بالصور.. سوق العطارين في خانيونس حكاية زمن عتيق ترويها الجدران والأمكنة

سوق العطارين في خانيونس

غزة /خاص سوا/خالد أبو جامع/ بهمة عالية، يستفيق المواطن محمود الغلبان من ثبات نومه، متوجهاً لدكانه الصغير الذي يعمل به في سوق العطارين بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.

وي فتح البائع الغلبان (28 عاماً) باب دكانه الخشبي المُتشقق، هاماً بإخراج بضاعته التي تضم أكثر من 200 صنفاً ليعرضها في واجهة محله الذي لا يتجاوز عرضه المتر والنصف .

ويعتبر سوق العطارين، مكاناً أصيلاً، تتوهج من بين أزقته عراقة التاريخ والقدماء؛ كونه يحتوي على قرابة 15 محلاً للعطارة، من بينها ما يزيد عمره عن 200 عاماً.

وبالرغم من أن تعلم مهنة العطارة يتطلب العديد من الدورات التدريبية والتأهيل، إلا أن الغلبان تمكن من اتقانها إبان عمله بذات المهنة برفقة أحد أصدقائه الحميمين.

ويتحدث الغلبان لـ"سوا" عن وجود كثير من المواطنين يتمنون اقتناء "دُكاناً" بإحدى زوايا سوق العطارين، "لكن لا يستطيعون بسبب تمسك الباعة بمحلاتهم".

ويُحاول الغلبان إجراء أعمال صيانة لمحلة البالغ عمره قرابة 50 عاماً؛ خاصة وأن المشترين يربطون خبرة العطار بمدى أثرية محله وقدم وجوده.

أما "ساري الشوربجي" الذي يعمل بمحل عطارة تعود ملكيته لعائلة الفرا، بين أن "هذا المحل ورثه الحاج حمزة الفرا عن والده عثمان، ثم ورثه لابنه ثم لابن ابنه المسؤول عنه الآن".

وتحدث أن مالكي المحل بدأوا في مجال العطارة منذ قرابة 200 سنة من خلال بيع "بضائع بسيطة"، مثل "الأكفان والتوابل"، مشيراً إلى أنهم لم يغيروا مجال عملهم، لكن قاموا بتوسيع وتطوير العمل باستيراد بضائع من الخارج.

ويرجع الشاب الشوربجي، سبب الإقبال الشديد من قبل المواطنين على بضائع محلات العطارة، إلى ابتعاد تكوينها عن المواد الكيميائية، بالإضافة إلى عفوية وجمال مكان البيع.

ولم يختلف رأي منار عبد الغفور الذي لجأ للعمل بالعطارة برفقة أخيه في هذه المهنة منذ 10 سنوات تاركاً مهنته السابقة؛ "لأنه لاحظ اقبالا شديداً على أسواق العطارين".

في جانب صغير من هذا السوق الأثري يجلس الحاج محمود عبد الغفور متابعا لأجواء السوق وحركة المرور، وابتسامته تملأ وجهه المتجعد، متحدثا مع جيرانه عن ذكريات تعود بهم الى 60 عاماً مضت.

ويقول الحاج البالغ من العمر 78 عاماً، إنه اعتاد الجلوس في السوق بشكل يومي منذ عام 1958، "لأن هذا المكان يذكرني بأيام الشباب وبلحظات أخرى تاريخية".

ويصف السبعيني هذا السوق بالمنطقة الأثرية، متمنياً أن يحافظ الجميع على أصالتها التي استمدتها من عبق التاريخ.

وجرى تشييد السوق منذ عام 1930 بالطوب، فيما تم تجديد بعض محلاته عام 1980، بأبنية الحجارة دون التغيير في ملامحه وعراقته الذي تزيده جمالا، بهذه الكلمات ختم الحاج السبعيني حديثه.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد