طائرات الاحتلال تقتل احلام الشاب الاصم ابو ناموس والاهمال يفاقم معاناته

180-TRIAL- غزة / سوا/ عيسى محمد / أطاح العدوان الإسرائيلي على غزة باحلام الشاب الأصم محمود أبو ناموس بعد أن دمرت طائرات الاحتلال شقته الذي قضى سنوات طويلة في العمل من اجل تجهيزها وتأثيثها استعداداً لزواجه.
وفي ثواني معدودة قضت طائرات الاحتلال على أحلام أبو ناموس 27 عاماً بعد أن سوت منزل عائلته المكون من اربع طبقات بالأرض خلال العدوان الأخير على قطاع غزة.
وفاقم تدمير الشقة من معاناة أبو ناموس الممتعض من عدم ايفاء الحكومة والجامعات في غزة بالتزاماتها ووعودها التي قطعتها على نفسها ب فتح أقسام وجامعات خاصة بتعليم الصم بعد أنهى " التوجيهي " بمعدل مرتفع وحصوله على المرتبة الأولى على مدرسته.
وانتقد ابو ناموس ويسكن حي تل الهوى بمدينة غزة بشدة تأخر الحكومة والجامعات في استحداث كليات أو أقسام لتدريس الصم لفتح المجال أمامهم للتعلم والانخراط أكثر بالمجتمع.
وأضاف أبو ناموس إنه ناضل طيلة السنوات الماضية من اجل الحصول على شهادة الثانوية العامة أسوة بالناطقين من اجل المستقبل ولكن تراجع الحكومة والجامعات عن وعودها التي قطعتها في السابق أحبطه.
ويتوق أبو ناموس والتي تكفلت إحدى مترجمات لغة الإشارة لترجمة حديثه لخوض تجربة الدراسة الجامعية أسوة بالناطقين.
وتساءل عن الاهتمام الحكومة والشعبي بفئة الصم رغم أن القوانين تجبر الحكومة على تخصيص 5% من الوظائف الحكومية والخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة والذي هو واحد منهم.
وتحدث أبو ناموس عن ماساته ومسيرته في العمل في أكثر من مهنة شاقة في سبيل تحقيق حلمه.
وقال: إنه عمل في مجال النجارة والقصارة والبناء والحفر في الشوارع والدهان وفي مصنع صناعة العصير وغيرها من الأشغال، ولكن الاحتلال أراد أن يحول تعب السنين الى ركام وحطام.
ويتمنى أبو ناموس من الحكومة أو "الانروا" أو الجهات المختصة بالإسراع باعادة اعمار منزله ليستكمل باقي حياته والتي أوشك خلالها على الارتباط باحدى الفتيات.
وأضاف ابو ناموس إنه لا مجال له الان ليستكمل حياته لوجود اولويات امام عائلته الفقيرة وهي توفير المأوى ولقمة العيش بعد أن دمرت قوات الاحتلال الاسرائيلي كل شيء.
وأكد أبو ناموس على القدرات الكبيرة في كل المجالات للصم والذي يجهلها المسؤولون، متهماً المسؤولين والمواطنين العاديين بالاستخفاف بقدرات الصم.
وانتقد أبو ناموس الغاضب أسلوب التعامل مع الصم ومحاولة التقليل من أهميتهم وتصنيفهم على أنهم متخلفين عقلياً.
وقال "الصم لا يقبلوا أن يعيشوا مظلومين، داعياً الحكومة والقطاع الخاص إلى تجريب الصم في مجالات العمل المختلفة والحكم عليهم".
ويتمنى ابو ناموس ان يحظى بوظيفة ما في الحكومة ا وكالة الغوث "الانروا" حتى يشعر بأنه مواطناً عادياً أسوة بباقي المواطنين.
وقال إنه سئم حياة التمييز الذي يواجهها في كل مكان وعدم الاهتمام به وبزملائه الصم بشكل عام وعدم وجود مترجمين في الأماكن العامة والضرورية والشوارع وغيرها ما يفاقم ويزيد من معاناتهم.
ويتجاوز عدد الصم في قطاع غزة بحسب احصاءات بعض المؤسسات المعنية اكثر من 15 الف اصم يعانون في غالبهم من ضعف الاهتمام الرسمي والشعبي.
وتقول المختصة في شؤونهم اسراء غزال إن نسبة البطالة في صفوف الصم مرتفعة جداً واقل من 15% منهم يعملون. 36
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد