادة المصرية.
وحول فرص استئناف المفاوضات وأفق تحقيق السلام، قال حواتمة «نحن جاهزون لمفاوضات منتجة في إطار عقد مؤتمر دولي للحوار الشامل لحل مشكلة الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي والعربي- الإسرائيلي بمرجعية القرارات الدولية ورعاية الدول الخمس الدائمة العضوية ووضع الآليات التنفيذية للتنفيذ حتى لا تتكرر صيغ موسعة نسبيا لكن ليست صيغ سلام شاملة».
وذكر «أنه في كل جولات الحوار الوطني الفلسطيني الشامل هناك إقرار وموافقة من الجميع منذ إعلان القاهرة في مارس 2005 نصا سياسيا واضحا على الحل السلمي السياسي في إطار دولة فلسطينية بجانب دولة إسرائيل تقوم على حدود 1967 وعاصمتها القدس، وهذا ينسجم مع قرارات الشرعية والدولية وكثير من المبادرات التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي ومبادرات أطلقت في عدة بلدان عربية».
وفيما يخص التعامل مع الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب وإدارته، ولاسيما تداعيات اعتزامه نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، قال حواتمة «إن هذه المسألة تظل معلقة وموضوع بحث.. فلسنا أمام سياسة محددة، حيث أن الإدارة الأمريكية الجديدة حتى الآن لم توضح موقفها بعد الحملة الانتخابية لكثير من قضايا السياسة الخارجية الأمريكية، ومنها القضية الفلسطينية، وقضايا الصراع الفلسطيني والعربي- الإسرائيلي، وقضايا الأزمات الدائرة والدامية في الشرق الأوسط.
ودعا حواتمة، الرئيس الأمريكي الجديد ترامب، لأن يحدد سياسته تجاه قضايا الأزمات بمنطقة الشرق الأوسط، ولاسيما الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وقرارات الشرعية الدولية بشأن هذا الصراع.
وفيما يتعلق بالتوجه إلى موسكو لدعم المطالب الفلسطينية، قال حواتمة «نحن مع إقامة علاقات متوازنة بيننا وبين كل دول العالم، وخاصة مع الدول الكبرى، وألا ننحاز ونبني علاقات ذات طبيعة خاصة مع دولة كبرى على حساب الدول الأخرى، حتى نستطيع حماية المصالح الوطنية والقومية الاقتصادية والاجتماعية، لافتًا إلى أننا بحاجة إلى هذا التوازن والاستفادة من خبرة وتجارب العرب، شعوبا ودولا، مع الحالة الدولية وكيف تتطور.. جربنا أشكالا متعددة.. وهذه التوازنات ستؤدي إلى استنهاض ضغوط دولية لدعم قضيتنا الفلسطينية».