محافظ شمال غزة اللواء صلاح أبو وردة: الرئيس أبو مازن انتقل من مرحلة الرئيس إلى مرحلة الزعيم من خلال مواقف لا يقفها الا الزعماء

محافظ شمال غزة اللواء صلاح أبو وردة

ليس سهلاً على أي رئيس أو زعيم في العالم أن يرفض طلباً للإدارة الأميركية فكيف بالزعيم ابو مازن يدخل في مواجهة مفتوحة معها لعشر سنين، فاتخاذ مثل هذا القرار ليس وارداً في قاموس زعماء دول عظمى في ظل حالة البطش والقمع التي تمارسها اعتى قوى عسكرية واقتصادية على وجه الأرض عرفها التاريخ ولكن في زماننا هذا أكرم الله الشعب الفلسطيني والشعوب المقهورة برئيس وزعيم لم يتحد هذه القوة التي أطاحت بالإمبراطورية السوفيتية فحسب، بل دخل في مواجهة ورهان على إسقاط مشروعها التصفوي وصفقتها المشبوهة التي عملت باستماتة منذ عامين لإنجاحها، كما نجح بإفراغ ورشتها المنعقدة بالمنامة

من مضمونها، ولم يكن تحدي الرئيس أبو مازن الذي تحول في نظر الكثير من دول العالم وشعوبها إلى زعيم أممي لم يكن تحديه للصفقة هو التحدي الأول له مع الإدارة الأميركية فقد أضيف هذا التحدي إلى 12 تحدياً دخل فيها هذا الزعيم الذي تعرض للخذلان من نظرائه العرب في مواجهة مفتوحة مع الإدارات الأميركية الثلاث التي تعاقبت خلال فترة رئاسته لفلسطين، حيث افتتح أبو مازن مواجهته لصلف وانحياز الإدارات الأميركية للاحتلال في بداية عام 2007 عندما ضرب بعرض الحائط التهديد الأميركي وقرر الذهاب إلى مكة لإبرام اتفاق المصالحة مع حركة حماس وتشكيل حكومة وحدة وطنية معها، ثم ما لبث بعد ذلك بعد عام ونيف من الدخول في تحد اخر عندما تجاهل تهديداً أميركيا اخر بعدم المشاركة في القمة العربية التي انعقدت في العاصمة السورية "دمشق" وقرر الذهاب رغم المحاولات الحثيثة التي بذلها نائب الرئيس الأميركي آنذاك ريتشارد ديك تشيني والذي وصل الى رام الله على عجل لإقناع أبو مازن بذلك، الا انه في النهاية اختار الانحياز لشعبه وأمته والمشاركة رغم التهديدات الأميركية بقطع المساعدات ومعاقبته، ولم تثن التهديدات أبو مازن من الدخول في حقل المواجهة مع الإدارة الأميركية من جديد عندما أصر على عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي في ذروة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في نهاية عام 2008 لإدانة العدوان الغاشم ان ذاك رغم المعارضة الشديدة لإدارة الرئيس الأميركي جورج بوش والذي طالبه بسحب الطلب، إلا انه اصر على ذلك والذي توج بإصدار القرار 1860 ، ولم تنل الإجراءات العقابية التي اتخذتها الإدارة الأميركية بحق الشعب الفلسطيني عقاباً لمواقف رئيسه من إصرار أبو مازن على مواصلة مشواره في تنفيذ السياسة الفلسطينية التي لم تنل رضا الإدارة الأميركية ليصطدم من جديد معها في مواجهة توجها بنجاحه بإعادة التصويت على توصيات تقرير غولدستون عام 2009، والتي طالبت الولايات المتحدة منه عدم التصويت عليه لانه يدين الاحتلال خلال عدوان 2009 حيث تكللت جهوده بالنجاح وتم اعتماد التقرير، وتوالى تحدي أبو مازن للإدارة الأميركية التي أخذت على عاتقها ترويض الفلسطينيين خلال رسالة نقلتها للاحتلال وكانت هذه المرة في محطة المصالحة والتي قرر الرئيس أبو مازن التوقيع على وثيقة المصالحة التي طرحتها مصر في نهاية عام 2009 ثم تبعها بمواجهة أخرى في عام 2011 عندما أوقف المفاوضات مع إسرائيل بعد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجميد الاستيطان تبعه بالدخول بمواجهة أخرى عندما قرر الذهاب الى مجلس الأمن لطرح مشروع قرار باعتبار الاستيطان غير شرعي وغير قانوني رغم التهديد الأميركي بقطع العلاقات مع السلطة الوطنية ووقف المساعدات الا انه اكمل طريقه وتم طرح القرار الذي اجهض بفعل الفيتو الأميركي، ولم ييأس أبو مازن من حالة التراجع والوهن والضعف التي أصابت الأمة العربية بفعل الحروب الداخلية والمواجهات التي مزقت العديد من هذه الدول وواصل إصراره على طرح القضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية من المنظور والمصلحة فلسطين في مجلس الأمن، حيث لم تخف التهديدات الأميركية أبو مازن وقدم الطلب العضوية في مجلس الأمن في 23/9/2011 تبعه بقرار اخر بتقديم طلب العضوية لدولة فلسطين في اليونسكو رغم الرفض الأميركي والذي توج بالانسحاب من هذه المنظمة الأممية بعد نجاح فلسطين في التصويت.

ومرة أخرى ينحاز الرئيس أبو مازن لشعبه وأمته ويدخل في مواجهة ضروس مع الولايات المتحدة التي طلبت منه عدم الذهاب إلى العاصمة الإيرانية طهران للمشاركة في القمة الإسلامية في عام 2012 وتوج الرئيس المواجهة المفتوحة مع الإدارات الأميركية بالانتصار في اعتى ساحات المواجهة والتي تجلت بإصراره ونجاحه بانتزاع صفة دولة غير عضو في الجمعية العمومية للأمم المتحدة في خريف عام 2012 رغم ما تبعها من عقوبات فرضتها الإدارة الأميركية على الشعب الفلسطيني.

في كل يوم بل كل لحظه يثبت الرئيس محمود عباس انه زعيم الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده.وانه الأقدر والأقوى على مواجهة التحديات التي تعصف بالقضية وبالشعب الفلسطيني أمام ما تقدم تخطي الرئيس محمود عباس مرحلة الرئيس الى مرحلة الزعيم.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد