توصيات باعتماد فيلم "الأرض بتتكلم عربي" كمادة تعليمية بالجامعات والمدارس

مركز غزة للثقافة والفنون يوصى بعرض فيلم الأرض بتتكلم عربي كمادة تعليمية

أوصى عدد من الكتاب و المثقفين والمخرجين السينمائيين بضرورة عرض الفيلم الوثائقي "الأرض بتتكلم عربي" للمخرجة "ماريز غرغور" في قاعات الجامعات والمدارس الثانوية الفلسطينية باعتبار الفيلم وثيقة تاريخية حول الحق الفلسطيني وما تعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان قبل النكبة حقبة الانتداب البريطاني وجرائم العصابات الصهيونية بحق الأبرياء وخصوصا لطلبة كليات الإعلام وكليات الحقوق.

ويسلط الفيلم الضوء على الحقيقة المرة، وهي حقيقة تطهير الإسرائيليين لأرض فلسطين، ولتجسيد تلك الحقيقة استخدمت المخرجة مواد سينمائية من الأرشيف، بالإضافة الى الإعلام المتواجد في ذلك الوقت، ووثائق رسمية، وشهادات من فلسطينيي ما قبل العام 1948.

جاء ذلك خلال عرضاً سينمائياً نظمه مركز غزة للثقافة والفنون، اليوم الثلاثاء 25/9/2018 عرضاً للفيلم بحضور عدد من المثقفين النشطاء الشباب والمهتمين بالعمل السينمائي، بقاعة الاتحاد العام للمراكز الثقافية، ضمن فعاليات مشروع " يلا نشوف فيلم " والذي تنفذه مؤسسة شاشات سينما المرأة، بالشراكة مع "جمعية الخريجات الجامعيات" ومؤسسة "عباد الشمس لحماية الإنسان والبيئة" و بدعم رئيسي من الاتحاد الأوربي ودعماً مسانداً من" CFD " السويسرية ومُمثلية جمهورية بولندا في فلسطين.

كما شهد اللقاء حوار ونقاش وأدار الحوار والنقاش الناشط الشبابي عبد حسين فيما تنوعت المداخلات التي شارك بها الحضور وتميز النقاش بتنوع الآراء مما أثرى طرح ورسالة الفيلم من حيث الرسالة والموضوع وقد عكس النقاش بشكل جلي وواضح وصول رسالة الفيلم ووضوح موضوعه.

وبرز الفيلم فترة نهاية القرن التاسع عشر، حيث بدأت الحركة الإسرائيلية التي كانت من أقليات الأحزاب السياسية، بالظهور على الساحة العالمية. وعملها لتجسد هدف هذا الحزب، بحسب ما يزعمه قادته التاريخيين، بإقامة دولة يهودية في مكان ما في العالم، وبالأخص في فلسطين.

ففي ذلك الوقت، ومنذ آلاف السنين، كانت الأرض تتكلم عربي، وكان أهل فلسطين يسكنون فلسطين، فكيف يمكن للقادة الصهاينة التوفيق ما بين طموحاتهم السياسية والواقع الفلسطيني في نهاية القرن التاسع العشر؟ الحل لهذه المسألة كان مخطط له ما قبل وعد بلفور في العام 1917، إذ قام القادة الإسرائيليين بوضع خطط وتنفيذها عن طريق طرد الفلسطينيين من أراضيهم بأية وسيلة كانت.

ويعرض الفيلم مشاهد حية لقصف الطائرات للقرى الفلسطينية، وتقارير عن عمليات التفجير التي كانت تشهدها مدن يافا وحيفا و القدس وروايات عن عمليات القتل للنساء والرجال في القرى الفلسطينية.

وقال أشرف سحويل رئيس مجلس إدارة مركز غزة للثقافة والفنون، أن مخرجة الفيلم نجحت في توثيق أن فلسطين عربية يسكنها عرب ومسحين ويبعض اليهود في حالة تسامح ديني وتجانس دون حقد او كراهية إلى ان جاءت الحركة العالمية اليهودية حتى بداية الحركة العالمية اليهودية و مسؤوليتها عن تهجير وتشريد شعب بأكمله تحت غطاء الانتداب ومسانده منه في بعض الأحيان وتوفير الحماية لجرائم العصابات التي تكاثفت قبيل انسحاب الانتداب عام 1948 مما أدى لتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين عن مدنهم وقراهم في نهاية أربعينيات القرن الماضي.

و أضاف أتفق مع المتحدثين بضرورة ان تنفذ عروض لفيلم الأرض بتتلكم عربي في جميع جامعات الوطن كمادة تعليمية لأنه وثيقة تاريخية تبرز الحق الفلسطيني بامتياز.

ورأى أن دور الانتداب البريطاني كان أساسيا في تكثيف الهجرة اليهودية وإضعاف المجتمع الفلسطيني، حيث عمل على سحق الثورات الفلسطينية بثورة البراق عام 1922 و ضد الاستيطان اليهودي عامي 1936 و1939 على يد الإنجليز لانتصار المليشيات الإسرائيلية المجرمة المدججة بالسلاح والبالغ عددها مائة ألف مقاتل على الفلسطينيين شبه العزل عام 1948.

ومن جهته، قال الناشط الشبابي هيثم أبو درابي رأينا فيلماً وثائقيا من السينما العالمية يجسد الحق الفلسطيني بالمحتوى والمضمون قادر على نقل صورة الحق الفلسطيني بأرضه التى طرد منها عنوة تحت بطش السلاح والمجازر من العصابات الإسرائيلية وأن الفيلم بحد ذاته وثيقة تاريخية لابد من استخدامها في الجامعات والمدارس كمادة تعليمية.

وقال المخرج فتحى عمر: "شاهدنا فيلم ثري رغم اعتماده على الأرشيف الذي تضمن سرداً سببياً وزمانياً واضح ورائع رغم ان صور الأرشيف قديمة لكن المخرجة استطاعت ان تشد انتباهنا ونجن نشاهد المسار الدرامي للفيلم الذي يبرز حقوق شعبنا بحرفية عالية ".

بدوره قالت الناشطة المجمعية عالية الصادق أن "الفيلم نجح في تقديم ذاكرة حية من خلال تسجيل الشهادات الشفوية لأناس عاشوا تلك المرحلة بشكل متوازن، بطريقة تخلو من العاطفة الزائدة، إلى جانب الأرشيف المصور والصورة الفوتوغرافية".

من جهته، رأى الكاتب خالد خماش، أن الأرشيف الوثائقي أبرز جمال فلسطين التاريخية فترة الأربعينات خصوصاً ومدى التقدم والرقى التي ساد تلك الحقبة مقارنه مع المنطقة العربية وكذلك وجود جماليات الزى والتراث الفلسطيني وأنه يتفق مع زملائه بضرورة عرض الفيلم في الجامعات وفي كل مكان لما له من أهمية تاريخية و وثائقية مع ضرورة ترجمه المقاطع التسجيلية التي وردت باللغة العربية إلى لغات أجنبية حتى يشاهد ويطلع المتلقي الأجنبي على حقوق الشعب الفلسطيني كرويات حية ممن عاصروا تلك الفترة.

وبدوره رأى الناشط المجتمعي عبد الناصر أبو العمرين :"أن الفيلم له أهمية كبيرة لإبرازه جرائم الصهيونية التي ارتكبت وعصاباتها المجازر بحق الأبرياء والتي لابد يأتي يوماً لمحاكمتهم أمام محكمة الجنايات الدولية وكذلك الدور التاريخي لبريطانيا العظمة التي كانت تسيطر خلال انتدابها على فلسطين حيث سهلت وساعدت العصابات وغضت الطرف عن جرائمهم وتهريبهم للسلاح من مخلفات الحرب العالمية الثانية لإحداث التفوق العسكري على المواطن الفلسطيني الذي يمتهن الزراعة والصناعة والفلاحة ولا يملك السلاح" .

جدير بالذكر أن مركز غزة للثقافة والفنون هو مؤسسة غير هادفة للربح تأسس عام 2005 ويسعى للمحافظة على الهوية الوطنية وإثراء المشهد الثقافي والفني الفلسطيني ذو الأسس الحضارية المعاصرة، و"شاشات" هي مؤسسة أهلية، تركز في عملها منذ تأسيسها في 2005 على سينما المرأة، وأهميتها، وأبعادها في تصورات عن ماهية النوع الاجتماعي.

وتركز شاشات على تنمية قدرات القطاع السينمائي الفلسطيني النسوي الشاب، وتعمل على إتاحة الفرص للمرأة للتعبير عن ذاتها، ودخولها إلى عالم الإبداع السينمائي من أجل صنع القرار في مجال الثقافة، وحازت المؤسسة على "جائزة التميز في العمل السينمائي" من وزارة الثقافة الفلسطينية في 2010.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد